فهذه حقائقُ تُبيِّن وجه الإعجاز في القرآن الكريم والسُّنة المطهرة لمراحلَ وأطوارٍ تقعُ في مختلف مراحل التخلُّق - حسب تسلسُلها الزمني - التي تصف التغيُّرات التي تطرَأُ على هيئة الجنين مع التخلق في كل مرحلة على حِدَةٍ. وما كان في وُسْع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرِف هذه الحقائق في القرن السابع الميلادي؛ لأن معظمَها لم يُكتَشَف إلا في القرن العشرين، وهذا يشهد بأنها وحي من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وصدق رب العزة إذ قال: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: 93].
وعلى نياتكم ترزقون و إن الله لم يخلق تشوهات خلقية بالجنين ، لو تعمقنا لرأينا الأمر يحدث نتيجة خلل و خطأ فيما يعقب عملية التزاوج فالله لو يسر لنا كل شيء لكان أعطى من لا يستحق و ساواه بمن يستحق أما لسؤالكم عن ابتلاء الله لعباده ، فنعرف جميعاً أن الله إن أحب عبداً ابتلاه. و هل هناك أجمل من الصبر في سبيل من نحب ، و هل هناك أجمل من أن نضحى في سبيل من خلقنا في أحسن تقويم و يسرنا في خير الطرق ؟ الدنيا لم تخلق هكذا ، الدنيا خلقت و تركنا نحن لنعمر بها و كان ذلك من خير الإنصاف لتصنيف نوايانا.. و في النهاية لنا رب هو فوق كل شيء عليم قدير جبار و حليم.. فرفقاً بخالقكم الذي سواكم فعدلكم تابعنا على الفيسبوك: تابعنا على تويتر: التصنيفات: معلومات عامة, مقالات خاصة, مقالات هنادي العنيس
وقد أثبت العلمُ الحديث أن المُضْغة تمرُّ بمرحلتينِ: أ - مرحلةٌ لم يتشكَّل فيها أي عضو أو جهاز، وأسماها مرحلة المضغة غير المُخلَّقة. أطوار خلق الإنسان (وقد خلقكم أطوارا). ب - المرحلة الثانية؛ حيث يتم فيها تمييز الأجهزة المختلفة، وتُسمى مرحلةَ المضغة المُخلَّقة، وهذا ليس بجديدٍ في ديننا الحنيف؛ حيث يتَّضِح فيه إعجازُ ربِّ العزة في وصفه لطورِ المضغة بقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ [الحج: 5]. وفي الأسبوعِ السابع تبدأ الصورةُ الآدمية في الوضوح، نظرًا لبداية انتشار الهيكل العظمي، فيُمثِّل هذا الأسبوع (ما بين اليوم 40 و45) الحدَّ الفاصل ما بين المضغة والشكل الإنساني. 4 - طور العظام: يبدأُ الهيكل الغُضْروفي في الانتشار في الجسم كله مع بداية الأسبوع السابع، فيأخذ الجنين شكل الهيكل العظمي، وتكوُّن العظام هو أبرزُ تكوينٍ في هذا الطورِ؛ حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا تُرى فيها ملامحُ الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في مدَّة زمنية وجيزة، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنينَ مظهرَه الآدمي. 5- طور الكساء باللحم: يتميَّز هذا الطور بانتشار العضلات حول العظام، وإحاطتها بها كما يُحيط الكساء بالجسم، وبتمام كساء العظام بالعضلات تبدأ مرحلةُ كساء العظام باللحم في نهاية الأسبوع السابع، وتستمرُّ إلى نهايةِ الأسبوع الثامن، وهذا ما عبَّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14].