وقد ركّز أهل البيت عليهم السلام على جملة من التوصيات من أجل ادامة علاقات الحب والمودّة داخل الاُسرة ، وهي حق للزوجة على زوجها. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائي »(19). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « من اتخذ زوجة فليكرمها » (20). وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته » (21). الحقوق الأسرية - 2 - حقوق الزوجة. وجاءت توصيات جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤكدّة لحق الزوجة قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة» (22). ونهى صلى الله عليه وآله وسلم عن استخدام القسوة مع المرأة ، وجعل من حق الزوجة عدم ضربها والصياح في وجهها ، ففي جوابه على سؤال خولة بنت الأسود حول حق المرأة قال: « حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل ، ويكسوك ممّا يلبس ، ولا يلطم ولا يصيح في وجهك » (23). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم»(24). ومن أجل تحجيم نطاق المشاكل والاضطرابات الاُسرية ، يستحسن الصبر على إساءة الزوجة، لأنّ ردّ الاساءة بالاساءة أو بالعقوبة يوسّع دائرة الخلافات والتشنجات ويزيد المشاكل تعقيداً ، فيستحب الصبر على إساءة الزوجة قولاً كانت أم فعلاً ، قال الامام محمد الباقر عليه السلام: « من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة، أعتق الله رقبته من النار، وأوجب له الجنّة » (25).
ت + ت - الحجم الطبيعي هناك حقوق للمرأة على زوجها ومن هذه الحقوق: أن تطيعه في غير معصية لأن الله تعالى يقول: «الرجال قوامون على النساء» ولأن الرجل يتحمل المسؤولية الكبرى في البيت ولأنه أقوى شخصية وأنضج عقلاً من المرأة وأوسع إدراكاً للأمور، ولأن المرأة غالباً ما تنساق وراء العواطف دون تفكير في الأصلح والأمثل والأفضل، وهذا مشاهد ملموس. لذلك جعل الشارع الحكيم، الطلاق بيد الرجل، ولم يجعله بيد المرأة. ان تنصح له في حضوره وغيابه، فلا تبذر في ماله ولا تفعل شيئاً يكرهه، وألا تُدخل في بيته أحداً ولا يرضاه وأن تجتهد في أن تعمل ما يرضيه في غير معصية. وقد جاء في الحديث:« لو كنت آمراً أحداً بالسجود لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» فالسجود في شريعة الإسلام لا يجوز إلا لله وحده. وكذلك من حق الزوج على زوجته ألا يقصر عليها في نفقة، أو كسوة حسب مقدرته، وأن يعطيها حقها وإذا كان لها ضرة أن يقسم بينها وبين ضرتها بالعدل، وألا يميل لإحدى الزوجات ميلاً ظاهراً ويترك الأخريات. حق الزوجة على زوجها - بحر. قال تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، وأن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً).
بحث عن العشرة الزوجية لا يمكن التمتع بحياة زوجية سعيدة بغير تعاون من كلا الشريكين في سبيل تحقيق ذلك من خلال ما يبذلونه من سعي لبناء علاقة قوية تكللها مشاعر الود والألفة والمحبة وبالتالي ينعم كلاً منهما في رفقة الآخر بالاستقرار النفسي والانسجام مع شريكه ورفيق الطريق، وعلى الرغم من أهمية الزواج وتكوين الأسرة إلى أننا بتنا نجد الكثير من الشباب والفتيات يرددون مقولة لا أرغب بالزواج بل أود العيش وحيداً، وهو ما يرجع السبب الأول به إلى كثرة المشاكل التي أصبحت تحدث بين الأزواج، الأمر الذي جعل المقبلين عليه يشعرون بالخوف وعدم الأمان لخوض تلك التجربة. ولكن ذلك ليس هو القاعدة العامة بل استثناءات، فلكل قاعدة شواذ ومن المفترض أن تقوم الحياة الزوجية على الألفة والود والتفاهم بين كلا الطرفين وهو ما إن نجح كلاً منهما في القيام به وأداء دوره بإخلاص لإسعاد زوجه فسوف يكونان مثلاً يحتذى به في السعادة الزوجية القائمة على العشرة والحب. تعريف العشرة الزوجية من أعظم آيات الله سبحانه في خلقه أن يؤلف بين قلوب الزوجين وفي ذلك ورد قوله سبحانه في سورة الروم الآية 21 (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، إذ يكون الرجل في بداية الأمر غريب عن المرأة والمرأة غريبة عنه فيجمعهما الله تعالى ثم يتم الزواج بينهما ليصبحان روحاً واحدة وكيان واحد يحب كلاً منهما الآخر ويسعى لإسعاده.
وتسقط النفقة إن خرجت بدون إذن زوجها ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أيّما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع »(14). وحثّ الإسلام على اتخاذ التدابير الموضوعية للحيلولة دون وقوع التدابر والتقاطع ، فدعا إلى توثيق روابط المودّة والمحبة وأمر بالعشرة بالمعروف ، قال الله تعالى: (... وعَاشرُوهنَّ بالمعرُوفِ فإنّ كَرِهتُمُوهُنَّ فَعَسى أن تَكرهوا شَيئاً ويجعل اللهُ فيهِ خيراً كثيراً) (15). ومن مصاديق العشرة بالمعروف حسن الصحبة ، قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية: « إنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كلِّ حال ، وأحسن الصحبة لها ، فيصفو عيشك » (16) ومن حقها أن يتعامل زوجها معها بحسن الخلق ، وهو أحد العوامل التي تُعمّق المودة والرحمة والحب داخل الاُسرة ، قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام: « لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته ، وهي: الموافقة ؛ ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها ، وتوسعته عليها.. » (17). ومن حقها الاكرام ، والرفق بها ، واحاطتها بالرحمة والمؤانسة ، قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام: « وأمّا حقُّ رعيتك بملك النكاح ، فأن تعلم أن الله جعلها سكناً ومستراحاً وأُنساً وواقية ، وكذلك كلّ واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها ، وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحبّت وكرهت ما لم تكن معصية ، فإنّ لها حقّ الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابدّ من قضائها.. » (18).