وَيُطْلَقُ الوَلاءُ فِي العَقِيدَةِ فِي بَابِ اعْتِقَادِ أَهْلِ السُنَّةِ وَغَيْرِهِ، وَيُرادُ بِهِ: (القُرْبُ وَالمَحَبَّةُ وَالنُّصْرَةُ لِلْغَيْرِ بِالقَوْلِ وَالفِعْلِ وَالقَصْدِ)، وَالوَلَاءُ فِي اللهِ: هُوَ مَحَبَّةُ اللهِ وَنُصْرَةُ دِينِهِ وَمَحَبَّةُ أَوْلِيَائِهِ وَنُصْرَتِهِمْ. جذر الكلمة: ولي المراجع: كتاب العين: (365/8) - تهذيب اللغة: (324/15) - معجم مقاييس اللغة: (141/6) - تحفة المحتاج في شرح المنهاج: (375/10) - معجم مقاييس اللغة: 141/6 - رد المحتار على الدر المختار: 91/1 - بدائع الصنائع: 160/4 - مغني الـمحتاج فـي شرح الـمنهاج: 506/4 - المبدع في شرح المقنع: 269/6 - الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف: 119/7 -
{إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافونهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتُضمروا لهم العداوة، ولا تُشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل). والنصوص في ذلك كثيرة، وسيأتي غيرها في المبحث الآتي:. أدلّته من السنة: أمّا في الولاء، فيقول صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفهم مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تَدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى». وقال صلى الله عليه وسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بَعْضُه بعضًا». وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يُسْلِمُه». وقال صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنّةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أولا أدلّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم». المقصود بالولاء والبراء - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأمّا في البراء، فيقول صلى الله عليه وسلم في حديث جرير بن عبد الله البجلي، عندما جاء ليبايعه على الإسلام، فقال جريرٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، اشْترطْ عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أُبَايِعُك على أن تعبد الله ولا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقيمَ الصلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتنصحَ المسلم، وتفارقَ المشرك» وفي رواية: «وتبرأ من الكافر».. الاستدلال للولاء والبراء بالإجماع: لا شك أنّ أمرًا هذا هو ظهوره في أدلّة الكتاب والسنّة، اجتمع فيه أن يكون حُكمًا مقطوعًا به، لكونه قطعيَّ الثبوت والدِّلالة، مع تضافر الأدلّة وتواردها عليه أنه سيكون من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة.
هذه سُنّةٌ كونيّةٌ مشاهدةٌ، لا تحتاج إلى استدلال، بغير شاهد الوُجُود المرئيّ المعلوم. ولا يقتصر هذا الصِّراع بين الأديان فقط، بل بين كل مبدأين أو مذهبين متعارضين. فهذا في العصر الحديث الصِّراعُ الذي كان محتدمًا بين الاشتراكيّة والرأس ماليّة، ولم يزل. وهذا الصراع بين الديمقراطيّة والدكتاتوريّة وأنظمة الحكم الأخرى. معنى : الولاء. بل هذا الصِّراع في الأنظمة الديمقراطية بين الأحزاب المختلفة. إن اعتقاد المرء أنه على حقّ في مسألةٍ ما، وأن من خالفه على باطل، واعتقادَ المخالِف في نفسه أنه هو الذي على الحق، لابد أن يُحدث بين الاثنين تفاصُلًا وعدمَ التقاء، بقدر أهميّة المسألة المختَلفِ فيها. ولن يزول هذا التَّفَاصُل إلا بهلاك المختلفَيْنِ، أو أحدهما، أو بأن يتابع أحدهما الآخر ويترك ما كان عليه. لذلك كان مُعْتَقَدُ الولاء والبراء في الإسلام مرتبطًا بوجود الإسلام، فما دام في الأرض مسلمٌ موحِّد، وفي الأرض كافر أو مشرك فلابد من أن يكون هناك ولاءٌ وبراء، لا من قبل المسلم وَحْدَهُ، بل من قِبَل مُخالِفِه أيضًا. ولمّا كان الإسلام دينَ الله تعالى، وما سواه أديانًا باطلةً، ولمّا كان الإسلامُ دينًا تشملُ أحكامُه شؤونَ الحياة الدنيا والآخرة جميعَهما، ويحتكمُ إليه المسلم في كل معتقداته القلبيّة وأقواله وأفعاله، وهو مرجعه في تحديد طبيعة علاقاته الفرديّة والاجتماعية مع المسلمين وغير المسلمين كان لابد أن تكون لعقيدة الولاء والبراء فيه مكانةٌ عظمى، بل هي مكانةٌ مرتبطةٌ بأصل الإيمان، فلا بقاء للإيمان بغير ولاء وبراء، وذهاب الولاء والبراء يعني ذهاب الإيمان كله رأسًا.
