[٤] الإيمان بوحدانية الله الواحد في اللغة كما قال ابن الأثير؛ هو الفرد الذي كان، وما زال، وسيبقى وحده، ليس معه آخر، والواحد يدلّ على الانفراد كما قال ابن فارس، والتوحيد في الاصطلاح الشرعي؛ إفراد الله -تعالى- بالعبادة، مع اعتقاد وحدته في ذاته وصفاته وأفعاله، وقال الفيروزآبادي: توحيد الله هو الإيمان به وحده. [٥] وعرّفه السفاريني فقال: تصديق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالقلب واللسان فيما أخبر به عن الله -تعالى- بأنّه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، ويظهر ذلك جليّاً في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد أرسل الله -عز وجل- الرّسل -عليهم السلام- لدعوة أقوامهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة وعدم الإشراك به، قال الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ). [٦] [٥] الإيمان باتّصاف الله بصفات الكمال أثبت الله -تعالى- لنفسه في كتابه الكريم صفاته، وأثبت له رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- أيضاً بعض الصفات، فينبغي الإيمان والإقرار بها كلّها، من غير تغييرٍ، أو تعطيلٍ، أو تكييفٍ، أو تمثيلٍ، فالله -تعالى- هو الأعلم بنفسه، كما أن رسوله أعلم الخلق به، ومنه ينبغي نفي ما نفاه الله -تعالى- عن نفسه، وما نفاه عنه رسوله -عليه الصلاة والسلام-، مع الإيمان بكمال ضدّ هذه الصفات.
[2] أما الإيمان اصطلاحًا: هو التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله وبكل ما شرعه الله لعباده من قول وعمل وعقيدة، وللإيمان أركان ستة هي؛ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه. [3] الإيمان بالله أن يؤمن الإنسان بأن الله تعالى حي عليم قادر، منفرد بالربوبية وبالألوهية وبأسمائه وصفاته، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ويؤمن بأنه على كل شيء قدير، وأن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن فيكون. [1] الإيمان بالملائكة أن تؤمن بوجود عالم الملائكة الغيبي الذي لا نشاهده إلا إذا أراد الله ذلك لحكمة، كما أنّ الملائكة خلقوا من نور، وهم مطيعون لله تعالى دائمًا، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، نعلم منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل؛ أما جبريل فهو موكل بالوحي يأتي به من الله عز وجل إلى من أوحاه الله إليه، وأما اسرافيل فإنه موكل بالنفخ في الصور، وأما ميكائيل فإنه موكل بالقطر والنبات، ومنهم من وكلوا بحفظ بني آدم كما قال تعالى عنهم: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾. اركان الايمان الستة وأهم ما تعنيه لكل مسلم ومسلمة - مواضيع. ومنهم من هو موكل بإحصاء أعمال ابن آدم يكتبها عليه، كما قال الله تبارك وتعالى ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.
الإيمان بمعنى التّصديق: ومنه قول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)،[٦] أي: لست بمُصدِّقٍ لنا على فَرَض كنا صادقين. الإيمان اصطلاحاً جاء في تعريف الإيمان اصطلاحاً عددٌ من التّعريفات، منها: الإيمان هو: (قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وعملٌ بالجوارح يزيد وينقص). الإيمان هو: (قولٌ باللّسان، واعتقاد بالجَنان). وهذا التعريف عند الحنفية.