وقال تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]. وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كظم غيظًا - وهو يستطيع أن ينفذه - دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور العِين شاء)) [12]. علاج الغضب: • أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. • أن يتذكر الإنسان ما جاء في فضل الحِلْم وكَظْم الغيظ. • أن يتذكر الإنسان ما يترتب عليه من مفاسد. • يغير الحالة التي هو عليها، فيجلس إن كان واقفًا، ويضطجع إن كان جالسًا، ليهدأ عنه الغضب. • يغتسل أو يتوضأ؛ إذ الغضب من الشيطان، والشيطان خُلق من نار، والماء يطفئ النار. كيف يتصرف المسلم عند الغضب؟ | صحيفة الخليج. • يتذكر الإنسان قدرة الله عليه. • يتذكر الإنسان حِلْمَ الله على عباده. الفوائد من الحديث: 1 - حرص المسلم على النصح والسؤال عن أبواب الخير. 2 - تكرار الكلام حتى يعيه السامع ويدرك أهميته. 3 - الحديث يحذر من آفات اللسان. 4 - الحديث يحث على اجتناب أسباب الغضب ونتائجه من الأقوال والأفعال. 5 - يجب على المسلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق. [1] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (154). [2] فتح الباري (10/ 536 ح 6116).
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله: لا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه، فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه ولا تجاوز خمسة عشر سوطًا [16]. ومن تأمل أحوال الناس لم يجد أحدًا غضب لغير الله إلا كان الندم حليفه، والعجب أن الكثير منهم يرى عواقب الغضب الوخيمة ثم لا ينتهي عنه. ومما ينبغي أن يُعلم أن الغضب منه ما كان محمودًا وهو الغضب لله، وذلك عند انتهاك حرماته ومخالفة أوامره وفي جهاد أعدائه، قال تعالى عن نبي الله موسى عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ ﴾ [الأعراف: 154]. خطورة الغضب. قال ابن كثير: ولما سكن عن موسى الغضب - أي: غضبه على قومه - أخذ الألواح التي ألقاها من شدة الغضب على عبادتهم العجل، غَيرَةً لله وغضبًا له [17]. روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها قَالَتْ: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ فَيَنْتَقِمَ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ " [18].
اهـ.
والغضب من جمرة في جوف ابن آدم لذا تحمّر العينان وتنتفخ الأوداج كما في حديث أبي سعيد عند الترمذي. والغضب من نزغات الشيطان والشيطان لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء والظلم والعدوان كما قال تعالى (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) و ليس معنى النهي عن الغضب أن لا يغضب الإنسان أصلاً فالغضب يهجم على الإنسان بغير إرادة منه ولكن المقصود أن يقهر غضبه وأن يملك نفسه فلا يجعل للغضب سلطاناً عليه كما قال صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصُرَعَة _ أي الذي يصرع الناس_ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه من حديث أبي هريرة. ومما يعين المسلم على تجاوز مخاطر الغضب أن يستعيذ بالله من الشيطان كما في الحديث الصحيح عن سليمان بن صُرَد، قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، فأحدهما احمّر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد " فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعوذ بالله من الشيطان، فقال: وهل بي جنون" متفق عليه واللفظ للبخاري.
واعلموا أن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة وصلوا وسلموا على إمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ﴾ [ الأحزاب: ٥٦] وقال صلى الله عليه وسلم " من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا ".
فكري في علامات التحذير الجسدية للغضب التي تشعرين بها، فربما ينبض قلبك بشكل أسرع أو يشعر وجهك بالحرارة... من خلال التعرف إلى علامات التحذير الخاصة بكِ، تكون لديك الفرصة لاتخاذ إجراءات فورية ومنع نفسك من فعل أو قول الأشياء التي تسبب مشكلات أكبر. 4- ابتعدي عن الموقف الذي يثير غضبكِ محاولة كسب الجدال أو الخوض في موقف سلبي لن يؤدي إلا اشتعال غضبكِ، لذلك من أفضل الأشياء التي يمكنكِ فعلها عندما يتصاعد غضبكِ؛ هو إبعاد نفسك عن الموقف إن أمكن. فعندما تشتعل المحادثة، خذي قسطاً من الراحة، اتركي الأمر واذهبي في نزهة، حيث يمكن أن تكون المهلة مفتاحاً لمساعدتك على تهدئة عقلك وجسمك. وإذا كان هناك شخص ما تدخلين في خلافات محتدمة معه بشكل روتيني، مثل صديق أو أحد أفراد الأسرة، فتحدثي معه حول أهمية أخذ وقت متقطع واستئنافه عندما يشعر كلاكما بالهدوء. 5- تحدثي إلى صديق إذا كان هناك شخص له تأثير مهدئ عليك، فقد يكون من المفيد التحدث عن المشكلة أو التعبير عن مشاعركِ له. ومن المهم أن نلاحظ أن الشكوى من رئيسكِ في العمل على سبيل المثال، ووصف جميع الأسباب التي تجعلك لا تحبين شخصاً ما، أو التذمر من كل مظالمك المتصورة قد يزيد من اشتعال غضبكِ، فمن المفاهيم الخاطئة الشائعة أنه يجب عليك "التنفيس" عن غضبكِ لتشعري بتحسن.