اللهم لا عيش الا عيش الآخرة - YouTube
فالشاهد أن النبي ﷺ قام وبطنه معصوب بحجر. يقول: ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، يعني: لا نطعم فيها، ما أكلوا ويحفرون، وفي برد شديد حتى إن النبي ﷺ خرج على أصحابه، وهم يحفرون الخندق في غداة باردة، فقال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر اللهم للأنصار والمهاجرة [1]. يقول: فأخذ النبي ﷺ المعول فضرب فعاد كثيبًا أهْيل أو أهيم، يعني: تحول هذا الحجر إلى متفتت ينهال، وهذه معجزة له ﷺ، وليست هذه قوة بشرية عادية، مع أن النبي ﷺ كان في غاية الجوع، ومن كان يعاني هذه المعاناة من الجوع فإن قوته تضعف بلا شك، يقول: فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، هذا جابر لما رأى النبيَّ ﷺ قد حسر بطنه عن حجر، وجاء أيضًا أن أصحابه كانوا يربطون حجرًا حجرًا على بطونهم، وكان ﷺ يربط حجرين، فكان كأصحابه كواحد منهم يجوع ويعمل معهم ويصيبه ما يصيبهم ﷺ. فلما رآه جابر بن عبد الله - ا- بهذه الحال لم يطق ذلك، فقال: ائذن لي إلى البيت، يقول: فقلت لامرأتي، هذا جابر يعني: معناه فأذن له، فذهب فقال لامرأته: رأيت بالنبي ﷺ شيئًا ما في ذلك صبر، يعني: ما عليه صبر، أمر لا يمكن أن يصبر الإنسان وهو يشاهده؛ لأن قلبه يتقطع من الأسى والألم والحرقة، أفضل البشر يربط على بطنه حجرًا، أنت لو رأيت جارك، أو رأيت فقيرًا يربط فعلًا من شدة الجوع على بطنه حجرًا فإن الأرض لا تحمل الإنسان، ولا يستطيع أن يقر له قرار وهو يرى هذه الحالة، فكيف بالنبي ﷺ؟!
ثم قال: (( أتحبُّون أنه لكم؟))، قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا؛ لأنه أسكُّ، فكيف وهو ميت؟ فقال: (( فو الله، لَلدنيا أهوَنُ على الله مِن هذا عليكم))؛ رواه مسلم. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ذكر المؤلِّف رحمه الله أحاديثَ في بيان الزهد في الدنيا، وأن النعيم هو نعيم الآخرة، منها: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة))؛ يعنى العيشة الهنيئة الراضية الباقية هو عيش الآخرة، أما الدنيا فإنه مهما طاب عيشها فمآلها للفناء، وإذا لم يصحبها عملٌ صالح فإنها خسارة.
لحظة، لنتذكَّر ما هو أهم، إنها ليست فقط ستزول فلا يبقى أثر، كلاَّ، بل إنها مسجلة في كتابنا عند الله؛ ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾ [القمر: 53]. فكل ما نتفانى في الحرص عليه والاستزادة منه من متاعها الوضيع، سنُسأل عنه كله، أفلا يَجدر بنا أن نَحمل همَّ هذه اللحظة؟! أفلا يَحِق أن نُخفف ما استطعنا من هذه الأحمال، أن نُخفف على أنفسنا طول الحساب وشِدَّته، أن نُنقيَ بالنا المشغول بها والملهوف عليها، ونَملأَه بما يُقربنا للجنة؟! إن ما نراه في حياتنا اليومية ورغبة كل أحد أن يكون أفضل من غيره، وأجمل، وما عنده أكثر، ليس في الأعمال الصالحة وفي التقوى، ولكن في اللباس والأغراض والمكانة وبكلمة شاملة [الدنيا]. هل هذا هو حال مَن أيقن بحقارة الدنيا، ومِن ثَمَّ زوالها؟ أم هو حال من أيقن بأنه سيحاسب على كل خُطوة ونظرة، وأكلة وشربة؟! أو هو حال من أيقن بأن ما عند الله خيرٌ وأبقى؟! لا يغرنَّكم تسابُق المتسابقين عليها؛ فهي بحْرٌ سالكه في غفلة وأعماقه الهلاك والضيعة، واطلبوا ما عند الله، واعملوا له في الدنيا؛ فهي ساحة البذل والعناء، ودَعُوا عنكم الكدَّ في جمْعها؛ فذلك الخِذلان والخسران، والله أعلم.
0 تصويتات 8 مشاهدات سُئل أبريل 9 في تصنيف التعليم عن بعد بواسطة GA4 ( 17. 1مليون نقاط) ماهي اخر سورة نزلت في مكة إذا أعجبك المحتوى قم بمشاركته على صفحتك الشخصية ليستفيد غيرك إرسل لنا أسئلتك على التيليجرام 1 إجابة واحدة تم الرد عليه أفضل إجابة ماهي اخر سورة نزلت في مكة الاجابة: آخر سورة نزلَت في مكة المكرمة هي سورة العنكبوت
[٨] أهميّة العلم بالسّور المكيّة والمدنيّة يوجد العديد من الفوائد التي يُمكن الاستفادة منها عند التَّمييز بين القُرآن المكيِّ والمدنيِّ ، ومنها ما يأتي: [٩] معرفة النَّاسخ من المنسوخ، حيث إنّ نزول المدنيّ يكون بعد المكّي. معرفة التَّشريع وتاريخه، و معرفة الحكمة وسُنَّة الله في التَّدرُّج ببعض الفُروع والأحكام في القرآن. معرفة الخصائص البلاغيَّة لكُلٍّ من القُرآن المكيِّ والمدنيِّ. الاستعانة به في تفسير القُرآن، فمكان النُّزول من النِّقاط المُهمَّة في فهم الآية وجوّ نزولها وتفسيرها، وكذلك الوقوف على السِّيرة النبويَّة من خلال دراسة الآيات القُرآنيَّة. معرفة أساليب الدَّعوة وطُرقها والاستفادة منها. [١٠] الإيمان يقيناً بالقُرآن ووصوله إلينا خالياً من التَّحريف والتَّبديل. [١١] المراجع ↑ بدر الدين الزركشي (1957)، البرهان في علوم القرآن (الطبعة 1)، صفحة 194، جزء 1. آخر سورة مكية - موضوع. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن السيوطي (1974)، الإتقان في علوم القرآن ، صفحة 43، جزء 1. بتصرّف. ↑ أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة ، صفحة 3، جزء 183. بتصرّف. ↑ عبد الجواد خلف، مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن ، القاهرة:دار البيان العربي، صفحة 199.
بتصرّف. ↑ محمد أبو شهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة 2)، القاهرة:مكتبه السنة، صفحة 227-229، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة لقمان، آية:21 ↑ محمد معبد (2005)، نفحات من علوم القرآن (الطبعة 2)، القاهرة:دار السلام، صفحة 34-35. بتصرّف. ↑ نور الدين عتر (1993)، علوم القرآن الكريم (الطبعة 1)، دمشق:مطبعة الصباح، صفحة 66-67. بتصرّف. ماهي اخر سوره نزلت في مكه المكرمه. ↑ مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين (2002)، الموسوعة القرآنية المتخصصة ، مصر:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 592-593، جزء 1. بتصرّف. ↑ مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، صفحة 58-59. بتصرّف. ↑ حسن أيوب (2004)، الحديث في علوم القرآن والحديث (الطبعة 2)، الإسكندرية:دار السلام ، صفحة 25. بتصرّف.