فضل الصلاة على النبي محمد (ص) روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآله روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: من قال بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب قبل أن يثني رجله أو يكلم أحدأ: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صل على محمد النبي وعلى ذريته وعلى أهل بيته مرة واحدة، قضى الله تعالى له مائة حاجة،، سبعين منها للاخرة، وثلاثين للدنيا. روي عن النبي صلى الله عليه وآل وسلم جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهه فقال إنه جاءني جبرائيل فقال يقول الله تعالى أما ترضى يا محمد أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا. روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله إذا ذكر النبي فأكثروا الصلاة عليه، فإنه من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكته، ولم يبقى شيء مما خلقه الله إلا صلى على العبد لصلاة الله عليه وصلاة ملائكته، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله وأهل بيته. روي عن الإمام الصادق عليه السلام:أن من صلى على محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين صلى الله وملائكته عليه مئة مرة، ومن صلى عليه مئة مرة صلى الله وملائكته عليه الف مرة، ألم تسمع قوله تعالى) هو الذي يصلي عليكم وملئكته ليخرجكم من الظلمت إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ( الأحزاب /43.
ففعل ذلك الرجل ولم يلبث أياما حتى استغنى، واستفاد جيرانه من ذلك. روي عن النبي: أن من صلى عليه وآله خلق الله من ذلك القول ملكا جناحه الأول في المشرق والأخر في المغرب ورجلاه تحت الأرض ورأسه تحت العرش يأمره الله ان يدعو لعبده إلى يوم القيامة لصلاته على محمد وآله. وروي عن الإمام الصادق عليه السلام الصدقة ليلة الجمعة ويومها بألف، والصلاة على محمد وآله ليلة الجمعة بألفا من الحسنات، ويحط الله فيها ألفا من السيئات، ويرفع فيها ألفا من الدرجات، وإن المصلي على محمد وآله ليلة الجمعة يتلألأ نوره في السماوات إلى أن تقوم الساعة وإن ملائكة الله يتغفرون له، ويستغفر له الموكل بقبر رسول الله إلى ان تقوم الساعة روي عن رسول الله قوله من صلى علي ألف مرة بشر بالجنة قبل موته وروي أن الصلاة على محمد وآل محمد أمان من مرارة الموت، وأن من أكثر الصلاة على محمد وآل محمد هانت عليه سكرات الموت. روي عن الإمام الصادق عليه السلام:أن أيما مؤمن صلى على محمد وآل محمد، حضر عنده نور رسول الله ساعة احتضاره عندما لاينفعه أحد ولا يستطيع شيئا، فيضع فمه على فم المؤمن ويقبله، ويكون كمن هو في صحراء شديدة الحرارة واشتد به العطش فسقي بكأس من ماء أحلى من العسل وأبرد من الثلج.
الصلاة على محمّد وآل محمّد ((سيرة النبي الأكرم (ص))) أهميّة الصلوات يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾1. تمهيد أغلب الأدعية والمناجاة والزيارات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، تبدأ بالصلاة على محمّد وآل محمّد أو تختم بها، فالصلاة على النبيّ وآله من الآداب العامّة الّتي يراعيها الداعي قبل وبعد أيّ دعاء، والصلوات أيضاً قد يتكرّر ذكرها في أثناء المناجاة والأدعية، تماماً كما في كثير من أدعية الصحيفة السجّاديّة الواردة عن الإمام زين العابدين عليه السلام. وقد بلغت الصلوات درجة من الأهمّيّة حتّى أصبحت جزءاً من التشهّد، وتبطل الصلاة فيما لو تُركت عمداً، وهذا ما أشار له الشافعيّ وهو أحد الأئمّة الأربعة عند أهل السنّة في شعره بمدح أهل البيت عليهم السلام قائلاً: (1) كفاكم من عظيم القدر أنّكم من لم يصلّ عليكم لا صلاة له2 فالصلاة الّتي هي علاقة فرديّة وشخصيّة مع الله سبحانه نجد أنّه لا بدّ أن تُذكر الصلوات فيها، وهذا الوجوب في التشهّد ليس حكماً خاصّاً بأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وإنّما هو حكم متّفق عليه لدى الفريقين الشيعة والسنة.
قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: إنما اتخذ الله إبراهيم خليلا لكثرة صلاته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم روي النبي الأعظم اللهم صل على محمد وآل محمد قوله أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. روي عن النبي مما أوصى به أمير المؤمنين علي عليه السلام أن من صلى عليه في نهار أو ليل وجبت له شفاعته وإن كان من أصحاب الكبائر. روي عن الإمام الصادق عليه لاسلام من قال في يوم مائة مرة: رب صل على محمد وأهل بيته. قضى الله له مائة حاجة، ثلاثون منها للدنيا، وسبعون للآخرة سئل الإمام الصادق عليه السلام:كيف نصلي على محمد وآله؟؟ قال (( تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم روحمة الله وبركاته)). ثم سئل: فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة؟ وروي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام قوله: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما. وقال عليه السلام: الصلاة على محمد وآل محمد تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: الصلاة على النبي أمحق للخطايا من الماء والنار، والسلام على النبي أفضل من عتق رقاب.
4- زيادة الحسنات: عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: "وجدت في بعض الكتب: من صلّى على محمّد وآل محمّد كتب الله له مائة حسنة, ومن قال: صلّى الله على محمّد وأهل بيته, كتب الله له ألف حسنة"12. 5- تذهب بالنفاق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصلاة عليّ وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق"13. وعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام, قال: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنّها تذهب بالنفاق"14. * كتاب إلا رحمة للعالمين، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. الهوامش 1- سورة الاحزاب، الآية: 56. 2- ينابيع المودّة، ج 3، ص 103. 3- سورة الأحزاب، الآية: 23. 4- سورة الرحمن، الآية: 60. 5- المراقبات، السيد ابن طاووس، ج 1، ص 76. 6- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج7، ص194. 7- م. ن، ج7، ص195. 8- م. ن، ج7، ص197. 9- م. ن، ج7، ص194. 10- م. ن،ج7، ص196. 11- م. ن، ج7، ص192. 12- الوسائل م. س، ج7، ص196 13- م. ن، ج7، ص193. 14- م. ن، ج7، ص193. المصدر: /
وحقيقة المسألة هي أنّ الصلوات تعطينا الجرأة للحديث مع الله سبحانه وأن نطلب حاجاتنا في محضر العظمة الإلهيّة، وقبل أن نقوم بأيّ طلب لأنفسنا نبتدئ بطلب الرحمة لأحبّائه وأوليائه، وهذا الأسلوب هو المستخدم في ميدان المحبّة والعشق، حيث يستخدم أسلوب الإيثار ولغة المحبّة والرحمة، فكأنّنا نقول لأهل البيت عليهم السلام: "نحن وإن كنّا عين الفقر والحاجة، وغارقين في مستنقع الاحتياج، لكن مع ذلك نطلب من الله سبحانه أن يتفضّل عليكم بالرحمة والخير، وما هذا الدعاء والإيثار الصادر منّا إلّا إبرازاً وتعبيراً لشدّة محبّتنا لكم". إذاً عندما لم يكن أهل بيت النبوّة عليهم السلام بحاجة لدعائنا وطلبنا لهم من الله، ولكن دعاءنا لهم يشبه تصرّف الفقير المسكين الّذي يقف أمام دار أحد الأغنياء ويقول له: "الله يطيل عمرك ويعطيك الصحة والسلامة، الله يرزقك من ماله... " فإنّ هذا التصرّف من الفقير والطلب من الله سبحانه ليس إلّا للفت نظر الغنيّ، لذلك لا يقول الغنيّ أبداً: "إنّني سالم وصحّتي جيّدة وما عندي من مالٍ يكفيني و... " وذلك لأنّه يعلم أنّ هذا الفقير لا يستطيع عمل شيء غير هذا الدعاء، وهذا النحو من الأدعية لا يمكن تفسيرها وتحليلها بالطرق العقلية، وهي ليست سوى بيان للمحبّة وإبراز للعشق ولفت للانتباه.
الخطبة الأولى: الحمدُ للهِ الكريمِ المنانِ ذِي الفضلِ والإحسانِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه ومَنْ سارَ على نهجِه إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران: 102). عبادَ اللهِ: أَقبلتْ العشرُ الأولُ من شهرِ ذي الحجةِ وهيَ من المواسمِ الفاضلةِ التي أكرمنَا بها ربُّنا جلَّ وعلا، وبشَّرنَا بها نبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال: (مَا مِنْ أَيامٍ العملُ الصالحُ فيهَا أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيامِ) ـ يعني عشرَ ذي الحجِّة ـ قالوا: يا رسولَ اللهِ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: (ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه، ثُمَّ لم يرجعْ من ذلكَ بشيءٍ)(رواه البخاري). قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ: "والذي يظهرُ أنّ السببَ في امتيازِ عشرِ ذِي الحجةِ، لمكانِ اجتماعِ أمهاتِ العبادةِ فيه، وهي الصلاةُ والصيامُ والصدقةُ والحجُّ، ولا يأتي ذلك في غيرهِ".