وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى منها: أنها نزلت في الوليد بن المغيرة، كان قد سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس إليه ووعظه، فهمّ أن يدخل في الإسلام. فعاتبه رجل من المشركين، وقال له: أتترك ملة آبائك؟ ارجع إلى دينك، واثبت عليه، وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة، لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال. فوافقه الوليد على ذلك، ورجع عماهم به من الدخول في الإسلام، وأعطى بعض المال لذلك الرجل، ثم أمسك عن الباقي، وبخل به، فأنزل الله- تعالى- هذه الآيات... والاستفهام في قوله- تعالى-: أَفَرَأَيْتَ... تفسير قول الله تعالى: ( أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى ). للتعجيب من حال هذا الإنسان، الذي أعرض عن الحق، بعد أن عرف الطريق إليه. أى: أفرأيت- أيها الرسول الكريم- حالا أعجب من حال هذا الإنسان الذي تولى عن الهدى، ونبذه وراء ظهره، بعد أن قارب الدخول فيه. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ يقول تعالى ذاما لمن تولى عن طاعة الله: ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى) [ القيامة: 31 ، 32] ، ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى الآيات. لما بين جهل المشركين في عبادة الأصنام ذكر واحدا منهم معينا بسوء فعله. قال مجاهد وابن زيد ومقاتل: نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين ، وقال: لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار ؟ قال: إني خشيت عذاب الله; فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
تفسير و معنى الآية 33 من سورة النجم عدة تفاسير - سورة النجم: عدد الآيات 62 - - الصفحة 527 - الجزء 27. افرأيت الذي تولى || تلاوة بديعة للشيخ عبدالله الجهني - YouTube. ﴿ التفسير الميسر ﴾ أفرأيت -أيها الرسول- الذي أعرض عن طاعة الله وأعطى قليلا مِن ماله، ثم توقف عن العطاء وقطع معروفه؟ ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «أفرأيت الذي تولى» عن الإيمان ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب الله فضمن له المعير له أن يحمل عنه عذاب الله إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع. ﴿ تفسير السعدي ﴾ إلى آخر السورة يقول تعالى: أَفَرَأَيْتَ قبح حالة من أمر بعبادة ربه وتوحيده، فتولى عن ذلك وأعرض عنه؟ ﴿ تفسير البغوي ﴾ قوله - عز وجل -: ( ( أفرأيت الذي تولى) نزلت في الوليد بن المغيرة ، كان قد اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - على دينه فعيره بعض المشركين وقال له: أتركت دين الأشياخ وضللتهم ؟ قال: إني خشيت عذاب الله ، فضمن الذي عاتبه إن هو [ وافقه] أعطاه كذا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ، فرجع الوليد إلى الشرك وأعطى الذي عيره بعض ذلك المال الذي ضمن ومنعه تمامه ، فأنزل الله - عز وجل - " أفرأيت الذي تولى " أدبر عن الإيمان. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ذكر المفسرون روايات في سبب نزول قوله- تعالى-: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى.
وروى القرطبي عن السدي: أنها نزلت في العاصي بن وائل السهمي ، وعن محمد بن كعب: نزلت في أبي جهل ، وعن الضحاك: نزلت في النضر بن الحارث. ووقع في أسباب النزول للواحدي والكشاف أنها نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح حين صد عثمان بن عفان عن نفقة في الخير كان ينفقها - أي قبل أن [ ص: 128] يسلم عبد الله بن سعد - رواه الثعلبي عن قوم. قال ابن عطية: وذلك باطل وعثمان منزه عن مثله ، أي: عن أن يصغي إلى ابن أبي سرح فيما صده. فأشار قوله تعالى ( الذي تولى) إلى أنه تولى عن النظر في الإسلام بعد أن قاربه. وأشار قوله وأعطى قليلا وأكدى إلى ما أعطاه للذي يحمله عنه العذاب. وليس وصفه ب " تولى " داخلا في التعجيب ولكنه سيق مساق الذم ، ووصف عطاؤه بأنه قليل توطئة لذمه بأنه مع قلة ما أعطاه قد شح به فقطعه. وأشار قوله " وأكدى " إلى بخله وقطعه العطاء يقال: أكدى الذي يحفر ، إذا اعترضته كدية ، أي: حجر لا يستطيع إزالته. وهذه مذمة ثانية بالبخل زيادة على بعد الثبات على الكفر فحصل التعجيب من حال الوليد كله تحقيرا لعقله وأفن رأيه. وقيل المراد بقوله وأعطى قليلا أنه أعطى من تقبله وميله للإسلام قليلا ، وأكدى أي انقطع بعد أن اقترب كما يكدي حافر البئر إذا اعترضته كدية.
وما ابتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلا إبراهيم، قال الله ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ فكتب الله له براءة من النار. ⁕ حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ ما فُرِض عليه. وقال آخرون: وفى بما رُوي عن رسول الله ﷺ في الخبر الذي ⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا رشدين بن سعد، قال: ثني زيان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أنس، عن أبيه، قال: كان النبيّ ﷺ يقول: " أَلا أُخْبِرُكُمْ لِمَ سَمَّى اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ الَّذِي وَفَّى؟ لأنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ... ﴾ حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ". وقال آخرون: بل وفى ربه عمل يومه. ⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا الحسن بن عطية، قال: ثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزبير عن القاسم، عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ قال: " أتدرون ما وَفَّى"؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: وفَّى عَمَل يَوْمِهِ أرْبَعَ رَكعَات في النَّهارِ". وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: وفى جميع شرائع الإسلام وجميع ما أُمر به من الطاعة، لأن الله تعالى ذكره أخبر عنه أنه وفى فعم بالخبر عن توفيته جميع الطاعة، ولم يخصص بعضا دون بعض.