[٣] الحروب تعد الحروب من أخطر التهديدات التي قد يواجهها الأمن القومي في الدولة، وتشمل هذه التهديدات العدوان المُباشر وغير المُباشر، ولكن لا يتعين على الدولة المُعادية اتخاذ إجراءات عدوانية واضحة، فيُمكنها نشر الأسلحة والقواعد العسكرية البحرية والجوية بالقرب من دولة أخرى. كذلك تُستخدم الحروب البيولوجية لتهديد الأمن الوطني، فمثلًا سم الأعصاب البوتولينيوم توكسين البوتولينوم يُستخدم في تصنيع الأغذية ومُستحضرات التجميل وبيعها لدول أخرى، بينما كان هذا السلاح يُستخدم في الأسلحة خلال الحرب العالمية الثانية. [٣] الإرهاب ينتشر بعدة أشكال في عالمنا، ومشكلته أنه لا يُمثل رسميًا حكومة دولة معينة، ولكن قد ترعاه وتوجهه الدول الأخرى لتهديد الأمن الوطني من خلال مجموعات لا تمثلها بل ترعاها وتتسامح معها؛ وتسعى هذه الجماعات الإرهابية إلى إحداث الفوضى والاضطراب في البلد في أثناء نشر العنف الجسدي والنفسي، أو الإرهاب السيبراني الذي ظهر في آخر السنوات، ويكون عبر اختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف ونشر برامج ضارة، أو اختراق أجهزة شركات مُهمة للتسلل إلى أنظمتهما وسرقة معلومات سرية، وهذا النوع من الإرهاب يُصنف لثلاثة أشكال: [٣] الإرهاب البسيط غير المُنظم.
الإرهاب المُتقدم والمُنسق. مارثا محروس: إفطار الأسرة المصرية يجسد مفهوم المواطنة ولا فرق بين مسلم ومسيحي. الإرهاب العميق والمُعقد، الذي يهدف لإحداث اضطراب جماعي يستهدف شركة أو دولة بأكملها. الجرائم الإلكترونية الوطنية مُجرمي الإنترنت هم الخطر الرئيسي للجرائم الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات المؤثرة على الأمن القومي، وسواء كانوا مرتبطين أو غير مُرتبطين بحكومات وجماعات إرهابية فهم خطر كبير على الأمن القومي، فقد يسرقون المال ويبتزون المواطنين لحسابهم الشخصي. أما عن الجرائم الوطنية فهي نشأة جماعات داخل الوطن تهدف إلى الحصول على قوتها أو نفوذها أو مكاسبها المالية من خلال نشاط غير قانوني، وقد يصل خطرهم للدول الأخرى في محاولاتهم لبسط نفوذهم والقيام بالجرائم الخطرة مثل تجارة المخدرات والبشر. [٣] التهديدات الوبائية هي تهديدات طبيعية التي لا يتدخل فيها البشر، وأهمها تهديدات الأمراض الخبيثة والمُعدية، ولعل أبرزها جائحة الكورونا ( COVID-19) التي نعيشها الآن في جميع أنحاء العالم، والتي أضعفت بشكل كبير جميع أنظمة الصحة والاقتصادات العالمية، وتسببت في خسائر مهولة ومأساوية كزيادة عدد الوفيات، وانتشار البطالة بسبب تسريح عدد كبير من الموظفين من عملهم، فمثلًا في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت نسبة البطالة من 4% إلى 10% خلال عام 2020 بسبب وباء الكورونا، وبشكل خاص تأثر قطاع السياحة والسفر.
ما المقصود بالأمن الوطني؟ المعنى الحرفي للأمن الوطني أو القومي هو قدرة القوات المسلحة على الدفاع عن سيادة الأمة وحياة شعبها من أي هجمات عسكرية أو إرهابية وغيرها سواء داخل أو خارج البلاد؛ وذلك باستخدام الأدوات والأساليب العسكرية المتنوعة. المُصطلح الأكثر شمولية للأمن الوطني هو حيازة وسيطرة أُمَّة ما على سيادتها ومصيرها، وصلابتها السياسة والعسكرية، وتحديد قدرتها على مواجهة أي قوة خارجية اقتصاديًا أو عسكريًا أو شيء من هذا القبيل، ويوضِّح الأمن الوطني مدى إمكانية استخدام هذه الأمة لأدوات القوة سواء القوات المُسلحة وأسلحتها أو وسائل الإقناع الدبلوماسي الأخرى؛ إذ تشمل هذه الأدوات: وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات، والوكالات الحكومية المخصصة للدبلوماسية الداخلية والخارجية، ووكالات المُساعدات الخارجية، وما يتعلق الضوابط المالية الدولية. ويشمل الأمن الوطني على إرادة الشعب في استخدام القوة، ومُشاركتهم في الأمن العسكري والقوة الاقتصادية. مفهوم الامن الوطني و مجالاته. [١] بعض التعريفات للأمن الوطني تُركز على القُدرة العسكرية بشكل أكبر، وأن هذه القدرة لا يجوز استخدامها بالفعل وبشكل مباشر، وأنها متغيرة وتتأثر بجميع العوامل المحيطة بها كقوة الخَصْم وأساليبه العسكرية، والسبب في ذلك أنه يُمكن أن يؤدي استخدام القوة بشكل غير صحيح وغير ناجح إلى هيمنة قوة الأمة والشعب، فاستخدام القوة بشكل صحيح يُعزز من الأمن الوطني ويزيد قوة جميع الأجهزة ذات الصلة.
ابن زيدون وولادة كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا". وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء". وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير. وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".
[٢] انقلبت الأحوال بعد فترة وأدخله ابن جهور السجن؛ وذلك لاتهامه بالميل نحو المعتضد بن عبّاد، ممّا دفع ابن زيدون لاستعطافه برسائل خاصّة، إلّا أنّه لم يعطف عليه، فهرب واتّصل مع المعتضد صاحب إشبيلية، وتولّى وزارته، وفوّضه المعتضد مهام مملكته، وأقام فيها حتّى وفاته في إشبيلية في عهد المعتمد على الله ابن المعتضد.
أما كتابته في النثر فكانت متواضعة ولم يُذكر له الكثير، كان يُلقَّب ب(بحتريِّ المغرب). ولد ابن زيدون في قرطبة عام 1003م ومات أبوه وهو في الحادية عشرة من عمره، أمَّا عن وفاته فكانت بتاريخ 1071م إثر ما ألمَّ به من أمراض. شعر ابن زيدون تميَّز ابن زيدون بشعره، إذ كان أبرز شعراء الأندلس لما يمتلك من ذائقة لغوية وشعرية فريدة، ومدح به كلَّ من عرفه، إذ كان واسع الاطِّلاع على شعر المشرق، كما كان يأخذ ممن سبقوه من شعراء الأندلس إلّا أنَّه كان يحتفظ بشخصيَّته الشعرية المميزة. كان شعره يريح القلب ويهيمن عليه لتمكُنه من كتابة ما يلج في خاطره دون تصنِّعٍ وبلغة بسيطة سلسة لا عوَج فيها ولا التواء. المصدر:
أمها هي جارية إسبانية اسمها «سكرى» وقد ورثت منها بشرتها البيضاء وشعرها الأصهب وعينيها الزرقاوين وكانت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم. علاقتها بابن زيدون [ عدل] بعد مقتل أبيها الخليفة المستكفي جعلت ولاّدة دارها منتدى لرجال الأدب وانصرفت إلى اللهو.