كما يتذوق زواره في مطعميه الصيفي والشتوي أطيب المأكولات العربية الحلبية ذات الشهرة العالمية مع برامج ترفيهية كالموسيقى والرقص الشرقي التي تنقل الزوار إلى أجواء ألف ليلة وليلة. كا يتم تقديم حفلات شرقية مع طرب حلبي أصيل، وقدود حلبية، بالاضافة إلى رقص المولوية وحلقات الذكر ولوحات الدراويش والعراضات الحلبية. وللجو الغربي مكانه في التافيرنا حيث الموسيقى الغربية المنوعة ذات الطابع الرومانسي مع وجبات وأطباق من أغلب بلدان العالم. وقد جهز البار ليستقبل رواده طوال اليوم ويقدم جميع أنواع المشروبات والكوكتيلات العالمية. معظم رواد البيت من الأجانب السائحين حيث يتم الحجز عادة عن طريق المكاتب السياحية أو عن طريق شبكة الانترنت. وفي الدار 16 غرفة فقط للمبيت الأمر الذي يسبب بعض الإحراج لإدارة الفندق، حيث ان طلبات الحجز تفوق امكانية الفندق بكثير ولذلك فإن تأمين الحجز يتطلب حوالي ستة أشهر مسبقة. ولدى سؤالنا مدير الفندق عن إمكانية توسيع الدار وزيادة عدد الغرف فيها قال: انه بإمكاننا بناء طابقين أو أكثر ومضاعفة عدد الغرف محققين بذلك حجوزات أكثر للسياح، وبالتالي مكاسب مادية أكبر.. شاعت في أحياء المدينة القديمة، حلب تستثمر بيوتها التراثية سياحياً. إلا أننا لم ولن نفعل ذلك على الاطلاق حرصا منا على إبقاء الدار بشكله القديم وعدم العبث بأصالته، فإضافة أي تعديل على البيت يعني خسارة أكيدة لقيمة الدار.. فالمواطن الحلبي لم يكن ليرفع طوابق بيته بحيث تعلو من حوله من البيوت لئلا يسبب إزعاجاً لجيرانه.
وفي زقاق (أبي عجور) المقابل لزقاق السيسي الذي يضم بيت وكيل توجد دار زمريا التي انهضت منذ القرن السابع عشر في حي الجديدة قلب مدينة حلب القديمة وبوابة الشرق.. حيث بنى الأهالي قصورهم الأصيلة التي تعبر عن رقيهم وازدهار تجارتهم. وفي هذا الزقاق تحديدا عرفت اللغة العربية حروفها الأولى من أول آلة طباعة عام 1705 على يدي البطريق دباس، والشماس زاخر. وفي عام 1997 انتهت أعمال الصيانة والترقيم لدار زمريا حيث نفض الغبار عن هذا البناء الجميل، وأعيد ترتيبه ليستقبل الزائر بالأثاث الأثري القديم نفسه، وبالذكرى ذاتها، وقد أضيفت إلى غرفه كل الخدمات العصرية الممكنة من حمام وتدفئة وقنوات موسيقية وتلفزيونية وهاتف دولي وصندوق الأمانات والمصبغة وإمكانية التسديد بواسطة بطاقات الائتمان و... تقدم الدار ألذ الأصناف الشرقية المطعمة بتوابل الشرق، مع أشهر أطباق المطابخ الغربية في قاعات السفرة، العاشق، المعشوق وفي الحوش (أرض الدار) وفي التراس الصيفي المطل على قلعة حلب بالاضافة إلى البار والكافتيريا. ولقد عثر في الدار على النص التالي بالفرنسية بين أوراق مبعثرة: «كيف توقظ هذه الحجارة الخرس؟ كل هذه الأسئلة، من يرسل الصوت إلى داخلك؟ من يدخل هذا الارتياح إلى قلبك؟ مشاعر الحب.. رسم بيت تراثي قديم سهل. الأمان.. الثقة.. ما الذي يبعثها فيك دفعة واحدة؟ تعامل برفق مع كل هذا الغموض الذي مازال بلا حل.. حاول أن تحب الأسئلة نفسها.. ولا تبحث الآن عن الأجوبة.. لأنك لن تتمكن من إيجادها.. دعها تلج أعماقك بصدق، فلربما يأتي يوم، بعد زمان، وفي غفلة منك، وربما بعد الرحيل تنبع الأجوبة من عمق كيانك... ».
ويعد بيت وكيل بمثابة مثال نموذجي أصيل عن بيوت أثرياء حلب القدماء. يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر، وقد حافظ البيت على جماله ورونقه السابق، وهو بيت عريق وأصيل في باحاته الواسعة المخضرة المليئة بالأزهار، وبركه المنعشة وليوانه المميز بأحجاره المزخرفة بأحلى المنقوشات الهندسية العربية. كما للدار مغر عميقة ودهاليز متشعبة لم يقدر تاريخ تأسيسها. تتصل هذه المغر المحفورة في الصخر بقلعة حلب مباشرة عبر سراديب ضيقة. يقول السيد حبيب باصوص مدير البيت: يعد بيت وكيل أشهر بيت نموذجي قديم ليس في حلب فقط، وإنما في سوريا، وذلك لأن البيت مازال محافظاً على طرازه المعماري الفني القديم كما هو تماماً. وعندما قمنا بترميمه حرصنا على ألا نغير في ملامحه أي شيء.. أي انه رمم بإخلاص ومحبة، محاولين الحفاظ على طبيعة البيت الحلبي القديم دون أن ندخل عليه لمسات العصر الحديث، إلا فيما يخص بعض الخدمات التي لا تسيء إلى بناء الدار وجماليته. حيث قمنا بتوفير نظام تدفئة وتبريد مركزيين وزودنا كل غرفة بحمام مستقل، بالاضافة إلى الهواتف والقنوات الفضائية والموسيقية.. إلى جانب ميني بار. يستقبل بيت وكيل زبائنه مع كافة وسائل الراحة التي يحتاجها المسافر المعاصر في فنادق الأربعة نجوم.