وهذه الآية كقوله تعالى وإنه لعلم للساعة [الزخرف: 61] وقرئ: "علم" بالتحريك، أي إشارة ودليل على اقتراب الساعة، وذلك لأنه ينزل بعد خروج المسيح الدجال، فيقتله الله على يديه، كما ثبت في الصحيح: "إن الله لم يخلق داء إلا أنزل له شفاء" ويبعث الله في أيامه يأجوج ومأجوج، فيهلكهم الله به ببركة دعائه، وقد قال تعالى: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق الآية [الأنبياء: 96، 97] " ، انتهى من " تفسير ابن كثير " (2/ 464). ثانيًا: لم يرد في شيء من نصوص الوحي ، ما يدل على الحكمة من نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، لكن تكلم بعض أهل العلم في حكمة ذلك ، نظرا واجتهادا. قال ابن حجر رحمه الله: " قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء ؛ الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ؛ فبين الله تعالى كذبهم ، وأنه الذي يقتلهم. أو نزوله لدنو أجله ، ليُدفَن في الأرض ؛ إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها. وقيل: إنه دعا الله ، لما رأى صفة محمد وأمته ، أن يجعله منهم ، فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان ، مجدِّدا لأمر الإسلام فيوافق خروج الدجال فيقتله " ، انتهى ، فتح الباري: (6/ 493).
[5] أخرجه أحمد (2/ 406 بهامشه منتخب الكنز)، قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 493): إسناده صحيح. [6] متفق عليه: أخرجه البخاري (3449)، ومسلم (155). [7] أخرجه مسلم (156) [8] أخرجه أحمد (2/ 406، بهامشه منتخب الكنز)، وأبو داود (4324)، وَقَالَ ابن حجر (6/ 493): صحيح، وصححه الألباني في "الصحيحة" (2182). [9] أخرجه مسلم (2940). [10] انظر "النهاية في الفتن والملاحم" (1/ 146).
فيأبى عيسى ويقول: (لا إن بعضكم على بعض أمير) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة"(). وفي رواية عند الإمام أحمد: ".. فإذا هم بعيسى بن مريم فتقام الصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم". يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم"(). أي كيف فرحكم وسروركم أيها المسلمون بلقاء هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وهنا قد يثار سؤالان: الأول: