كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الخيل ويرتبطها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن شيء أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل. [1] وكان له صلى الله عليه وسلم عدة أفراس قادها في غزواته، ولقد وقع الخلاف في الخيول التي ارتبطها النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن العلماء أجمعوا على أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم سبعة أفراس، ويروى أنه كان له عشرة أفراس، وقع الخلاف في بعضها، وقيل: كانت له أفراس أُخر خمسة عشر، ولكن مختلف فيها.
وقيل: لاجتماع خلقه. والملزز: المجتمع الخلق. وقيل: لشدة دموجه. وقال الواقدي: وسمي لزازًا؛ لأنه كان ملززًا موثقًا. [12] وأما الظَّرِب، فقد أهداه له فروة بن عمير الجذامي. والظرب: واحد الظِّراب، وهي الروابي الصغار، سمي به؛ لكبره وسمنه. وقيل: لقوته، وصلابة حافره. [13] وأما السكب، فقد كان اسمه قبل أن يشتريه الضرس، اشتراه بعشرة أواقٍ أول ما غزا عليه أُحدًا، ليس للمسلمين غيره. وفرس أبى بردة بن نيار ويسمى ملاوح. وكان أغر، طلق اليمين، محجلاً، كُمَيْتًا، وكان دفتًا، سرجه من ليف. وقيل: كان أدهم. روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه، وشبه بفيض الماء وانسكابه. [14] وأما سبحة، فقد رُوِي أن أنس بن مالك رضي الله عنه سُئل: أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراهن؟ قال: نعم، والله لقد راهن على فرس يقال له سبحة، فسبق الناس، فهش لذلك وأعجبه. اسم خيل الرسول – لاينز. [15] وهذه الفرس كانت شقراء، ابتاعها صلى الله عليه وسلم من أعرابي من جهينة بعشر من الإبل، وسابق عليها يوم خميس، فأقبلت في وجوه الخيل، فسميت سبحة من قولهم: فرس سابح، إذا كان حسن مد اليدين في الجري، وسبح الفرس جريه. [16] أما الفرس السابع؛ الورد، فقد أهداه له تميم الداري، فأعطاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فحمل عليه في سبيل الله، ثم وجده يباع برخص، فقال له: لا تشتره.
خيل البحر هو أحد الأفراس المميزين الذي قيل أنه للرسول صلى الله عليه وسلم وسمى بهذا الاسم، نظرًا لوجود الصفات المشتركة بينه وبين البحر فالفرس لا ينفذ الجري لديه وكذلك البحر لا ينفد. فرس السرحان ومعنى اسم السرحان هو اسم كان يُطلق قديمًا على الذئب وفرس اليعسوب، وهو اسم يُطلق على ذكر النحل أو على قائد خلية النحل. المصادر والمراجع Muhammad Peace be upon him Prophet MUHAMMAD Peace Be Upon Him
وكان له صلى الله عليه وسلم أيضًا فرس يقال له المندوب، [28] وهو فرس أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسًا لنا من أبي طلحة يقال له المندوب، فركب، فلما رجع قال: " ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرًا". [29] يقول الحافظ العراقي في ذكر أفراسه عليه الصلاة والسلام: سَكْبٌ لِزَازٌ ظَرِبٌ وَسَبْحَهْ مُرتَجزٌ وَردٌ لَحِيفٌ سَبْعَهْ وَلَيْسَ فِيها عِنْدَهمْ مِنْ خُلْفِ والخُلْفُ فِي مَلاوحٍ وَالطُّرْفِ كَذاكَ ضِرسٌ وشَحَا مَنْدُوبُ مِرْوَاحُ بَحْرٌ أدْهَمٌ نَجِيبُ أَبْلَقُ مَعْ مُرْتَجِلٍ مَعْ يَعْسُوبْ سَرْحَانَ وَالعُقَالِ سِجلِ يَعْبُوبْ [1] رواه النسائي. [2] الوافي بالوفيات، 1/ 90. [3] رواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. [4] راجع: زاد المعاد 1/ 133، وطبقات ابن سعد 1/ 490، والوافي 1/ 90، وعيون الأثر 2/ 320، 321. [5] رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ورجاله باتفاق الشيخين ثقات ولم يخرجاه. [6] عون المعبود، 8/ 104. [7] حاشية السندي على النسائي، 7/ 302. [8] الحائط: البستان من النخل إذا كان له جدار.
[9] اللحيف: طويل الذنب. [10] رواه البخاري. [11] راجع: زاد المعاد 1/ 133، والطبقات الكبرى 1/ 490، والوافي 1/ 90، وعيون الأثر 1/ 321، وإمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع 7/ 197. [12] انظر المراجع السابقة. [13] انظر المراجع السابقة. [14] انظر: إمتاع الأسماع 7/ 198. [15] أخرجه أحمد والدارمي، وقال الهيثمي في المجمع: ورجال أحمد ثقات. [16] انظر: إمتاع الأسماع 7/ 198. [17] انظر: عيون الأثر 2/ 409. [18] اللمة: بين الوفرة والجمة، فإذا وصل شعر الرأس إلى شحمة الأذن فهي وفرة، فإذا زادت حتى ألمت بالمنكبين فهي لمة، فإذا زادت فهي جمة. [19] الارتجال: خلط الفرس العنق بالهملجة، وهما ضربان من السير. [20] المرواح: من الريح لسرعته. [21] السرحان: الذئب. [22] اليعسوب: طائر، وهو أيضًا أمير النحل. والسيد يعسوب قومه، واليعسوب غرة تستطيل في وجه الفرس. [23] اليعبوب: الفرس الجواد. وجوادٌ يعبوبٌ: شديد الجري. [24] الشحاء: من قولهم: فرس بعيد الشحوة، أي؛ بعيد الخطوة. [25] الملاوح: هو الضامر الذي لا يسمن، والسريع العطش، والعظيم الألواح. [26] عيون الأثر 2/ 410. [27] انظر: إمتاع الأسماع 7/ 199.