قال مجاهد في قوله: ( ولم يكن له ولي من الذل) لم يحالف أحدا ولا يبتغي نصر أحد. ( وكبره تكبيرا) أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوا كبيرا. قال ابن جرير: حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا) الآية ، قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولدا ، وقال العرب: [ لبيك] لبيك ، لا شريك لك ؛ إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك. وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله لذل. فأنزل الله هذه الآية: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) وقال أيضا: حدثنا بشر ، [ حدثنا يزيد] حدثنا سعيد ، عن قتادة: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان [ ص: 131] يعلم أهله هذه الآية ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) الصغير من أهله والكبير. قلت: وقد جاء في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها آية " العز " وفي بعض الآثار: أنها ما قرئت في بيت في ليلة فيصيبه سرق أو آفة. والله أعلم. وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا بشر بن سيحان البصري ، حدثنا حرب بن ميمون ، حدثنا موسى بن عبيدة الربذي ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة قال: خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويدي في يده ، فأتى على رجل رث الهيئة ، فقال: " أي فلان ، ما بلغ بك ما أرى ؟ ".
تفسير: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) ♦ الآية: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (111). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ﴾ لم يكن له وليٌّ ينصره ممَّن استذلَّه من البشر ﴿ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ عظمه عظمةً تامَّةً. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ﴾ أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يحمده على وحدانيته، ومعنى الحمد لله هو: الثناء عليه بما هو أهله؛ قال الحسين بن الفضل: يعني: الحمد لله الذي عرفني أنه لم يتخذ ولدًا. ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ﴾ قال مجاهد: لم يذل فيحتاج إلى وليٍّ يتعزَّز به ﴿ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾؛ أي: وعظِّمْه عن أن يكون له شريك أو ولي. أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا نضر بن حماد أبو الحارث الوراق، حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمِعتُ سعيد بن جبير يُحدِّث عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول من يُدْعى إلى الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله في السراء والضراء)).
وقل الحمد لله. قرآن كريم القارئ الشيخ شريف مصطفى say thank God. - YouTube
آخر تفسير سورة النمل ولله الحمد والمنة ، وبه الثقة والعصمة.
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) وقوله: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا) لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة الأسماء الحسنى ، نزه نفسه عن النقائص فقال: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) بل هو الله الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد. ( ولم يكن له ولي من الذل) أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير ، بل هو تعالى [ شأنه] خالق الأشياء وحده لا شريك له ، ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له. قال مجاهد في قوله: ( ولم يكن له ولي من الذل) لم يحالف أحدا ولا يبتغي نصر أحد. ( وكبره تكبيرا) أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوا كبيرا. قال ابن جرير: حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا) الآية ، قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولدا ، وقال العرب: [ لبيك] لبيك ، لا شريك لك ؛ إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك. وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله لذل.
[١] فلمّا جاء الإسلام أبطل التبنّي ونُسب زيد إلى أبيه حارثة، وقد تزوّج زينب بنت جحش ابن عمّة رسول الله؛ ولكنّ هذا الزواج لم يدم طويلًا. وقد كان زيد يشتكي زينب لرسول الله فيجيبه بأن يصبر عليها وينصحه بعدم مفارقتها؛ ولكنّ الله -عزّ وجلّ- أوحى إلى رسوله الكريم أنّ زيدًا سيُطلّق زينب وسيتزوّجها الرسول. [١] إنّ المرأة التي أمر الله رسوله -عليه الصلاة والسلام- بالزواج منها هي زينت بنت جحش -رضي الله عنها- والتي كان قد تزوج بها زيد بن حارثة. وتخفي في نفسك ما الله مبديه الشيعة. [١] شبهة إعجاب الرسول بزينب ما أصل إعجاب النبي بزينب وهي ما زالت زوجة لزيد؟ إنَّ شبهة إعجاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بزينب هي واحدة من الإسرائيليَّات التي دسَّها يوحنّا الدمشقي بين التابعين، وقد كان ذلك في عهد بن الملك بن مروان وردَّها العلماء وهي من الباطل الذي لا نقاش فيه، فأمَّا القصة التي تناقلوها فهي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قصد بيت زيد في بعض أمرٍ له، فردَّت عليه زينب وعلى رأسها ما يستره، فجاءت الريح فأوقعت ما على رأسها فظهرت سافرة، فوقع إعجابها في قلب الرسول عليه الصلاة والسلام. [٢] وذكر كذلك -وهي من الأمور المردودة التي لا شكَّ فيها- أنَّ زينب قد وقعت في نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن تزوجها زيد بن حارثة، وقد كانت قبل ذلك لا تعجبه ويشعر بالجفاء نحوها، فقال سبحان مقلب القلوب، وتلك من الافتراءات الواضحة على سيد الخلق أجمعين، وهذه القصة تتعارض مع عصمته -عليه الصلاة والسلام- بل هي من القصص المؤذية بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- بيان أن من يعص الله ورسوله يخرج عن طريق الهداية إلى طريق الضلالة. 3- جواز عتاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم. 4- بيان شدة حياء الرسول صلى الله عليه وسلم. 5- بيان إِكرام الله لزيد بأن جعل اسمه يقرأ على ألْسِنَة المؤمنين إلى يوم الدين. 6- بيان إِفضال الله على زينب لما سلمت أمرها لله وتركت ما اختارته لما اختاره الله ورسوله فجعلها زوجة لرسول الله وتولى عقد نكاحها في السماء فكانت تفاخر نساءها بذلك. 7- تقرير حديث ما ترك عبد شيئاً لله الا عوضه الله خيراً منه. 8- إِبطال أحكام التَّبني التي كانت في الجاهلية. 9- تقرير نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وكونه خاتم الأنبياء فلا نبيّ بعده.