الخشت والأزهري شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، محاضرة مشتركة بعنوان "القرآن الكريم من التنزيل إلى الحضارة" للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وبدعوة من طلاب من أجل مصر. مروة عبد المنعم: اتصدمت في يحيى الفخراني.. وتامر حسني إنسان .. صحافة نت مصر. وفي بداية المحاضرة، رحب الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، بالدكتور أسامة الأزهري، وقال إن تنظيم هذه الندوة في ظل الأجواء الرمضانية الكريمة وفي العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، يأتي تأكيدًا على مجموعة من المعاني والمقاصد في إطار الرؤية الحضارية للوحي الكريم. وأوضح الدكتور الخشت أن الندوة تتضمن الحديث عن محورين أساسيين وهما تنزيل الوحي الكريم، والحضارة، وبينهما جسر إنساني حضاري تعرض لعامل الزمن نتيجة أمور كثيرة تتعلق بالعوامل التاريخية والاجتماعية والثقافية، مؤكدًا على ضرورة إعادة بناء هذا الجسر بين الحين والآخر، معربًا عن رغبته في أن تجتمع جهود جامعة القاهرة مع جهود العلماء وبينهم الدكتور أسامة الأزهري لأن تكون خطوة على طريق إعادة بناء هذا الجسر بين التنزيل وبين الحضارة. وخلال محاضرته، قال الدكتور الخشت، إن القرآن يمثل نقطة التحول الحضاري الذي حدثت من عصر الجاهلية إلى عصر المدنية والتمدن والحضارة، وان الحضارة الإسلامية استطاعت أن تحدث تحولًا جذريًا وحضاريًا، مشيرًا إلى أن القرآن يمثل وحيًا كريمًا في كتاب مبين، وأن الإنسان هو الذي يحول هذا الوحي إلى واقع وتطبيق، وأن طريقة تفاعله مع القرآن والواقع هو الذي ينتج الحضارة.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أن بداية التدوين والكتابة هي لحظة بداية الحضارة، مؤكدًا أن العلوم لا تبدأ إلا من خلال التدوين، لافتًا إلى أن الجسر الذي يجب إقامته هو الإنسان ودعمه بالعديد من الجوانب التي تتمثل في العلوم والفنون وتحقيق العدالة وعمران الأرض، مؤكدا ضرورة صنع حضارة جديدة تستلهم لا تقلد. وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن الإنسان عندما أحسن التعامل مع القرآن ومع الواقع استطاع أن يكون صانعا للحضارة، مشددًا على أن الإنسان هو الجسر والارتكاز الذي بين القرآن وبين الواقع، وأننا بحاجة إلى إعادة بناء جسر جديد بين القرآن من ناحية والواقع من ناحية أخرى من خلال إعادة بناء الإنسان وتطوير العقل الإنساني وتغيير طرق التفكير حتى نقيم هذا الجسر وننتقل من التنزيل إلى الحضارة. وأشار الدكتور الخشت، إلى وجود حضارات قديمة وجهود إنسانية انتقلت من عصر إلى عصر وصنعت التاريخ، وأن الإنسان استطاع أن يكون صانع الحضارة من خلال فهمه للكتاب والواقع، لافتًا إلى أن ذروة الحضارة الإسلامية كانت في العصر العباسي حيث اتسمت بعظمتها في الفنون والثقافة وعلوم الدنيا والدين وشهدت تقدما في العلوم الشرعية وعلوم الطبيعة والطب وغيرها.