ويقال أيضاً: عنا فيهم فلان أسيراً، أي أقام فيهم على إساره واحتبس. وعناه غيره تعنيةً حبسه. والعاني الأسير. وقوم عناة ونسوة عوان. وعنت به أمور نزلت. وقال ابن عباس: " عنت " ذلت. وقال مجاهد: خشعت. الماوردي: والفرق بين الذل والخشوع - وإن تقارب معناهما - أن الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع أن يتذلل لذي طاعة. وقال الكلبي: " عنت " أي علمت. عطية العوفي: استسلمت. وقال طلق بن حبيب: إنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود. النحاس: " وعنت الوجوه " في معناه قولان: أحدهما: أن هذا في الآخرة. وروى عكرمة عن ابن عباس " وعنت الوجوه للحي القيوم " قال: الركوع والسجود، ومعنى " عنت " في اللغة القهر والغلبة، ومنه فتحت البلاد عنوة أي غلبة، قال الشاعر: فما أخذوها عنوةً عن مودة ولكن ضرب المشرفي استقالها وقيل: هو من العناء بمعنى التعب، وكنى عن الناس بالوجوه، لأن آثار الذل إنما تتبين في الوجه. " للحي القيوم " وفي القيوم ثلاثة تأويلات، أحدها: أنه القائم بتدبير الخلق. وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما. الثاني: أنه القائم على كل نفس بما كسبت. الثالث: أنه الدائم الذي لا يزول ولا يبيد. وقد مضى في ((البقرة)) هذا. " وقد خاب من حمل ظلما " أي خسر من حمل شركاً.
وهذه أسرة البرامكة التي عاثت في الأرض الفساد في عهد هارون الرشيد فظلموا الناس وعاشوا حياة البذخ والترف حتى قيل إن بعضهم كان يطلي بيته من الذهب والفضة، فسلّط الله عليهم هارون الرشيد فسجن من سجن وقتل من قتل ونفى من نفى، فكان ممن سجن خالد البرمكي فزاره ولده في السجن فقال ( ما فعل الله بك يا والدي) فقال خالد لولده ( دعوة مظلوم سرت بليل نمنا عنها والله عنها ليس بنائم). لذلك كان من دعاءه صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلِم أو أُظلم) وكذلك من دعاءه صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته (.... سلسلة وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم: وقد خاب من حمل ظلما. اللهم إني أعوذ بك أن أزِل أو أزَل أو أضِل أو أضَل أو أظلِم أو أظلَم أو اجهل أو يُجهل عليّ). الإمام احمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة رحمه الله سُجن وكان السبب في سجنه رجل يقال له أحمد بن أبي دؤاد كان يوشي به إلى الخليفة المعتصم فرفع الإمام احمد بن حنبل يديه وقال (اللهم إنه ظلمني فاحبسه في جسمه وعذّبه وشرّده)، فوالله ما مات هذا الرجل حتى أصابه الفالج في نصفه،فأصبح نصفه قد مات لو قرض بالمقاريض لا يشعر به ويبس وبقي نصفه حياً لو وقع عليه الذباب فكان جبال الدنيا عليه، ثم أخذ يخور كما يخور الثور ثم مات.
