كما تم اعتبار تلك الرواية على أنها من الروايات الرمزية ، لأن الصفة التي تُميز قصص الأحداث الرمزية هي أنها قصص يتم كتابتها في الأساس من أجل معالجة أحد المواضيع وتقديمها بصورة درامية، ولذلك يحبك الراوي موضوعه وفكرته من خلال إطارات درامية قصصية رمزية عن طريق الشخصيات التي تُعبر كل واحدة منها عن جانب يرمز إلى جانب آخر محدد من جوانب الأفكار الدلالية. ولذلك يمكن اعتبار رواية (قنديل أم هاشم) رمزًا إلى العادات والتقاليد التي تم وراثتها والمتأصلة في العديد من الأشخاص، أو أنها رمز يدل على الثبات والتشبث بالموروثات دون أي محاولة منهم للتطور، ومن أجل هذا وصف الكاتب (حقي) القنديل بأنه أبدي ويتعالى على كل الصراعات، ويقول يحيي حقي:" كل نور يفيد اصطدامًا بين ظلام يجثم، وضوء يدافع، إلا هذا القنديل بغير صراع". وقد جعل الكاتب شخصية فاطمة فيها شيء من الرمزية، فهي ابنة عمه التي انتظرته حتى يعود من الغربة، وكانت تحبه، وصممت على أنه هو من سوف ينقذها من العمى، أي أنها ترمز إلى مصر التي تتطلع إلى أبنائها المتعلمين حتى يعالجوها من عمى البصيرة، وينقذوها من أن تقع فريسة للجهل والتخلف. وقد وُفق يحيى حقي في جعله فاطمة على قدر قليل من الجمال، بحيث أنها ليست فاتنة، وعلى الرغم من هذا سوف يحبها إسماعيل بنهاية الرواية، وتلك هي رؤيتنا لوطننا بالفعل، ففي حين أننا قد لا نراه أجمل البلاد وأنه يمتلئ بالجهل الشديد إلا أننا نحبه ونتعلق به.
الأحد 20/فبراير/2022 - 07:14 م فى عام ١٩٤٠ كتب أحد أهم أدباء مصر الكبار، حقًا وقولًا، يحيى حقى قصة مدهشة اسمها «قنديل أم هاشم»، انتبه إليها واحد من أدباء مصر الكبار أيضًا اسمه صبرى موسى وكتب لها السيناريو والحوار لتصبح فيلمًا مهمًا من كلاسيكيات السينما المصرية التى قدمته بعد مرور ما يقرب من ربع قرن على كتابة يحيى حقى قصته.
قنديل أم هاشم أما أكثر شيء كان مثير للإهتمام من قبل الناس في حي السيدة زينب، هو قنديل أم هاشم والذي كان الجميع هناك يتبركون به للتعافي من الأسقام والعلل الخطيرة، ولقد كان الشيخ درديري هو المسؤول الوحيد عن زيت أم هاشم من زملاء إسماعيل المقربين والذي كان يتمنى أن يدرس الطب خارج مصر. سفر إسماعيل إلى لندن والتعرف على عادات وتقاليد الغرب دار حديث بين إسماعيل ووالده الشيخ رجب عن رغبته الشديدة في دراسة الطب خارج البلاد، حيث كان الشيخ رجب لم يرفض أي طلبات لابنه الأصغر والمدلل إسماعيل والذي كان يعد رمز للتباهي والفخر في عائلة الشيخ رجب. بدأ الشيخ رجب يباشر بنفسه إجراءات سفر ابنه إسماعيل لدراسة الطب خارج مصر، حيث اختار له مدينة الضباب في لندن ليدرس بها، وبالفعل سفر إسماعيل إلى هناك، وقضى فترة كبيرة في لندن وحصل على مؤهل عالي في الطب، لكن هذه المدة التي أقامها إسماعيل في لندن كانت في غاية الصعوبة، نظرا للتقاليد والعادات المختلفة في المجتمع الغربي وأيضًا الإنفتاح الفكري الذي كان يتمتع به كل المواطنين الإنجليز مما تأثرت شخصية إسماعيل كثيراً بهم. خلال الفترة التي قضاها إسماعيل في لندن من أجل إكمال دراسته، واجه الكثير من الصعاب خاصة في التكيف مع المجتمع الغربي والذي يختلف تماماً عن المجتمع الريفي في كل شيء، حيث لم يجد إسماعيل من يقوم بالتخفيف عنه ومواساته إلا زميلته في الدراسة ماري، حيث لقت ماري في إسماعيل شجاعة وشهامة لم تجدها في الشباب الإنجليز، مما دفعها تتقرب له لتتعرف على شخصيته.
بعدها قام إسماعيل بأخذ قنينة من زيت أم هاشم من صديقه الشيخ درديري وملأها بالدواء و قام بالبدأ مرة أخرى في علاج فاطمة لتثمر جهوده ويتم شفاء فاطمة على يديه، ليقوم بعدها إسماعيل بفتح عيادة لأمراض العيون لمعالجة أبناء الحي وتزوج بعدها من إبنة عمه فاطمة، ليعيش بعدها إسماعيل مرتاح البال مع نفسه وضميره. أقرأ أيضا: قراءة في الرواية العالمية الشهيرة شيفرة دافينتشي للمزيد: تحميل و قرائة رواية قنديل أم هاشم