الثاني:النفرة من خلق اللئام، ومقت الشح وكراهته له. الثالث:تعظيم الحقوق التي جعلها الله لبعض المسلمين على بعض، فهو يرعاها حق رعايتها، ويخاف من تضييعها، ويعلم أنه إن لم يبذل فوق العدل لم يمكنه الوقوف على حده، بل لا بدَّ من مجاوزته إلى الفضل، أو التقصير عنه إلى الظلم، فهو لخوفه من تضييع الحق والدخول في الظلم يختار الإيثار بما لا ينقصه ولا يضره، ويكتسب به جميل الذكر في الدنيا، وجزيل الأجر في الآخرة، مع ما يجلبه من البركة، وفيضان الخير عليه. مراتب الإيثار أحدها:أن يعطي غيره الأكثر، ويبقى له شيئاً، فهو الجود. الثاني:ألا ينقصه البذل ولا يصعب عليه، فهو سخاء. الثالث:أن يؤثر غيره بالشيء المحبوب مع حاجته إليه، فهو الإيثار وهو أعلى المراتب. فهذا الإيثار المتعلق بالخلق. ... ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة - الراي. وأما الإيثار المتعلق بالخالق فهو أجلّ من هذا وأفضل، وهو إيثار حب الله على حب غيره، وإيثار رضاه على رضا غيره، وإيثار خوفه على خوف غيره، وإيثار رجائه على رجاء غيره، وإيثار الذل له سبحانه، والخضوع له، والاستكانة والضراعة والتملق على بذل ذلك لغيره، وإيثار الطلب منه، والسؤال له، وإنزال الفاقات به وحده دون غيره. فالأول آثر بعض العبيد على نفسه فيما هو محبوب له، وهذا آثر الله على نفسه وغيره من أعظم الأغيار، فآثر الله عليها، وترك محبوبها لمحبوب الله عزَّ وجلَّ.
وفيها يقول الصحابي الجليل أبو هريرة رضوان الله عليه: أتى رجل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسَلَ إلى نسائه، فلم يجد عندهن شيئًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا رجل يضيف هذا الليلةَ رحمه الله؟)).
والحمد لله رب العالمين. المصدر:- 1- تفسير الأمثل في كتاب الله المنزل المؤلف ناصر مكارم الشيرازي، ج 18،ص191 و 192. 09-05-2016, 08:27 PM # 2 12 Oct 2010 العراق 12, 846 رد: يؤثرون على انفسهم وعن أمير المؤمنين عليه السلام (الإيثار أعلى الإيمان) أحسنت وجزاك الله تعالى خيرا الاخ العزيز المثابر على الموضوع 09-05-2016, 10:26 PM # 3 179 Mar 2011 2, 125 اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم احسنت اخي العزيز جزاك الله خيرا 09-05-2016, 11:44 PM # 4 149 2, 294 موضوع في وقته وفقكم الله اخي العزيز 10-05-2016, 08:14 PM # 5 1515 Jul 2012 1, 409 أحسنت وجزاك الله تعالى خيرا الاخ العزيز المثابر على الموضوع