تؤكد مراكز الأبحاث أن معدلات الفقر العالمي زادت بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، بل إن الأرقام تتصاعد وتؤكد أن هذه الحرب لم تلحق دمارا في الحجر فقط، بل إنها رفعت معدلات الفقر في العالم أعلى من كل التوقعات. من ناحية أخرى، فإن النزوح الأوكراني إلى دول الجوار يعني أن مجتمعات مليونية تتحرك من أوكرانيا بعد أن تعرضت لاستنزافات مالية واقتصادية شديدة. الأكثر من هذا أن نسب التضخم في كل دول العالم ترتفع مع استمرار الحرب، وتتعرض دخول الطبقات الفقيرة والمتوسطة في العالم إلى الانخفاض النقدي وليس الكمي فحسب، فضلا عن الإجراءات الوقائية التي يتخذها كثير من دول العالم الثالث برفع أسعار بعض السلع الاستراتيجية، كالبنزين والغاز والمواد الغذائية، وبالذات الخبز، ووسط هذه الاستنزافات تضطر الحكومات إلى إقرار مزيد من الضرائب على كثير من السلع والخدمات. اشرح ما هو مفهوم الفقر عند صلاح عبد الصبور. كل هذه الإجراءات تتسبب في ارتفاع الأسعار، وانخفاض القيمة الشرائية للعملات المحلية وكذلك الدولية على السواء. يضاف إلى ذلك، فإن انتشار الفقر سيؤدي إلى انتشار الجريمة وغياب الأمن في الدول الفقيرة، ما يؤدي إلى مزيد من الفقر والعوز في هذه الدول. ورغم أن الخطابات الحماسية التي تطلقها بعض المؤسسات الدولية عن الفقر هي مجرد محاولة للتخفيف من خطورة انتشاره، لأن الفقر يزحف فوق البشر، ويعصف بحياة كثير من الناس.
حثت منظمة «أوكسفام» صندوق النقد الدولي على «التخلي عن مطالبه بالتقشف؛ لأن أزمة تكلفة المعيشة تفاقم الجوع والفقر في العالم»، وفق ما أوردته المنظمة غير الحكومية في بيان الثلاثاء. وقالت المنظمة إن «87 في المائة من قروض صندوق النقد الدولي المتعلقة بـ(كوفيد19) تتطلب من البلدان النامية – التي حُرمت من الوصول المتكافئ إلى اللقاحات وتواجه بعضاً من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم – اعتماد تدابير تقشف جديدة صارمة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة». ما هو الفقر الاجتماعي. وأظهر تقرير جديد أعدته منظمة «أوكسفام» أن «13 من أصل 15 من برامج القروض التي تفاوض عليها صندوق النقد الدولي في السنة الثانية من الوباء تفرض تدابير تقشف جديدة، مثل ضرائب على المواد الغذائية والوقود أو تخفيض الإنفاق، مما يحتمل أن يهدد الخدمات العامة الأساسية»؛ بحسب المنظمة. ولكن؛ أشارت «أوكسفام» إلى أنه في عام 2020 «خصص صندوق النقد الدولي قروضاً طارئة بالمليارات لمساعدة البلدان النامية على مواجهة (كوفيد19) بشروط قليلة في كثير من الأحيان أو معدومة». وأضافت «أوكسفام»: «حثت المديرة العامة للصندوق، كريستالينا غورغييفا، أوروبا مؤخراً على عدم تعريض انتعاش اقتصادها للخطر من خلال (القوة الخانقة للتقشف)، في حين عاد صندوق النقد الدولي العام الماضي إلى فرض إجراءات تقشفية على البلدان منخفضة الدخل».