لم تكن الوثيقة التي ظهرت مؤخرا وتحمل توقيع عددا من شيوخ وقبائل حضر موت يطالبون فيها السعودية بضم المحافظة للمملكة، الأولى من نوعها في هذا الصدد، بل سبقها العديد من التقارير التي تتحدث حول الأمر. خريطة قبائل اليمن - ووردز. ففي أبريل من العام الحالي زعمت تقارير سعي المملكة العربية السعودية للسيطرة على منطقة المكلا لاستكمال بقية مناطق حضرموت لضمها إلى السعودية. وفي يوليو من العام ذاته نشر معهد "بروكينجز" الأمريكي مقالا لـ"بروس ريدل" مدير مشروع الاستخبارات في المعهد، أشار فيه إلى وجود شكوك منذ فترة طويلة تشير إلى أن المملكة ستضم مديرية حضرموت اليمن ية إليها ليمنحها ذلك فرصة الوصول إلى المحيط الهندي ومسار لخط أنابيب نفطي إلى المكلا، مما سيسمح بوصول النفط السعودي إلى البحر دون الحاجة إلى عبور مضيق هرمز المتاخم لإيران. وثيقة حضرموت وأثارت وثيقة وقّعها 95 شيخاً من قبائل حضرموت، يطالبون فيها السعودية بضمّ المحافظة إلى المملكة، جدلاً واسعاً في الداخل اليمن ي، ويعتبر الموقّعون أنّ محافظة حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة تعود تاريخياً إلى المملكة العربية السعودية، وهي ليست مناطق يمنية. وبحسب الوثيقة التي انتشرت فإن الطلب جاء بسبب الخوف على حضرموت من "المد الشيعي"، واتهم الموقّعون على الوثيقة، المنتمين إلى الصوفية بتسهيل مهمة الحوثيين في حضرموت.
والأخيرة من نواحي الوادي الخصبة وفيها نحو مئة عين نضاحة و من أهم قبائل وادي حجر هي قبيلة أل كثير همدان. وكان يقال لوادي حجر وقبائله ( حجر بني وهب) نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين من كندة الملوك، ثم صار يقال له (حجر الحصين) ثم قيل (حجر الدغار) وكلهم من كندة، فكندة كانت الغالبة على الملك في هذه الجهة فكان المتبادر ان يكون ذو الامرة فيها من فروع كندة لهذا السبب وان اختلفت اسماء هذا الوادي إلا ان جميع الألقاب التي الحقت به هي لشخصيات أو أراضي تابعة لكندة. وأغلب سكان بلاد حجر من قبائل نُوَّح وهي من سيبان، ثم المشاجر ونعمان وهم أبناء أخوة حجر بن وهب الذي نسب إليه هذا الوادي فقد أولد وهب بن ربيعة بن معاوية عمرو وربيعة ؛ أمهما رهم بنت المثل بن معاوية ، و حجر وأبا الخير؛ أمهما زينب بنت عمرو بن ثعلبة بن إياد، فولد عمرو بن وهب " نعمان " وخمرا، بطن وحبابا درج ؛ أمهم كبشة بنت خديج بن أمرىء القيس بن الحارث بن معاوية، وولد ربيعة بن وهب " شجرة " بطن، وحرملة، وعمرا ؛ أمهم من بني الرائش بن الحارث.
تفسير سورة النازعات وهي مكية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ( 1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ( 2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ( 3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ( 4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ( 5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ( 6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ( 7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ( 8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ( 9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ( 10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ( 11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ( 12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ( 13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ( 14). هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده، فقال: ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها.
فالمدبرات أمرا أي: الخيل أسند إليها أمر تدبير الظفر مجازا لأنها سببه. أو المدبرات مثل المعقبات، أي: أنه يأتي في أدبار هذا الفعل -الذي هو نزع السهام وسبح الخيل وسبقها- الأمر الذي هو النصر، أو هي الكواكب تدبر أمرا نيط بها، كاختلاف الفصول وتقدير الأزمنة وظهور مواقيت العبادات، مجازا أيضا. لأنها سببه، أو هي الملائكة تدبر ما نيط بها من أمر الله تعالى. وقد جوز فيما قبلها أن تكون الملائكة أيضا. واللفظ الكريم متسع لما ذكر من المعاني بلا تدافع. ولا إمكان للجزم بواحد; إذ لا قاطع، ولذا قال ابن جرير: الصواب عندي أن يقال: إنه تعالى أقسم بالنازعات غرقا، ولم يخصص نازعة دون نازعة. فكل نازعة غرقا، فداخلة في قسمه ملكا أو نجما أو قوسا أو غير ذلك. وكذا عم القسم بجميع الناشطات من موضع إلى موضع، فكل ناشط فداخل فيما أقسم به، إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها، بأن المعنى بالقسم من ذلك بعض دون بعض، وهكذا في البقية. سوره النازعات تفسير مصحف القارئ. وكلامه رحمه الله متجه للغاية; إذ فيه إبقاء اللفظ على شموله، وهو أعم فائدة وعدم التكلف للتخصيص بلا قاطع. وإن كانت القرائن واستعمال موادها في مثلها وشواهدها، مما قد يخصص الصيغ. إلا أن التنزيل الكريم يتوقى في التسرع فيه ما لا يتوقى في غيره.