و ذكر ( إبن بليهد) بأن تركي بن حميد أدى الجزية للشيخ محمد بن هادي مثلما كان أبوه يفعل من قبله. و ذكر بأن القبائل إذا أرادت أن تمد في نجد أتت إلى الشيخ إبن قرمله تسوق الهدو لتخطب ود إبن هادي و رضاه حتى تأمن جانب قبائله. و من القصائد التي قيلت في تلك المعارك التي تلت مناخ صبحا المذكور.. ما يلي: قصيدة في معركة قرب الرياض بين مطير و قحطان انهزمت على إثرها مطير و قتل فيها الشيخ صلال المريخي ، حيث تسندها الشاعرة مويضي البرازية على أحد الدوشان محرضة له على الأخذ بالثأر من الجحادر في مقتل صلال. من طرد الأتراك من عسير وكيف تم تحرير منطقة عسير نبذة تاريخية عن عهد الاتراك في عسير - منبر الاجابات. و تقول فيها: يا راكـبـن فـتانة العـيـن حـايـــــــل من الخفس تمسي بك على جال تبراك تـلـفـي لشـغـمـوم يـداوي الـغـلايــل قــل يا حامي الـذلان صـلال يــفـــداك نـجـد حـمـيـناهـا مـن أولاد وايـــــــل و الـيـوم عـدونـا سـكـن وادي الـراك أما احـتـمـيـنـاهـا بـحـد الــسـلايــل و إلا عــطـيــنـا الـشـاه ذولا و ذولاك كما قد حصلت في زمن الأتراك معركة بين مطير و قحطان كسرت فيها مطير كسرة شنيعة تضاهي كسرتهم في مناخ صبحا المذكور. حيث سمع بأصدائها القاصي و الداني ، و قد كان الشاعر دعيث المنجلي السهلي مع مطير في تلك المعركة ، و قد قال فيها قصيدة أغضبت الدويش غضباً شديداً.
و قد تفيد الإستنكار => " اهنا أحد ؟.. أهنا أحد يسوي تسذا! " - سحلت: حامت كبدي.. مليت - بووه: أي فيه.. و يستخدمها أهل القصيم أقحص: أي أنهض بسرعه كوده: أي عساه => " يالله أقحص.. كودك تلحق على الصلاه في المسجد " سطر, كفخ, دبغ: جلد, ضرب = > " محمد دبغ خالد, أي محمد ضرب خالد! "
فلما اقتربت تلك القوات من أبها انقضت عليها قوات الأمير فيصل وألحقت بها هزيمة قاسية انسحبت على إثرها إلى تهامة، فالقنفذة ثم مكة المكرمة دون أن تحقق أهدافها ، وبعد أن اطمأن الأمير فيصل لخضوع المنطقة للملك عبدالعزيز عاد إلى الرياض، ووكّل أمر المنطقة إلى عبدالعزيز بن إبراهيم الذي استطاع بحسن تصرفه اجتذاب الأهالي إليه، وإقناع الأمير حسن بن علي آل عائض وابن عمه الأمير محمد بن عبدالرحمن بالاستسلام وكان ذلك عام 1342هـ / 1924م، حيث أرسلا ومعهما مجموعة من أسرة آل عائض إلى الرياض التي بقي فيها الأمير حسن حتى وفاته عام 1357هـ / 1938م.
لتبدأ بعد ذلك حقبة تاريخية مختلفة تعاقب فيها ولاة الدولة العثمانية على عسير، وكان الحكم والتصرف بأيديهم بدءًا بأحمد مختار باشا 1289هـ / 1872م، حتى نهاية فترة الوالي محيي الدين باشا عام 1337هـ / 1919م وتَسلُّم الأمير حسن بن علي آل عائض الحكم في عسير حيث اتخذ العثمانيون عددًا من الإجراءات لبسط سيطرتهم على المنطقة، حيث وزعوا حامياتهم في مراكز المدن العسيرية ومن أهمها: أبها والسقا ومحايل والشعبين والقنفذة والشقيق وصبيا، وتحولت مقاطعة عسير إلى متصرفية اتخذت من أبها عاصمة لها. ولأهمية المنطقة فقد تحولت من متصرفية إلى سنجق مستقل، وأول سنجق لعسير هو أحمد فيضي باشا على أن أهم الأحداث خلال هذه الفترة هي بداية اتفاق بين آل عائض والإدريسي في صبيا، لإخراج الأتراك من عسير، وكان الإدريسي يخفي هدفه الرئيس حول رغبته في الاستيلاء على عسير وإخضاعها لحكمه.