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده}، فيصل المطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً: { فمن عُفِيَ له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}، فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل -قتل المؤمن عمداً- من أعظم الكبائر، وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}، إلى قوله: { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}، فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية. فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم وهم الثلاثة الذين خلِّفوا، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً رضي الله عنه دخل على ابن عمه أبي قتادة رضي الله عنه وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام.
الحمد لله. الولاء والبراء أصل من أصول التوحيد الولاء والبراء أصل من أصول التوحيد، ثابت بلفظه ومعناه.
يقول ابن حزم "واتفقوا أن الوفاء بالعهود التي نصَّ القرآنُ على جوازها ووجوبها، وذُكرت بصفاتها وأسمائها، وذُكرت في السنة كذلك، وأجمعت الأمّة على وجوبها أو جوازها، فإن الوفاء بها فرضٌ، وإعطاؤها جائز" (١). * رابعًا: نصرة المستضعفين من المسلمين واجبة لكنها لا تجوز إذا كان ثم عهد بين المسلمين وهؤلاء والكفار وفاءً بالعهد والميثاق لقول الله - عَزَّ وَجَلّ -: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} وكما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلح الحديبية مع أبا جندل وأبا بصير ومن معهما من المستضعفين لمَّا كانوا على سيف البحر وكان كفار قريش لهما محاربين وبالنسبة لأهل المدينة كفارا معاهدين. * خامسًا: اتباع الإمام فيما يحكم فيه في ترك نصرة بعض المسلمين في بعض البلدان بسبب الوفاء بالعهود إذ من المعلوم أنه يصح في الاضطرار تعدد الأئمة وقد قرر صحة ذلك علماء الأمة المجتهدين والموالاة الواجبة لأهل الإسلام إذا كان أمرهم على إمام واحد وأمر الأمة مجتمعة عليه وأما مع تعدد الأئمة فكل ولاية أو بلد لها عهود ومواثيق يختلف باختلاف إمامه وسلطانه فإن انتقاض العهد مع كافر لا يلزم منه انتقاض عهد ذلك الكافر مع جميع دول المسلمين.
الولاء للوطن لأسباب عدة سعت الدول الحديثة إلى تكريس مفهوم المواطنة بين رعاياها من خلال المدرسة والإعلام وجعل الوطن الرب الأعظم للرعية بحيث يكون الانتماء إليه هو العامل الأهم في التعامل بين الناس. وعليه ينقسم الناس إلى هويتين بحسب انتماءهم للوطن، مواطن وأجنبي. المواطن أخو المواطن ولهم نفس الحقوق والواجبات، التي يقرونها لبعضهم البعض. في المقابل الأجنبي ليست له تلك الحقوق ولا يتمتع بالأخوة التي يتمتع بها المواطن، فهو ليس منا ولسنا منه. وهكذا استبدل الولاء والبراء على أساس الإيمان عندنا إلى الولاء والبراء على أساس الوطن. المراجع ١ – العين المجلد ٨ الصفحة ٣٦٥. ٢- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية المجلد ٦ الصفحة ٢٥٢٨-٢٥٣٠ بتصرف يسير. ٣- الممتحنة: ١ ٤- الشعراء: ٢١٦ ٥- التغابن: ٢ ٦- المائدة: ٥١ ٧- المائدة: ٥٧ ٨- المائدة: ٥٥-٥٦ ٩- الكافرون: ١-٦ ١٠- الأنعام: ٧٨-٧٩ ١١- البقرة: ٢٥٦ تحميل البحث بصيغة PDF