ثم قال تعالى: ﴿فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰۤ (٢٥) إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَعِبۡرَةࣰ لِّمَن یَخۡشَىٰۤ (٢٦) ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَاۤءُۚ بَنَىٰهَا (٢٧) رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا (٢٨)﴾ صدق الله العظيم [النازعات ٢٥-٢٨] جعله الله عبرة لمن يعتبر، بعد ذكر هلاك الطاغية فرعون، تكلم عن قدرته في خلق المخلوقات، فذكر السماء، والأرض، وباقي المخلوقات. بعد ذلك ختم السورة بذكر أهوال يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ مَتَـٰعࣰا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ (٣٣) فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلطَّاۤمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ (٣٤) یَوۡمَ یَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ (٣٥) وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِیمُ لِمَن یَرَىٰ (٣٦)﴾ صدق الله العظيم [النازعات ٣٣-٣٦] الطامة: يوم القيامة.
وأضاف الليل إلى السماء; لأن الليل يكون بغروب الشمس ، والشمس مضاف إلى السماء ، ويقال: نجوم الليل; لأن ظهورها بالليل. وأخرج ضحاها أي أبرز نهارها وضوءها وشمسها. وأضاف الضحى إلى السماء كما أضاف إليها الليل; لأن فيها سبب الظلام والضياء وهو غروب الشمس وطلوعها. ﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)وقوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) يقول تعالى ذكره: أظلم ليل السماء، فأضاف الليل إلى السماء، لأن الليل غروب الشمس، وغروبها وطلوعها فيها، فأضيف إليها لمَّا كان فيها، كما قيل: نجوم الليل، إذ كان فيه الطلوع والغروب. الدرس(54) تفسير سورة والتين والزيتون.. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) يقول: أظلم ليلها. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) يقول: أظلم ليلها. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) قال: أظلم.
حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) قال: أظلم ليلها. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) قال: أظلم. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) قال: الظُّلمة. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) يقول: أظلم ليلها. حدثنا محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا حفص بن عمر، قال: ثنا الحكم عن عكرمة ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) قال: أظلم ليلها. وقوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) يقول: وأخرج ضياءها، يعني: أبرز نهارها فأظهره، ونوّر ضحاها. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) نوّرها. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) يقول: نوّر ضياءها. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) قال: نهارها.
وَعَصَى [النازعات:21] وعصى موسى فلم يستجب لطلبه، إذ موسى يطلب طلبين: الأول: أن يتنازل فرعون عن هذا الطغيان، وأن يعترف بالعجز والضعف وأنه مخلوق من مخلوقات الله وعبد من عبيده، كلمة رب وإله يبطلها. ثانياً: أن يرسل معه بني إسرائيل، إذ مهمة موسى أن يعطيه شعب بني إسرائيل ليرحل به إلى الديار المقدسة، وكيف تجمع بنو إسرائيل؟ قصة يوسف عليه السلام وضحت هذه الحقيقة. لما مات يوسف وترك أولاداً، والأولاد كذلك إخوة يوسف تناسلوا فأصبح مجموع بني إسرائيل يقدر بخمسمائة ألف (نصف مليون)، فأراد الله أن ينقلهم إلى أرض القدس، فنبأ وأرسل موسى وطالب فرعون بأن يرسل معه بني إسرائيل، فتلكأ فرعون وتردد وبالتالي أعلن الحرب ورفض أن يقبل دعوة موسى، هذه هي مهمة موسى عليه السلام. تفسير قوله تعالى: (ثم أدبر يسعى... ) قال تعالى: ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى [النازعات:22-23] ماذا حشر؟ حشر جموعه، قواته، جيوشه، الحشر كان مرتين: المرة الأولى: جمع السحرة في ذلكم الحفل العظيم وانهزم، وليس المقصود هنا، المقصود بالحشر هنا جيوشه. لما انتصر موسى في المعارك البيانية.. البرهانية.. العقلية، ما كان منه إلا أن انعزل ببني إسرائيل بتدبير الله عز وجل، أخذوا يخرجون من القرى والمدن ويتجمعون في ناحية، وجاء هذا في سورة يونس: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس:87] استعداداً للخروج رغم أنف فرعون.