مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 13/8/2019 ميلادي - 12/12/1440 هجري الزيارات: 11411 وقفات حول آية: ﴿ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾ قال الله تعالى: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3]. هذه آية من كتاب الله العزيز الرحيم تكشف لنا عن بعض صفاته تعالى، واللافت ورودها متتالية في نسقٍ عجيب يأخذ القلوب أخذًا نحو ربها الحق؛ بحيث أمكنها تسليم إليه ورضا برب كريم هذه بعض صفاته وتلك بعض نعوته. ذلك أنه تعالى وصف نفسه بصفات ست لا يجد العبد أمامها سوى الرضا والإذعان لمن هذه صفاته؛ لأنه غافر الذنب قابل التوب، شديد العقاب ذو الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، والآية بهذا النظم الفريد تبدو كأنها تقول لنا نحن معشر البشر: هذا هو ربُّكم الحق. والبيان بأنه غافر الذنب يشي بتضمن معاني العزة لمعاني الرحمة يقينًا، وهذه من تفرُّدات الكتاب الحكيم في بيانه لصفات وأسماء رب العالمين؛ كما قال: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾ [المائدة: 118].
ووصْفُ الله بوصفي { العَزِيز العَليم} [ غافر: 2] هنا تعريض بأن منكري تنزيل الكتاب منه مغلوبون مقهورون ، وبأن الله يعلم ما تكنّه نفوسهم فهو محاسبهم على ذلك ، ورَمْزٌ إلى أن القرآن كلام العزيز العليم فلا يقدر غير الله على مثله ولا يعلم غير الله أن يأتي بمثله. وهذا وجه المخالفة بين هذه الآية ونظيرتها من أول سورة الزمر التي جاء فيها وصف { العَزِيز الحكيم} [ الزمر: 1] على أنه يتأتى في الوصف بالعلم ما تأتَّى في بعض احتمالات وصف { الحكيم في سورة الزمر. ويتأتى في الوصفين أيضاً ما تَأَتَّى هنالك من طريقي إعجاز القرآن. وفي ذكرهما رمز إلى أن الله أعلم حيث يجعل رسالَته وأنه لا يجاري أهواء الناس فيمن يرشحونه لذلك من كبرائهم { وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} [ الزخرف: 31]. وفي إِتْباع الوصفين العظيمين بأوصاف { غافر الذنب وقَابِل التَّوْب شَديد العِقاب ذِي الطَّول} ترشيح لذلك التعريضضِ كأنه يقول: إن كنتم أذنبتم بالكفر بالقرآن فإن تدارك ذنبكم في مكنتكم لأن الله مقرَّر اتصافه بقبول التوبة وبغفران الذنب فكما غفر لمن تابوا من الأمم فقبل إيمانهم يغفر لمن يتوب منكم. وتقديم { غافر} على { قابل التوب} مع أنه مرتب عليه في الحصول للاهتمام بتعجيل الإِعلام به لمن استعدّ لتدارك أمره فوصفُ { غافر الذنب وقابل التوب} تعريض بالترغيب ، وصِفتا { شَدِيد العقاب ذِي الطَّول} تعريض بالترهيب.
《غافر الذنبِ وقابل التوبِ شديد العقاب》 - YouTube
من البراهين التي تثبت للمرء سرعة انقضاء الحياة ما نراه أمام أعيننا من ولادة الأبناء، ونموهم، وبلوغهم الشباب، وتزوجهم ثم صيرورتهم آباء وأمهات. ما زلت أذكر (سارة) الصغيرة في مهدها، بل في أول ساعات قدومها للحياة حيث طلبت إليَّ شقيقتي أن أحنكها ومع أني لم أرها كثيرا إلا أنني حضرت، ولكني حضرت حفل زواجها، وبالأمس رزقت بابن ذكر اسمته (محمدا)، فصارت سارة أم محمد. – تراودني مخاوف وأفكار عن المصير بعد الموت وأن العذاب سيكون لا محالة.. ولا سيما لمن كان لديه من الذنوب في ماضيه نصيب كبير. كان هذا جزءا من حوارنا مع شقيقتي بعد أن خلا المجلس من الزوار. – دعيني أبين لك قضية مهمة في دين الله، وهي أنه لا مكان للأفكار والوساوس في ديننا، ومن كان لديه شيء من ذلك يجب أن يتخلص منه في بداياته؛ لأنه كلما استمر ازداد سوءا وصعب التخلص منه، ولا سيما الوساوس في العبادات.. والآخرة والمآل والحساب؛ لأن هذه الأخيرة من العقيدة. – أريد مزيد إيضاح، وسوف أنصت دون مقاطعة. – أولا.. لا أحد منا دون ذنب، سواء في الماضي أم الحاضر أم المستقبل، وفي عقيدتنا أن للذنوب علاجا. – من أسماء الله الحسنى، (الغفور)، و(الغفار)، ومن صفاته أنه (غافر الذنب) (الغفور) اقترن باسم الله (الرحيم)، فهو (الغفور الرحيم)، تكرر في كتاب الله هذان الاسمان مقترنين في إحدى وسبعين آية، (42) غفور رحيم و(15) غفورا رحيما(7) الغفور الرحيم و(7) لغفور رحيم، وهما أكثر اسمين مقترنين وردا في كتاب الله.. وكذلك من أسماء الله الحسنى (الغفار).
ولقائل أن يقول ذكر الواو في قوله {غافر الذنب وقابل التوب} ولم يذكرها في قوله {شديد العقاب} فما الفرق؟ قلنا إنه لو لم يذكر الواو في قوله {غافر الذنب وقابل التوب} لاحتمل أن يقع في خاطر إنسان أنه لا معنى لكونه غافر الذنب إلا كونه قابل التوب، أما لما ذكر الواو زال هذا الاحتمال؛ لأن عطف الشيء على نفسه محال، أما كونه شديد العقاب فمعلوم أنه مغاير لكونه {غافر الذنب وقابل التوب} فاستغنى به عن ذكر الواو. علقت، دون شعور. – جميل، هذا الكلام جميل، بل رائع. – دعينا نرجع إلى موضوع الذنوب السابقة، لا ينبغي للعبد أن يكون أسير ذنوبه في الماضي، فقد كان خير البشر بعد الأنبياء مشركين قبل إسلامهم، الإسلام يجبّ ما قبله والتوبة تجبّ ما قبلها، والمرء يحسن الظن بالله، ويتوب ويستغفر ويستمر في الطاعات، ويقبل على الله، ويتمسك بأداء الصلاة في وقتها والبعد عن أسباب المعصية، وإذا وقع رجع وتاب واستغفر، وهكذا حتى يلق الله وهو على الطاعة والتوبة وحسن الظن بالله.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي غافر الذنب وقابل التوب قال الله تعالى: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ( غافر: 3) — أي غافر الذنب للمذنبين, وقابل التوب من التائبين, شديد العقاب على من تجرأ على الذنوب, ولم يتب منها, وهو سبحانه وتعالى صاحب الإنعام والتفضل على عباده الطائعين, لا معبود تصلح العبادة له سواه, إليه مصير جميع الخلائق يوم الحساب, فيجازي كلا بما يستحق. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
إعراب الآية 3 من سورة غافر - إعراب القرآن الكريم - سورة غافر: عدد الآيات 85 - - الصفحة 467 - الجزء 24.