يقدم موقع الطريق في إطار خدماته لمتابعيه سلسلة بعنوان "لمحة من كتاب الله"، يسلط خلالها الضوء على تفسير بعض الآيات من القرآن الكريم، فهناك الكثير من الألفاظ والآيات في القرآن الكريم نقرأها ولا نعرف معناها من بينها قول الله عز وجل: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ". وقال العلماء، إن هذا الكلام مسوق على سبيل المشاكلة والمقابلة كما يقول البلاغيون، وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ، وقوله تعالى: فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ، وقوله تعالى: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا • وَأَكِيدُ كَيْدًا". اقرأ أيضًا: الإفتاء توضح حكم أداء صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة فالله سبحانه وتعالى لا يوصف بالمكر ولا بالكيد ابتداءً، وهو سبحانه منزه عن النسيان: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا"، وإنما المقصود من هذه الآيات وغيرها أن الجزاء من جنس العمل، وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم، وكل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراك إدراكُ، والبحث في كُنْهِ ذات الرب إشراكُ.
فاختر لنفسك بأي الفريقين تريد أن تكون!.. أختم لك أخي الحبيب بقول الله تعالى: (جندٌ ما هنالك مهزوم من الأحزاب). وقوله تعالى: (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). أصحلك الله ، وكفى بالله هاديًا لك ولمن خلفك الذين اجترحوا السيئات. انتهى!. وسلمك الله وإياي والحاضرين من غزو التعرض وأذية الناس دون وجه حق ومحا وأبعد عنا جمعا كل الفتن يا صديقي اللهم آمين يا رب العالمين. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين | موقع ناس أدرار. انتهى. أخوك ومحبك بحق وصدق وكفى بربي على ما كتبته في هذه رقيبا حسيبًا!. التنقل بين المواضيع
ابن يطمع في عمه: كان في بني إسرائيل رجل ثريا جدا، ولديه ابنة وحيدة، وابن أخ فقير محتاج؛ فتقدم هذا الابن لخطبة ابنة عمه، وإذا بعمه يرفض أن يزوجها له مما أغضب الفتى كثيرا، وجعله يتوعد في نفسه بقتل عمه، وأن يأخذ ماله، وينكح ابنته، ثم يطالب بديته. تحايل الفتى على عمه: جاء الفتى عمه ليلا، وقال له متوسلا أن يذهب معه إلى بعض التجار من بني إسرائيل، فإذا رأوه معه أعطوه ما سأل لعله يربح من هذه التجارة؛ فخرج معه عمه ليلا حتى وصلوا أمام منزل أحد تجار بني إسرائيل فقتله، ثم رجع إلى أهله؛ وعندما استيقظ في الصباح أخذ يبحث عن عمه ليجده مقتولا، وبنو إسرائيل مجتمعون حوله؛ وكأن الفتى لا يدري ما حصل، وأخذ يبكي على فقدان عمه، ويقول قتلتم عمي، ويطالبهم بديته، وهو يحثو التراب على رأسه، وينادي وآااااه عماه. الاستنجاد بنبي الله موسى: فذهبوا القوم جميعا إلى نبي الله موسى، وطلبوا منه أن يدعو ربه ليبين من قتل هذا الرجل، فديته علينا هينة، ولكن نحن نستحي أن نعير به، فقال لهم موسى بكلام ربه: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَة"، قالوا نسألك عن القتيل، ومن قتله، وتقول اذبحوا بقرة، قالوا أتستهزئ بنا، "قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ".
◄ والقسم الثالث من الصفات ما يوصف الله به في حال دون حال، وهو ما كان كمالاً في حال دون حال، ويوصف الله به حين يكون كمالاً، ولا يوصف الله به حين يكون نقصاً، وذلك مثل: المكر، والكيد، والخداع، والاستهزاء، وما أشبه ذلك.
"أَوْ يُخْرِجُوكَ" أي: من مكة منفيًّا مطاردًا، حتى يحولوا بينك وبين لقاء قومك؛ ليصدوك عن الدعوة إلى توحيد الله تعالى والإيمان به. 2- وقوله: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾: بيان لموضع النعمة والمنة؛ أي: والحال أن هؤلاء المشركين يمكرون بك وبأتباعك المكر السيئ، والله تعالى يرد مكرهم في نحورهم، ويحبط كيدهم، ويخيِّب سعيهم، ويعاقب عليه عقابًا شديدًا، ويدبِّر أمرك وأمر أتباعك، ويحفظكم من شرورهم. قال ابن عاشور: والذين تولوا المكر هم سادة المشركين وكبراؤهم وأعوان أولئك الذين كان دأبهم الطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي نزول القرآن عليه، وإنما أسند إلى جميع الكافرين؛ لأن البقية كانوا أتباعًا للزعماء يأتمرون بأمرهم، ومن هؤلاء أبو جهل، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأمية بن خلف، وأضرابهم. 3- قال الألوسي رحمه الله: قوله: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾؛ أي: يردُّ مكرَهم، ويجعل وخامته عليهم، أو يُجازيهم عليه. 4- قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ﴾؛ إذ لا يعتد بمكرهم عند مكره سبحانه، وهذا التعبير أنفذ وأبلغ تأثيرًا، والصورة التي نراها في قوله تعالى: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾، صورة عميقة التأثير، ذلك حين تتراءى للخيال ندوة قريش، وهم يتآمرون ويدبرون ويمكرون، متناسين أن الله من روائهم محيط، وأنه يمكر بهم ويبطل كيدهم وهم لا يشعرون.