وعندما أراد الله سبحانه في كتابه بيان أعظم ميزة لهذا الشهر قرنه بإنزال القرآن فقال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185][2]، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم ، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة [3]. تفسير شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. وفي مدحه بإنزاله فيه مدح للقرآن به من حيث أشعر أن من أعظم المقاصد بمشروعيته تصفية الفكر لأجل فهم القرآن[3]. والقرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، قال تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]، ثم نزل منجما مفرقا مفصلا طيلة ثلاث وعشرين سنة بحسب الأحداث. كان جبريل عليه السلام يلقى النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان كل ليلة يدارسه القرآن[4]، وكما في حديث ابن عباس كانت المدارسة ليلا[5]، وقال ابن رجب: ودل الحديث أيضا على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان [6].
4/1759. [8] المعجم الاشتقاقي المؤصل (1/ 215) [9] المعجم الاشتقاقي المؤصل (1/ 216) [10] الفروق اللغوية للعسكري (ص: 63)
03-04-2022 10:41 AM تعديل حجم الخط: بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات يستقبل العالم الإسلامي شهر فضيل، شهر من أشهر الله، يكافئ عليه بكرمه وفضله، فيغفر لمن يشاء ويتجاوز عن سيئات من يشاء، شهر يكثر فيه الفضل والخير، ويزداد فيه الإحساس البشري بالبشري، فتكثر الصدقات وتخرج الزكاة، ويجتهد المسلم فيه لينال مرضاة خالقه، فيتقرب منه بالنوافل ويركز على حسن أداء الفرائض. هذا الشهر له نكهة وطابع مميز في جميع الدول الإسلامية، على إختلاف تلك النكهات وتنوعها، ففيه تتزين البيوت بحسن أخلاق ساكنيها، وتتزين المساجد بكثرة روادها، وتتزين القلوب بصفاء صاحبيها ونقائهم، ويزداد عمل الخير، وتعمر البيوت بالذكر ويلتقي الأقارب والأصدقاء على موائد الإفطار، ويزيد اهتمام الغني بالفقير لانه يستشعر جزء من معاناته خلال هذا الشهر الكريم. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن | كُتاب سرايا | وكالة أنباء سرايا الإخبارية - حرية سقفها السماء. تعود موائد الرحمن والافطارات الرمضانية بعد انقطاع طويل بسبب فيروس كورونا، والذي استمر لمدة عامين، عانت منه البشرية ما عانت، وغابت الألفة والرحمة وانعدم التقارب، وفقد الناس بسببه الكثير من الأحبه والأصدقاء. كل شيء في هذا الشهر مميز ومختلف حتى الوجبات الرئيسية تختلف والحلوى لها نصيب كبير، فتختفي أنواع اعتاد الناس عليها وتظهر أصناف رمضانية لا تؤكل تقريبا الا في هذا الشهر الفضيل.
احذر أخي وأختي في الله أن نعدِّد من الختمات بلا شعور منا وإدراك لجمال آيات الله، فكل آية رسالة ولتكن قراءتك كحال الصحابة؛ فهذا عكرمة بن أبي جهل: كان يفتح المصحف ويضعه فوق عينيه ويبكي ويقول: كلام ربي، كلام ربي، ولنقرأ ونتدبر القرآن كما كان يفعل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فذات مرة قرأ عمر: { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1]، ولَما انتهى لقوله تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} [التكوير: 10]، خرَّ مغشيًّا عليه، وبعض السلف يقول أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يتدبر فيها.