بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد... وقفات تربوية مع سورة الماعون, للمرحلة الجامعية. " سور الماعون سورة مكية, آياتها سبعة, ترتيبها في النزول 17 " المقدمة: إن سورة الماعون ذات الآيات السبع القصيرة تعطينا حقيقة باهرة لطبيعة هذه العقيدة, وللخير الهائل العظيم المكنون فيها لهذه البشرية, وللرحمة السابغة التي أرادها الله, موضحة أن هذا الدين لا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر ما لم تكن صادرة عن الإخلاص لله المؤثر في القلب المتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الأرض وترقى. كذلك توضح تكامل المنهج الرباني في تعاون عباداته وشعائره وتكاليفه الفردية و الإجتماعية التي تعلمنا طهارة القلوب والتعاون والتكافل الذي يصلح الحياة ويجعل المجتمع كالجسد الواحد. سورة الماعون كتابة. (1) الآيات من (1-3) فبدأت السورة باستفهام عجيب " أرأيت الذي يكذب بالدين " ؟! وكأن من يكذب بالدين كثير... ممكن أن يراه أي أحد إذا عرف صفاته... ثم إن كلمة أرأيت التي فيها إشارة للبصر؛ تفضح من يكذب بالدين بقلبه نفاقا وتنبئنا عن أفعاله حتى نعرفه بها.. وابتداء السورة بالاستفهام من أروع أساليب تشويق السامع أو القارئ للجواب فهو ينبئ عن أهمية الموضوع أو خطورته.
مرحباً بالضيف
والجواب المفاجئ غير المتوقَّع: ﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾، الفاء هي الفصيحة؛ أي: إنْ أردت أنْ تقفَ على ذلك وتعرفَه، فهو الشَّخصُ الذي يُكذِّب بالدِّين، فهنا إيجازٌ بالحذف في جملة الشَّرط، استعجالاً لبيانه وتمييزه للناس، فيعرفونه، ويتجنَّبون فِعاله وصِفاته.
فالجنون والفساد في عضو والبله وقطع اليد والعناء في القلب والوجع في عضو وضعفه وهلاكه: كلّها من مصاديق ذلك الأصل. وأما طينة الخبال: اي مادّة الهوان والاسترخاء في القوى الروحانيّة والشخصيّة الموجودة في يوم القيامة. وهذا الحديث يفسّر الآية الكريمة السابقة- { كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]. ما هو معنى طينة الخبال – صله نيوز. ومفهوم الخبل قريب من الخبط والخبت. { لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران: 118]. - اى لا يقصرون ولا يسامحون في الخبال عليكم وإيراد الهوان والضعف والاسترخاء فيكم ، ويؤيّد هذا المعنى آخر الآية- { وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118] - اى يحبّون المشقّة والضرر عليكم. { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [التوبة: 47] - اى لا يزيد ولا يؤثّر خروجهم فيكم الّا الاسترخاء والهوان فيكم من جهة الارادة وقوّة الايمان. ويدلّ على هذا المعنى آخر الآية- { وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} [التوبة: 47] - اى ويجعلون أنفسهم في خلالكم يطلبون الفتنة ثمّ انّ الأصل في مفهوم الخبل أن يستعمل في استرخاء القوى الباطنيّة من الإنسان ، كاسترخاء العقل والفكر والارادة والصبر والتدبير وغيرها ، وبهذا يظهر الفرق بين هذه المادّة ومادّة الضعف والاسترخاء والهوان وغيرها.
الخمور والمخدرات خسارة ووبال ودمار تذهب الدين والدنيا، وتدمر الجسد والعقل، وتحرمك عملك وأسرتك، وتفسد عليك حياتك ومعاشك، وتسلبك دينك وإيمانك. الخطبة الأولى أما بعد: فإن الله تعالى أمر عباده أن يتناولوا الطيبات وأن يجتنبوا الخبائث فقال عن نبيه صلى الله عليه وسلم: { يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف:157]. وإن من أعظم الخبائث الخمور بأنواعها وأصنافها، قال تعالى مبينًا خبثها وضررها: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:90-91]. فوصفها بالرجس أي الشيء النجس النتن، والخمر نجسة نجاسة معنوية بالاتفاق، ونجسة نجاسة حسية عند كثير من العلماء. مامعنى (ردغة الخبال )المذكوره في هذا الحديث. وبينها أنها من عمل الشيطان أي هو الذي يزينها للناس ويرغبهم فيها ليشربوها؛ لأنه عدو مبين والخمر من أسباب هلاك شاربها دنيا وآخرة، ولهذا حذرنا الله من خطواته، فقال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ.
وجمع بخيل بُخَلاء، وجمع باخِل بُخّال. ورجل أبلخُ، وهو المتكبّر. قال أبو زيد: لم أسمعه في المؤنث. قال الراجز: «بسامياتٍ لقُـروم الـبـذَّخ*** بكل قَرْم للقُرومَ مِصْمَـخ» «أبْلَخَ لا بَن هو فوق الأبْلَخ» لا بل ولا بن واحد. وأنشد: «يقول أهل السُّوق لمّا جِينا*** هذا وعَهْدِ اللّه إسرائينـا» أراد إسرائيل لأنه جاء بضَبّ يبيعه فقيل: هذا قد مسُخ من بني إسرائيل. والبَليخ: موضع، ولا أحسبه عربيًا صحيحًا. والخَبْل والخَبَل أصله من الجنون لأن الجنَّ يسمون الخابِل، ثم سَمَوا العاشق مَخبولًا تشبيهًا بذلك. والخَبال أصله النقصان مثل التَّباب، ثم صار الهلاك خَبالًا. وزعم المفسرون في قوله عزَّ وجلَ: "لو خَرَجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خَبالًا، أي وَهْنًا؛ هكذا قال أبو عُبيدة. وقال آخرون: إن طِينةَ الخَبال موضع في جهنَّمَ، واللّه أعلم. ورجل مخبول ومختبَل. والخَبال: داء يصيب الإنسان تسترخي منه مَفاصلُه. وأخْبَلْتُ الرجلَ، إذا أعطيته عن غير سؤال. قال زهير: «هنالك إن يُستخبَلوا المالَ يُخْبِـلـوا*** وإن يسْألوا يُعْطوا وإن يَيْسِروا يغْلوا» أي يشترون بالغَلاء. وأهل اليمن يقولون للرجل إذا رَثَوا له من عيب فيه: خَبالَيْهِ من كذا وكذا، أخرجوها مُخْرَجَ حَنانَيه وهَذاذَيه وما أشبه ذلك.