فالواجب أن الإنسان لا يستحسر، بل يستمر في الدعاء ويحسن ظنه بربه، ويقول -عليه الصلاة والسلام- أيضًا: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: يا رسول الله إذًا نكثر، قال: الله أكثر فأنت استمر في الدعاء، واجتهد، وخذ بالأسباب، والتمس المرأة، والتمس أسباب المهر، ونحوه؛ حتى تدرك ذلك -إن شاء الله- ولا تيأس ولا تقنط، واعلم أن ما أصابك من شيء؛ فمن نفسك، لا بد أن تحاسبها أيضًا، تتوب إلى الله -جل وعلا- تنظر في أعمالك، تستقيم على طاعة ربك.
الحمد لله. الإلحاح في الدعاء للزواج من شخص معين | معلومة. نشكر لك في البداية همتك العالية ، وطموحك نحو تحقيق ما تحلمين به ، ونذكرك مع ذلك بأمور عدة: الأمر الأول: ضرورة الأخذ بالأسباب ، فقد خلق الله الدنيا بنظام السبب والمسبب ، وأوجب على الناس العمل في هذه الدنيا ضمن هذا النظام ، فمن ألغى الأسباب فقد تعدى على شرع الله وقدره. الأمر الثاني: الإلحاح في الدعاء مما يحبه الله ويرضاه ، وليس فيه اعتراض على القدر ، بل هو إصرار على بلوغ المراد ضمن الأسباب المشروعة ، والدعاء أحد هذه الأسباب ، فهو من قضاء الله وقدره ، وهو علامة العبودية ، وأمارة الإيمان. قال ابن القيم: " ومن أنفع الأدوية: الإلحاح في الدعاء " انتهى. " الجواب الكافي " (ص/25). عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ: يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) رواه البخاري (6340) ومسلم (2735) يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: " في هذا الحديث أدب من آداب الدعاء, وهو أنه يلازم الطلب ، ولا ييأس من الإجابة ؛ لما في ذلك من الانقياد ، والاستسلام ، وإظهار الافتقار, حتى قال بعض السلف: لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة.
صيد الخاطر " (ص/399). الأمر الرابع: لا تعولي كثيرا على الرؤى والأحلام ، فهي ظنية الدلالة ، لا يعتمد في تأويلها على ما في الكتب ، ولا يقبل تأويلها من عابر غير عالم ولا بصير ، فكيف تبنين عليها قرارا وتتوقفين بسببها عن سعي ونجاح ، بل ننصحك بالتوكل على الله ، والإلحاح في الدعاء إذا كان في الأمر خير. والخلاصة: أن هذا الأمر الذي تحلمين به: إن كان مما يقربك من رضوان ربك وجنته ، ويباعدك من سخطه وناره: فلا تتركي الإلحاح في الدعاء به ، مع الأخذ بما تطيقينه من الأسباب لبلوغه ، وإن كان عرضا من الدنيا ، من رزق ، أو مال ، أو إنسان معين ، تريدين الزواج منه: فلا نرى لك أن تتعلقي به كل هذا التعلق ، سنين طوالا ؛ بل فوضي أمرك إلى الله ، وانشغلي بما ينفعك ، واسأليه أن يقدر لك الخير في أمرك كله. وانظري جواب الأسئلة التالية: (93399) ، (115945) ، (117665). والله أعلم
كيف يكون الإلحاح في الدعاء الدعاء أحد العبادات المحببة لله عز وجل، والتي تقرب العبد من ربه، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز سورة غافر آية 60″وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، وتلك الآية المباركة صريحة في توضيح أهمية الدعاء، ومكانته في الدين الإسلامي. أما عن كيفية الإلحاح فغي الدعاء، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه" أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلاث ويستغفر ثلاث"، وقال الننوي " فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثا"، وقال ابن عثيمين عليه رحمة الله" أن تكرار الدعاء امر مستحب ومطلوب، حيث كلما زاد وكرر الإنسان في الدعاء كان ذلك أفضل، وأن من هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدعاء ثلاث، وما زاد عن ذلك فلا بأس به، ولا ضرر منه، فالله تعالى لا يمل من عباده، ويحب أن يراهم خاشعين له منتظرين استجابته لحوائجهم [4]. شروط استجابة الدعاء ولكي يستجاب الدعاء يجب أن يخلص العبد النية وأن يكون متيقن من أن الله تعالى سيتجيب، وإن كل امر المؤمنين خيرن والله لا يؤذي عباده حتى وإن كره العبد ما حدث ولكن كان في ذلك خيراً كثيراً، وفقاً لقول الله تعالى في سورة البقرة آية 216″كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم [3].