أحداث وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي وتداعياتها استثارت غضب القيادة الحكيمة فصدرت الأوامر الملكية الكريمة بمعاقبة كل من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بحادث الوفاة وإعادة هيكلة هيئة الاستخبارات العامة لتتواكب مع مرحلة التحول 2030 وتجنب الازدواجية في الأداء الوظيفي والمهني ورفع كفاءة الأداء بمهنية وحرفية عالية وتقليل نسبة الخطأ لتكون 1% في أي خطه امنية كما هو الحال في بعض الدول المتقدمة لضمان دقة التنفيذ وسلامة التخطيط ، وما حدث في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول كان نتيجة لضعف في التخطيط وسوء في التنفيذ. والقويّ هو الذي يقول الحقيقة مهما تكون مرارتها ويعالج تبعاتها بكل ثقة ومصداقية والخطأ وارد في كل التصرفات البشرية وما حدث لعملية (مخلب النسر) الأمريكية لإنقاذ الرهائن الامريكان في السفارة الامريكية في طهران في 24 ابريل1980 خطأ فادح كانت نتائجه(8) قتلى وعدد كبير من الجرحى وتحطم طائرة مروحية وطائرة سي130 والتخلي عن ( 5) طائرات مروحية بكل تجهيزاتها وتركها للإيرانيين والهروب خارج المنطقة ، وكان المخطط لهذه العملية البنتاجون بكل طواقمها العملياتيه والأمنية واللوجستية وما نتج عنه من نتائج سلبية اثبتت ان الخطأ البشري لا ينجو منه الا المعصوم عليه الصلاة والسلام.
في القرآن الكريم قاعدة إيمانية عظيمة لها الأثر البالغ في حياة الذين وعوها وعقلوها واهتدوا بهداها، هي الإيمان بالقضاء والقدر، والمتمثلة في قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة في سياق الكلام على فرض الجهاد في سبيل الله: " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحِبوا شيئا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " [ الآية: 216]. وهذا الخير المجمل فسره قوله تعالى في سورة النساء في سياق الحديث عن مفارقة النساء: " فإِن كرِهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فِيهِ خيرا كثِيرا ". [ الآية: 19] فالإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب! والعكس صحيح؛ فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ، وأهطع إليه، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد! وهذا هو معنى القاعدة القرآنية التي تضمنتها هذه الآية باختصار.
وفي دخولها على المضارع ثلاثة مذاهب: الأول: منع دخولها عليه إلا بتقدير مبتدأ، والثاني: جوازه مطلقًا. والثالث: التفصيل بأنه إن تضمن نكتة كدفع إيهام الوصفية حسن وإلا فلا، ولا يخفى أن تقدير المبتدأ هنا خلاف الظاهر. اهـ.. قال ابن عاشور: والتفريع في قوله: {فإن كرهتموهن} على لازم الأمر الذي في قوله: {وعاشروهن} وهو النهي عن سوء المعاشرة، أي فإن وجد سبب سوء المعاشرة وهو الكراهية. وجملة {فعسى أن تكرهوا} نائبه مناب جواب الشرط، وهي عليه له فعلم الجواب منها. وتقديره: فتثبتوا ولا تعجلوا بالطلاق، لأن قوله: {فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا} يفيد إمكان أن تكون المرأة المكروهة سببَ خيرات فيقتضي أن لا يتعجّل في الفراق. و {عَسَى} هنا للمقاربة المجازية أو الترجّي. و {أن تكرهوا} سادَ مسدّ معموليها، {وَيَجْعَلَ} معطوف على {تكرهوا} ، ومناط المقاربةِ والرجاءِ هو مجموع المعطوف والمعطوف عليه، بدلالة القرينة على ذلك. وهذه حكمة عظيمة، إذ قد تكره النفوس ما في عاقبته خير فبعضه يمكن التوصّل إلى معرفة ما فيه من الخير عند غوص الرأي. وبعضه قد علم الله أنّ فيه خيرًا لكنّه لم يظهر للناس. قال سهل بن حنيف، حين مرجعه من صفّين اتَّهِموا الرأي فلقد رأيتُنا يَوم أبي جندل ولو نستطيع أن نردّ على رسول الله أمْره لردَدْنا.