في الحديث القُدُسي: «إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر»، فمعاملة الله لعبده تدور مع الظن، فإذا أحسن ظنه بربه بلَّغه ما أمَّل، وإذا تشاءم وأساء الظن بالله فالعقوبة إليه أسرع والشر منه اقترب. في الحديث القُدُسي: « إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر »[1]. فمعاملة الله لعبده تدور مع الظن، فإذا أحسن ظنه بربه بلَّغه ما أمَّل، وإذا تشاءم وأساء الظن بالله فالعقوبة إليه أسرع والشر منه اقترب. جاء في عمدة القاري: "قوله أنا عند ظن عبدي بي يعني: إن ظنَّ أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك، وإن ظن العقوبة والمؤاخذة فكذلك، ويقال: إن كان فيه شيء من الرجاء رجاه لأنه لا يرجو إلا مؤمن بأن له ربا يجازي، ويقال: إني قادر على أن أعمل به ما ظنَّ أني عامله به، وقال الكرماني: وفيه إشارة إلى ترجيح جانب الرجاء على الخوف"[2]. وحسن الظن بالله معناه ظن الإجابة عند الدعاء ، وظن القبول عند التوبة ، وظن المغفرة عند الاستغفار ، وظن مجازاة الله لعبده خير الجزاء عند أداء الطاعة بشروطها، ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنا بأن الله سيقبله ويغفر له، لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد، فإن اعتقد ضدَّ ذلك فهو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر.
الخميس 24/مارس/2022 - 02:16 م الدكتور علي جمعة قال الدكتور علي جمعة ، المفتي السابق للجمهورية، إن حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مع حبر الأمة عبد الله بن عباس "احفظ الله يحفظك... " حديث جامع، موضحًا أنه "إذا سألت فاسأل الله"، لخصت كل سلوك الإنسان في علاقته مع الله وفي عزته مع الخلق، لا تطلب من الخلق شيئًا، ولا تخف إلا من الله وتوكل على الله حق توكله، وتوكل على الله حق التوكل وكن في رضا وتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، فإنه لا يكون في كونه إلا ما أراد. لا تخاف إلا الله وأضاف "اعلم أن النصر مع الصبر"، هذه الكلمة وحدها تكتب بماء الذهب، الصبر والنصر أخوان متلازمان، لذلك لا تيأس وأمل في وجه الله خيرا، قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، لذلك فأحسن الظن بربك حتى تراه أمامك تجاهك. وكتب علي جمعة تدوينة علي الفيس بوك "عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت خلف النبي - ﷺ - يومًا فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاسعتن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".
وأردف: من أحسن الظن بربه، سخَت نفسه، وجاد بماله؛ موقناً بقوله تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}؛ فالله سبحانه يعامل عباده على قدر ظنونهم به، والجزاء من جنس العمل؛ فمن ظن خيراً فله ذلك، ومن ظن سواه فلا يلومن إلا نفسه، قال عليه الصلاة والسلام: (قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء، إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله) رواه أحمد.
قد أوتيت سؤلك ياموسى" سبع حاجات أجابها الله دفعة واحدة. احشد رغباتك وأكثر سؤالاتك واهتف بكل حاجاتك رب لحظة يقال لك قد أوتيت سؤلك. "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" لا شئ يضخ فينا طاقة الدعاء مثل شعورنا بقرب ربنا. قربه أعظم من تقصيرنا وأكرم من بؤسنا وذنوبنا يا قريب يارب. "قَالَ وَمَنْ (يَقْنَطُ) مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا (الضَّالُّونَ)" اليأس ضلالة. فيك من الهداية بقدر ثقتك برحمة ربك. {فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته} ناموا متفائلين فاستيقظوا وقد تغير العالم،
ورواه الترمذي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به. وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الإمام مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول: دعوت فلم يستجب لي ". أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك ، به. وهذا لفظ البخاري ، رحمه الله ، وأثابه الجنة. وقال مسلم أيضا: حدثني أبو الطاهر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ". قيل: يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ قال: " يقول: قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويترك الدعاء ". وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد ، حدثنا ابن هلال ، عن قتادة ، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ". قالوا: وكيف يستعجل ؟ قال: " يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي ". وقال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره: حدثني يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، حدثني أبو صخر: أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها قالت: ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب ، حتى تعجل له في الدنيا أو تدخر له في الآخرة ، إذا لم يعجل أو يقنط.
