في يوم 16-10-1428هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج بالمرتبة الممتازة، ولقد كان خبراً ساراً سعد به المواطنون في محافظة الخرج ومراكزها.. ويسرني أن أقدم التهنئة الخالصة لسموه الكريم بهذه الثقة الملكية الكريمة التي هو أهل لها، وفقه الله وأعانه وسدد خطاه، ولقد أحسن ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين في هذا التعيين والاختيار لسموه الكريم نسأل الله أن يجزي خادم الحرمين وإخوانه خير الجزاء وأن يبارك في جهودهم لخدمة بلادنا كافة وينفع بهم البلاد والعباد إنه جواد كريم. أما الأمير عبدالرحمن فهو ابن ناصر بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن ذلك الأمير الشهم الكريم الذي تربى في مدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن باني هذه البلاد وموحدها.. ولما رأى والده منه علامات النجابة والفطنة وحسن الإدارة عينه في عام 1356هـ أميراً للرياض وهو أول أمير لها من آل سعود وكان عمره آنذاك خمساً وعشرين سنة. فأحسن الأمير ناصر في إدارته ونهض بالرياض نهضة شاملة عمت النواحي التعليمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية وغيرها. واستعان بعدد كبير من أصحاب الخبرات في سبيل تطوير العمل في الإمارة فنقلها نقلة حضارية كبرى شهد بها كل من عاصروه.
كما شهد بها ضيوف الرياض آنذاك وكان من أبرز إنجازاته- رحمه الله- العناية بالمواطنين فيتفقد شؤونهم ويقضي حاجاتهم وييسر لهم ما يحتاجونه، وفي الجانب الأمني حقق- رحمه الله- إنجازاً باهراً فقضى على الجريمة وعم الأمن والطمأنينة فغدت الرياض واحة أمن وأمان بتوفيق الله ثم بجهود الأمير ناصر ودعم والده- رحمه الله له-. وفي عام 1365هـ طلب من والده إعفاءه من العمل فأعفاه، ثم عرض عليه أعمالاً أخرى فرفضها وآثر التفرغ حتى توفي سنة 1404هـ. ولم يكن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بعيداً عن سيرة والده، فلقد عين محافظاً للدرعية فوجد منه المواطنون كل حرص واهتمام وسعد بوجوده وجهوده مواطنو الدرعية، ثم صدر قرار نقله إلى الخرج محافظاً لها، فكان استقبال المواطنين له حافلاً.. وما ذلك إلا لما كان يسبقه من ذكر طيب. فوالده الأمير ناصر كان له مزرعة في الدلم قاعدة الخرج سابقاً وعرفه المواطنون أخاً كريماً ومواطناً صالحاً حمد جهوده وكرمه الغني والفقير والكبير والصغير.. وكان لتبرعه بجزء من مزرعته للمعهد العلمي في الدلم أثر بالغ في نفوس المواطنين كافة أثابه الله وغفر له. ثم إن ذكر الأمير عبدالرحمن في الدرعية سبقه للخرج، ولقد رأينا منه في الخرج من أول يوم قدم فيه همة عالية وحرصاً متواصلاً وتواضعاً ملحوظاً وسعى سعياً حثيثاً في تطوير المحافظة ومراكزها ومتابعة مشاريعها فحقق الله للمحافظة ومراكزها في زمن قصير جداً إنجازات كبيرة من أهمها: مشاريع الطرق والمشاريع البلدية كافة.. وكان لتبرع سمو ولي العهد- حفظه الله- بمركز الأمير سلطان أثر كبير في تطوير الخدمات الصحية، ثم وقع أخيراً عقد مشروع مستشفى الولادة والأطفال، ثم وقع عقد مجمع الدوائر الحكومية بجوار محكمة الخرج.