يبين الكاتب أسلوب الحوار والجدال والمناقشة من أجل الوصول إلى الحق عن اقتناع عقلي وارتياح نفسي واطمئنان وجداني يجعل صاحبه يعيش حياته وهو ثابت على ما آمن به ثباتا لا ينازعه ريب ولا يخالطه شك ، ولا يحوم حوله وهم.. ولعل من الأدلة على ذلك: أن مادة القول وما اشتق منها كقالويقول وقل وقالوا ويقولون وقولوا.. إلخ هذه المادة التي تدل على التحاور والجدال والمناقشة والمراجعة بين الناس في أمور معينة ، قد تكررت في القرآن الكريم ، أكثر من ألف وسبعمائة مرة. فمثلا لفط (قال) قد تكرر أكثر من خمسمائة مرة ومن ذلك قوله تعالى " (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين). أهمية الحوار في الإسلام - موضوع. مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب أدب الحوار في الإسلام كتاب إلكتروني من قسم كتب كتب إسلامية للكاتب محمد سيد طنطاوي. بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت, الملف من نوع PDF بامكانك تحميله و قراءته فورا, لا داعي لفك الضغط. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا.
عن طريق الحوار يمكننا أن نتوصل للتوافق. أو على الأقل نضيق حجم الاختلاف. وعلينا أن نعلم أن للحوار آدابا يجب علينا أن نتعلمها ونعمل بها حتى يكون الحوار محققا للغاية والهدف منه وحتى يكون المرء ملتزمًا بحدود الله عاملاً على مرضاته، متجنبًا مساخطه. فما أكثر عثرات اللسان حين يتكلم الإنسان، فكم من حوار بين زوج وزوجته لم يراع فيه أصول الحوار وآدابه كانت نهايته الطلاق؟ وكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق؟. و كم من حوار بين الولد ووالديه كانت نهايته العقوق. وكم حوار بين شريك وشريكه انتهى إلى الانفصال. وكم من حوار بين رئيس ومرؤوسه انتهى إلى العقاب ، وهكذا. ولا أخفي عليكم سرا. اداب الحوار في الاسلام 2 ثانوي. فنحن في هذا الزمان نعاني كثيرا وكثيرا وكثيرا من سوء الأدب في الحوار ،وعدم الالتزام بآداب الحوار. على مستوى الأفراد والأسر ، والقبائل والدول. وإذا أردتم مشاهدة ذلك فانظروا إلى ما يحدث بين المتحاورين أثناء المناقشات في المجالس (المنتخبة) بل وفي أغلب الجلسات والمحاورات ، وفي وسائل الإعلام. فسوف ترى وتسمع ما لا يسرك. كل ذلك بسبب أننا لم نتعلم آداب الحوار، ولم نتربى عليها ، ولم نطبقها في حياتنا. فما هي آداب الحوار في الإسلام ؟ نتعرف عليها بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله تعالى أقول قولي واستغفر الله لي ولكم الخطبة الثانية ( أدب الحوار في الاسلام) ونستكمل الحديث عن أدب الحوار في الإسلام: وتوقفت معكم عند هذا السؤال، ماهي آداب الحوار في الاسلام؟ فأقول: أولها وأهمها الإخلاص وحسن القصد: نعم إخلاص النية لله تعالى أن يكون الهدف من الحوار هو الوصول إلى الحق.
ت + ت - الحجم الطبيعي أرسى الإسلام دعائم الحوار البناء، ووضع معالمه ومبانيه في أرقى صورة، وجعل منه وسيلة هادفة ذات قواعد وآداب ورسالة شريفة، تخدم الحق، وتدور في فلكه، وتأكيداً على هذه الغاية السامية أمر الإسلام بالمحاورة بالتي هي أحسن مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، فضلاً عن مراعاة هذا المعيار الراقي مع من هم إخوة في الدين، فقال سبحانه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، وقال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}، فالإسلام كان سباقاً إلى ترسيخ أصول الحوار البناء وتقرير قواعده المثلى، والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون إلى إظهار ثقافتهم الناصعة للعالم، ليطلعوا على محاسن دينهم الحنيف وأسبقيته في بناء الحياة العصرية المدنية الحقيقية الراقية الصالحة والمصلحة لكل زمان ومكان. اداب الحوار في الإسلامي. فمن ذلك أن للحوار في الإسلام أهدافاً عدة بحسب المضمون والموضوع، منها: (1) تعزيز روح التواصل ومد جسور التفاهم بين الناس. (2) اكتساب العلم وتلقي المعرفة. (3) تنويع الآراء والتصورات للوصول إلى أحسن النتائج وأفضلها.
سواء أكان الحق لي أو علي ، أكان الصواب معي أو مع غيري. آداب الحوار في الإسلام - جريدة المساء. المهم أن نصل إلى الحق والصواب ، متبعا في ذلك قاعدة: (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) ، فالحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به، فيلزم من الحوار أن يكون حسن المقصد، وليس المقصود منه الانتصار للنفس ، أو الرياء وحب الظهور ، إنما يكون المقصود منه الوصول إلى الحق. وعليك أن تسأل نفسك قبل كل حوار هذا السؤال: ( ما هو هدفك ، وما قصدك ، وما هي نيتك من هذا الحوار؟) ، كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول: (ما ناظرت أحداً إلا وددت أن الله تعالى أجرى الحق على لسانه). وليس المقصود من الحوار العلو في الأرض، ولا الفساد ولا الانتصار للنفس أو تغيير الحقائق ، أما الأدب الثاني من آداب الحوار فهو: التواضع للمحاور ،وحسن الاستماع له ،الإصغاء إليه ،وترك مقاطعته والتشاغل عنه: ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. ففي صحيح مسلم قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ: (انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لاَ يَدْرِى مَا دِينُهُ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَىَّ فَأُتِىَ بِكُرْسِىٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا قَالَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِى مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا).
وعندما يرد عليه يقول له: "أفرغت يا أبا الوليد؟". أي أدب هذا؟ وأي احترام هذا؟ لم يقاطعه، ولم يستفز من اتهاماته، بل تركه حتى جاء بكل ما عنده. ثالثاً: أن يكون الحوار مبنياً على الرحمة وهداية الناس من أعظم آداب الحوار التي يجب أن نراعيها: أن يكون الحوار مبنياً على الرحمة، وهذا منهج القرآن الكريم، فالله قال لأفضل الخلق في زمانهما، موسى وهارون عليهما السلام، حينما أرسلهما إلى أعدى خلق الله وهو فرعون. قال تعالى: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) [طه: 34]. وقد أتى رجل إلى هارون الرشيد، فقال: يا أمير المؤمنين، إني ناصحك ومشدِّد عليك في النصيحة، فقال له: والله، لا أقبلها منك، قال: ولمَ؟! قال: لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، فأرسل موسى وهارون وهما خير منك إلى فرعون وهو شر مني، فقال تعالى: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) [طه: 44]. اداب الحوار في الإسلامية. رابعاً: خفض الصوت إنَّ خفض الصوت عند المحاورة فيه أدب وثقة بالنفس، واطمئنان إلى صدق الحديث واستقامته، ولذلك قال تعالى في سورة لقمان: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنَّ أنكر الأصوات لَصوت الحمير) [لقمان: 19]. تعليل للأمر بخفض الصوت، والنهي عن رفعه بدون موجب.