الحمد لله. أولا: الذي ينبغي للمسلم أن يحسن ذكره لله تعالى ، حتى يجد ثمار الذكر وتتحقق مقاصده، ولا يتحقق ذلك إلا إذا صاحب الذكر باللسان الذكر بالقلب، ولا يكتفي الذاكر بمجرد تحريك اللسان والشفتين. هل يجوز ذكر الله في الخلاء. قال الله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال /2. فثمار الذكر من الخشية وزيادة الإيمان لا تكون إلا عن تدبر وتفكر. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي: خافت ورهبت، فأوجبت لهم خشية الله تعالى الانكفاف عن المحارم، فإن خوف الله تعالى أكبر علاماته أن يحجز صاحبه عن الذنوب. ( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) ووجه ذلك: أنهم يلقون له السمع ، ويُحضِرون قلوبهم لتدبره ، فعند ذلك يزيد إيمانهم، لأن التدبر من أعمال القلوب، ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير، واشتياقا إلى كرامة ربهم، أو وجلا من العقوبات، وازدجاراً عن المعاصي، وكل هذا مما يزداد به الإيمان " انتهى، من "تفسير السعدي" (ص 315).
أو تكون بالاستدلال بآثار هذا الشيء على معرفته ومعرفة صفاته ؛ فإذا لاحظ الإنسان دقة هذا الكون وبديع صنعه من ذراته إلى مجراته وتأمل في ذلك علم أن خالقه عظيم وحكيم وقادر.. ومتصف بكل كمال يليق به ومنزه عن كل نقص ؛ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا يشبه أحدا من خلقه ولا يشبهه أحد من خلقه ؛ فكل ما يخطر بالقلب من التصورات.. فإن الله عز وجل بخلافها، ولا يمكن لعقل الإنسان الكليل أن يحيط بالخالق العظيم الجليل كما قال سبحانه وتعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {طـه:110}.
نعلم أن الله روح وليس له صفات جسدية. ولكن هذا لا يحد من كيفية إختيار الله أن يظهر نفسه للبشر. يحتوي الكتاب المقدس كل ما أعلنه الله للبشر عن نفسه، ولذلك هو المصدر الموضوعي الوحيد للمعلومات عن الله. وبالنظر إلى ما يخبرنا الكتاب المقدس، فهناك بعض الملاحظات الهامة بشأن الشكل الذي أعلن به الله نفسه للبشر. توجد في الكتاب المقدس حوالي 170 إشارة إلى الله "الآب". وبطبيعة الحال، يجب أن يكون الفرد ذكراً ليصبح أباً. لو كان الله قد إختار أن يظهر نفسه في صورة إمرأة لكانت كلمة "الأم" قد وردت مكان كلمة "الآب". ويستخدم العهدين القديم والجديد الضمير المذكر مراراً وتكراراً في الإشارة إلى الله. أشار يسوع المسيح نفسه إلى الله كالآب عدة مرات، واستخدم ضمير المذكر مرات عديدة للإشارة إلى الله أيضاً. ففي الأناجيل الأربعة وحدها إستخدم المسيح كلمة "الآب" في إشارة مباشرة لله ما يقرب من 160 مرة. ووالجدير بالذكر أنه يقول في إنجيل يوحنا 30:10 "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ". ومن الواضح أن يسوع المسيح جاء آخذاً صورة رجل بشري ليموت على الصليب لدفع ثمن خطايا العالم. ومثل الله الآب فقد أعلن يسوع نفسه للعالم آخذاً صورة رجل. هل الصلاة على النبي من ذكر الله بدعة. وتسجل كلمة الله مرات أخرى عديدة إستخدم فيها المسيح صيغة المذكر في الإشارة إلى الله.
السؤال الجواب بالتدقيق في الكتاب المقدس تظهر لنا حقيقتان: الحقيقة الأولى، أن الله روح، وليس له صفات أو حدود بشرية. والحقيقة الثانية، تتفق كل الأدلة الموجودة في الكتاب المقدس أن الله أظهر نفسه للبشرية في صورة ذكر. وفي البداية، يجب علينا أن نفهم حقيقة طبيعة الله. من الواضح أن الله شخص، فلديه صفات شخصية مثل العقل والإرادة والذكاء والعواطف. ويستطيع الله التواصل وله علاقات، كما أن أعمال الله الشخصية واضحة من خلال الكتاب المقدس. وكما يقول إنجيل يوحنا 24:4 "اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا". وحيث أن الله كائن روحاني، فليس لديه صفات جسدية بشرية. ولكن، في بعض الأحيان تضفي التعبيرات التشبيهية المستخدمة في الكتاب المقدس صفات بشرية على الله لتساعد الإنسان على فهم الله. ويسمى نسب الصفات البشرية إلى الله "التجسيم". والتجسيم ببساطة هو وسيلة يمكن بها لله (الكائن الروحي) توصيل حقيقة طبيعته للبشر، وهم الكائنات الجسدية. هل ذكر الله يغفر الذنوب. وحيث أن الإنسان كائن مادي، فنحن محدودين في إدراكنا لما هو أبعد من النطاق المادي؛ وبالتالي يساعدنا إستخدام "التجسيم" في الكتاب المقدس على فهم من هو الله.
أما الفعل المضارع في الآية الكريمة فهو دليل دامغ على تكرار الاطمئنان، وتجديده، أما عن آداب الذكر فتتمثل فيما يلي: في البداية يجب أن يستشعر الفرد عظمة وقوة الله عز وجل. من المهم أن يحرص المؤمن على طلب العون من الله عز وجل والاستعانة به دائمًا على الذكر، فبرحمته عز وجل يُلهم الإنسان على الذكر. هل يجوز الحب في الله بين ذكر وأنثى؟ - موضوع سؤال وجواب. من المهم التماس الأوقات المناسبة للذكر والدعاء مثل يوم الجمعة وبه يفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقت هطول المطر، الثلث الأخير من الليل، بين الأذان والإقامة. استقبال القبلة من الأمور المهمة لذكر الله تعالى والدعاء. من المستحب أن تكون رائحة الفم عطرة، ويمكن استعمال السواك لتطبيق وتحقيق هذا الأمر. من المهم أيضًا أن يكون المرء على طهارة أو متوضأ إذا كان على جنابة، وفي حالة حيض المرأة ونفاسها. الذكر هو وسيلة لاطمئنان القلوب ويجب اللجوء إليه في جميع حالات الإنسان، فبالذكر يشعر الإنسان بأنه في كامل قوته فهو في معية الله.