فكان عبد الله بن عمرو إذ أفطر دعا أهله ، وولده ودعا. وقال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه في سننه: حدثنا هشام بن عمار ، أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن إسحاق بن عبيد الله المدني ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ". قال عبد الله بن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. وفي مسند الإمام أحمد ، وسنن الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ".
وأضاف: في أشد الضيق وأحلكه لا يفارقه حسن الظن بربه؛ إذ أخرج من مكة وفي الطريق أوى إلى غار، فلحقه الكفار وإذا بهم حوله؛ فيقول لصاحبه مثبتاً إياه: {لا تحزن أن الله معنا} قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا؛ فقال (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) رواه البخاري.. ومع ما لاقاه من أذى وكرب وإخراج من بلده وقتال من كل جانب؛ فإنه واثق ببلوغ هذا الدين إلى الآفاق على مر العصور، وكان يقول: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل) رواه أحمد. وأردف: الصحابة رضوان الله عليهم أشد الخلق يقيناً بحسن ظنهم بالله بعد الأنبياء، فقال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} مورداً قول عمر رضي الله عنه: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أن نتصدق؛ فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً؛ فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟) قلت: مثله، وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟) قال: أبقيت لهم الله ورسوله.
جاء وفد منهم إلى المدينة فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه قوم من بني تميم فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميم. قالوا: بشرتنا فأعطنا. -هكذا عادة في الجفاة- فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم. فقالوا: قد قبلنا. ماذا قال الرسول عن اليمن – المحيط. جئناك لنسألك عن أول هذا الأمر ثم لما وفدوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: جاءكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة ؛ يعني: أنهم تدخل الموعظة إلى قلوبهم؛ لرقتهم ولينهم وليس في قلوبهم شيء من النظرة ولا من القسوة، ثم زكاهم بقوله: الإيمان يمان والحكمة يمانية الإيمان يعني: الأصل أنهم فيهم الإيمان، وفيهم الحكمة التي هي الحكمة كلام قيم لطيف. والحاصل أنه زكاهم بهذه الأحاديث. كذلك ذكر أيضا غيرهم بقوله: إن السكينة في أهل الغنم ( 1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أتاكم أهل اليمن, هم ألين قلوبا وأرق أفئدة, الإيمان يمان والحكمة يمانية, ورأس الكفر قبل المشرق} [ ص: 552] ( 2) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود قال: { أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: إن اليمن هاهنا, وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل في ربيعة ومضر}.
وفي الحديث الثاني من حديث جابر أن النبي ﷺ قال: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة هذا يدل على أن تركها كفر أكبر؛ لأنه قال الكفر والشرك والكفر معرف والشرك معرف، الأصل فيه الكفر الأكبر والشرك الأكبر، فبين الكفر الأكبر والشرك الأكبر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر. وهكذا جاء في حديث بريدة فيما رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح عن بريدة عن النبي ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ، والحديث رواه أحمد وأهل السنن أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح عن بريدة بن حصيب الأسلمي عن النبي ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.
إن كثيرا من الأحاديث النبوية كانت حول اليمن وأهله ، وإن هذا ليعد تكريما ما من بعده تكريم وقد ورد عن لساد سيد الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا الصادق الأمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى يوم الدين. وهنا نورد بعضا من أحاديثه في أهل اليمن: ما أخرجه الحاكم في مستدركه و الطبراني في معجمه بإسناد صحيح على شرط مسلم عن عياض الأشعري رضي الله عنه قال: لما نزلت ' فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم '.. قال الرسول صلى الله عليه و سلم: هم قومك يا أبا موسى.. و أومأ برأسه إلى أبي موسى الأشعري اليماني رضي الله عنه و أرضاه. و لما جاء أهل اليمن للرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم يعلنون إسلامهم فرح بذلك فرحا شديدا.. فقد أخرج النسائي في سننه ' كتاب التفسير ' و ابن حبان في موارد الظمآن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم أهل اليمن على رسول الله عليه الصلاة و السلام في المدينة قال رافعا صوته: ' الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله و جاء فتح الله و جاء أهل اليمن فقال بعض الصحابة: ' و ما أهل اليمن ؟! '