خلق الله تعالى الإنسان في أحسن صوره وميزه بالعقل عن باقي المخلوقات، لهذا فإن من الله تعالى له الكثير من الحقوق التي يجب على الإنسان أن يراعيها، كذلك نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام هو ذلك الرسول الذي أرسله الله تعالى حتى يوصل الأمانة ويؤدي الرسالة، لهذا فهو أيضًا له حق على الإنسان، لهذا سوف نوضح لكم حق الله وحق الرسول. مهما حاولنا أن نعطي لله والرسول حقهم فلن نستطيع فعل ذلك لأن نعم الله على عباده كثيرة جدًا ومتعددة. حق الله تعالى روي عن معاذ بن جبل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه (كنتُ ردفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على حمارٍ يقال له عفيرٌ، فقال: يا معاذُ، هل تدري حقَّ اللهِ على عبادِه، وما حقُّ العبادِ على اللهِ. قلت: اللهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: فإنَّ حقَّ اللهِ على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللهِ أن لا يعذبَ من لا يشرك به شيئًا. بحث عن حق الله وحق الرسول مختصر - موقع موسوعتى. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أبشر به الناسَ؟ قال: لا تبشِّرهم فيتَّكلوا). من هذا الحديث الشريف يتضح أن حق الله تعالى على عباده يتمثل في التالي: – الإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له، والإيمان بوحدانية الله وأنه هو فقط الذي خلق هذا الكون الذي نعيش فيه وخلقنا معه وذلك لقول الله تعالى (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ، لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ).
تاريخ النشر: الأحد 1 رمضان 1424 هـ - 26-10-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 39230 21052 0 437 السؤال أنا عندي مشكلة أخي الصغير عمره 19 سنة سبب مشكلة في البيت مع الوالد والوالدة وإخواني، عاصٍ في كل الأمور حتى أنه يرفع صوته على الوالدة وإذا نصحه الوالد بشيء يرد عليه بهمجيه وعدم اهتمام للموضوع وما في البيت إلا أنا وهو فقط من الذكور؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن أخاك قد أخطأ خطأ عظيماً في هذه المعاملة مع والديه، لأنه رفع الصوت على الوالدة ورد على الوالد بهمجية، كل هذا عقوق. وذلك أن حق الوالدين من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إلى الوالدين بالأمر بعبادته وعدم الإشراك به، فقال عز وجل: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]. ونهى سبحانه وتعالى عن التأفف للوالدين الذي هو أدنى مراتب الإساءة، ونهى عن أن ينهرهما، وأمر بإلانة القول لهما، فقال عز وجل: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:23-24].
وفي المقابل لقد وعد الله عباده المؤدين لحقوقه على أكمل وجه بدخول جناته وألا يمسهم العذاب. حق الرسول صلى الله عليه وسلم أن نطيعه ونفعل ما أمر به ونجتنب ما نهى عنه، وألا نتبع الأهواء والبدع قال تعالى ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7] أن نحفظ لرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مكانته التي أنزله الله إياها ويعرف المسلم أنه عبد الله ورسوله قال الله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء:1] وهذا مقتضاه: أن يعلم المسلم أن الواجب في حق الرسول شيئان: الاعتقاد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عبد فلا يستعين به ولا يعطيه خاصية من خصائص الألوهية.
♦ إن إبراهيم عليه السلام كان خير الأنصار؛ فحين اجتمع قومه على إحراقه؛ انتصارًا لآلهتهم التي كسرها؛ ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 68]، فقد نصره الله؛ لأنه نصر ربه؛ ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]. 2- حق رب العالمين على العبد: أن نكون ربانيين: قال الله رب العالمين: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79].