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أن المسلمين لا يستطيعون التقدم إلا إذا استطاعوا جعل القرآن وحيًا يسير على الأرض انطلاقا من المفاهيم العقلانية المنضبطة وليس تكفير البشر وصراعات الأديان والمذاهب والفرق، وأن الله هو رب البشر جميعا سواء مسلمين أو مسيحين أو بوذيين أو غيرهم وأن خطابه تعالى موجه للناس جميعا، مشيرًا إلى أن الحضارة مثل الكائن الحي يولد وينمو ويشيخ ثم يموت كما قال اشبنجلر الفيلسوف الألماني، وبالتالي لا بد من أخذ السبق والعمل على استعادة الحضارة مرة أخرى واستئناف الدورة الحضارية مرة أخرى التي تشترط العلم. وخلال محاضرته، وجه الدكتور أسامة الأزهري، الشكر للدكتور محمد الخشت على الدعوة الكريمة وعلى الموضوع شديد الأهمية لعنوان الندوة (القرآن المجيد من التنزيل إلى الحضارة)، مؤكدًا أن الدكتور محمد عثمان الخشت فيلسوف ومفكر ورمز وطني كبير من رموز الوطن. وأكد الدكتور أسامة الأزهري، أنه لا وجود لعلم ولا حضارة ولا وطنية ولا دين إلا إذا اتسعت الصدور والعقول للحوار والاختلاف والاتفاق والفكر والحجج، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم من قيمه الصانعة للحضارة أنه يدعو لتعظيم الحجج والأدلة والبراهين وصناعة العلوم المنطقية المعيارية بشرط أن تتسع الصدور لأنه إذا ضاقت الصدور بالخلاف العلمي فهذا موت للحضارة.
ورفع جموع المصلين، في جو من الخشوع والابتهال، الدعاء المعتاد في صلاة الاستسقاء، وهو الوارد عن رسول الله في قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اسق عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين".
، وبه قال عبدُ الرحمن بن مَهْديٍّ قال ابنُ المنذر: (وكان عبد الرحمن بن مهديٍّ يقول: يَخطب في الاستسقاءِ خُطبةً خَفيفة، يَعِظهم ويحثُّهم على الخيرِ) ((الأوسط)) (4/325)، وينظر: ((فتح الباري)) لابن رجب (6/285). ، واختاره ابنُ عثيمين قال ابنُ عثيمين: (صلاةُ الاستسقاء كصلاة العِيد، ركعتانِ بالتكبيرات الزوائد، وما بَقِي من صفة الصلاة وخُطبة واحدة بعدَ الصلاة) ((الموقع الرسمي لابن عثيمين)). وذلك للآتي: أولًا: أنَّ المقصودَ من الخُطبةِ الدُّعاء، فلا يَقطعها بالجِلسةِ ((المحيط البرهاني)) لابن مازة (2/139)، ((المغني)) لابن قدامة (2/323). ثانيًا: لأنَّه لم يُنقل أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَبَ بأكثرَ من خُطبةٍ واحدة، بخِلافِ العِيد ((المغني)) لابن قدامة (2/323). انظر أيضا: المبحثُ الأَوَّل: الخُطبة بعدَ صَلاةِ الاستسقاءِ. كم خطبة في صلاة الاستسقاء. المبحث الثالث: وقتُ خُطبةِ الاستسقاءِ. المبحث الرابع: تحويلُ الرِّداءِ في الاستِسقاءِ. المَبحثُ الخامس: الدُّعاءُ لصَرْفِ ضَررِ المَطرِ الكثيرِ.
عباد الله، علينا ألا نقنط من رحمة الله، ولا نيأس، فإن الله جل في علاه قال: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] ومن رحمته جل وعلا نزول "الغيث" قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]، فإن اليأس والقنوط لا يكون إلا من القوم الكافرين؛ الذين لا يثقون بالله، ولا بقدرته جل وعلا وتعالى ربي عن ذلك علوًّا كبيراً. عباد الله، علينا أن ندعو الله متواضعين، متخشعين، متذللين، متضرعين له، جل في علاه؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55] وندعوه مخلصين له الدين، وأن نكثر الاستغفار، وعلينا أن نعلم أن نزول المطر لا يزيل الشدة؛ بل لا بد مع نزوله من نيل بركته، ولا يكون ذلك إلا بدعاء الله بالبركة.