(من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) كلمة رواها أحد الأناجيل عن المسيح (عليه السلام)، في قصة امرأة متهمة بالفاحشة، وأرادوا رجمها، وأرادوا أن يحرجوا المسيح بأن يشارك هو في رجمها، أو أن يقف موقف المعترض على شريعة موسى (عليه السلام). فقال لهم تلك العبارة، لما رآهم يتعاملون معها بقسوة المتعالي وبغلظة المتكبر. فلما قالها لهم، رجعوا، فلم يرجمها أحد، لأنهم قالوا لأنفسهم: من منا بلا خطيئة؟! من كان منكم بلا خطييه فليرمها بحجر. من منا الذي لا ينعم إلا بستر الله عليه؟! وللأسف في مجتمعنا المحلي المسلم غالبا ما تتسارع الأيدي والألسن لنهش لحم أي شخص يخطئ أو تصدر حوله شائعة أو تصدر منه زلة ويستسهل الحديث عنه لكلمة أو مقالة أو مقولة لربما لم تفهم كما يقصد أو لفقت له. قبل أشهر نشرت إحدى الكاتبات مقالاً كثر حوله اللغط والشد والجذب فتسابق البعض في وسائل التواصل الاجتماعي بتناول الحديث عنها وعن اخلاقها وسمعتها، وطال الجدال أفراد عائلتها؛ فما بين قذف ولعن وشتم وطعن بكل سهولة. أنا لست هنا للدفاع عن أحد أو مهاجمته، بل لنقاش فكرة: هل سهل علينا كمجتمع مسلم حينما نرى أو نسمع عن بعضنا الخطأ أو الزلة أو اختلافه عنا ومخالفته لما نعتقد أن نتناول عرضه وسمعته بكل وحشية مقيتة، لا تمت لأخلاقنا الإسلامية بصلة.
أحضروا الزانية أمام يسوع وسألوه قائلين ( يا معلم ، هذه المرأة ضبطت وهي تزني ، وقد أوصانا موسى في شريعته بإعدام أمثالها رجماً بالحجارة ، فما قولك أنت ؟) السؤال معد سلفاً بمكر ودهاء بحيث أن كان جوابه نعم لترجم بحسب الشريعة ، فإنه سيجعل من نفسه مسؤولاً يشرِع أوامر بالقتل فيشتكون عليه عند السلطات الرومانية التي لها الحق فقط بإصدار أوامر القتل ، وهم يعرفون هذه الحقيقة جيداً لهذا لم يستطيعوا يوماً قتل أو رجم المسيح لهذا عندما أتت ساعته أخذوه إلى بيلاطس البنطي. وإن أجاب بالنفي ، أي ترحم ولا ترجم فإنه سيخالف معتقدلتهم ويصبح عدوا للشريعة فيشتكون عليه عند سلطاتهم الدينية لأنه نقض الناموس. لهذا ظنوا إنه الخاسر لا محاله بكلتي الحالتين. من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر بقلم: عراق المطيري | دنيا الرأي. أي عندما يكون جوابه ب ( نعم) أو ( لا). لم يرد عليهم المسيح بل أنحنى نحو الأسفل عند سماعه للطلب وبدأ يكتب بأصبعه على الأرض. لنسأل ونقول: ( ماذا كان يكتب على الأرض ؟) هل كان يدون خطايا كل المتحلقين حول المرأة لرجمها ؟ حدث صمت في تلك اللحظة لعدم إكتراث يسوع لطلبهم. لم يفهوا سبب سر صمته. لم يعلموا إنه يخطط للنيل منهم لا من المرأة ، وبعد قليل سيعلن الحكم ، أرادوا أن يخترقوا ذلك الصمت ليكرروا طلبهم بإلحاح للرد على سؤالهم.
11 يوليو، 2011 المقالات 2, 858 زيارة أكيد في عالم اليوم المليء عنفاً وضوضاءً، وفوضى عارمة بسبب أمور عدة منها العولمة والديمقراطية وسيطرة الفضائيات وتنوعها وصعوبة الحياة التي تجعل من أمر التربية من الصعوبة بمكان، خاصة وإن الحياة وتوفير سبل العيش بدأت تأخذ كامل وقت الأسرة وتشغل كل بالها الأمر الذي يجعل كل فرد من العائلة في وادٍ. ومراراً كثيرة لا يلتقي الاولاد مع ابائهم ولا مع الاكبر منه سناً وخبرة إلا وهو متعب أو على عجالة بحيث لا يوجد وقت لكل الأطراف كي يجلسون ويتحاورون ويعالجون الخلل اينما وجد. وهنا بكل تأكيد تزداد الخطايا لدى الجميع، لأن مفهوم الخطيئة ليس فقط الزنا كما في العلة التي أمسكت بها المرأة التي جيئ بها عند يسوع، أو أنها ليست ضد الوصايا كالسرقة أو القتل أو بغض الأقارب أو العمل ضد الله … لأن عالم اليوم جعلنا ننفتح على كافة الاتجاهات بحيث أصبحت الأمور خارج نطاق السيطرة حتى أننا أصبحنا نُظهر للآخرين شريعتنا الخاصة وبموجبها نحلل او نحرم إلى درجة نقوم بتنصيب أنفسنا قضاة شرع للآخرين بحيث نجعل من القذى مّداً ومن المّد الذي في عيوننا قذى ليس ذي بال ونتجاهله بسهولة لنستمر بتطويره إلى أن يصعب إزالته حتى بعملية جراحي!!