ولكن اختيار الأمير إياهما يشير إلى دورهما في التغيير الثقافيّ لأيّ مجتمع قد لا يربطهما أفراده به. وهنا تكمُن خطورتهما. وهذا نفسه الذي نشهد مصاديقه في عصرنا الحاضر من خلال استفادة زعماء الحرب الناعمة من أدوات عدّة، منها الغذاء كأداة لتطبيع ضحيّتهم بثقافتهم الهجينة. •الصحّة في الغذاء السليم يعتبر الغذاء من مقوّمات الحياة، ومع السليم منه تستقيم صحّة المرء فيستطيع حينها أن ينطلق للقيام بجميع تكاليفه بكل جدّ ونشاط. لذلك، نرى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اللهمّ بارك لنا في الخبز ولا تفرّق بيننا وبين الخبز، فلولا الخبز ما صمنا ولا صلّينا ولا أدّينا فرائض ربّنا" (2). زيادة الشهوة عند المراة لاربع. وسواء كان الخبز في هذه الرواية معنيّاً به خصوص الخبز أو هو كناية عن كلّ أنواع الطعام، فإنّ الرواية تشير إلى أهميّة الطعام ودوره في قيام المرء بوظائفه الدنيويّة والعباديّة. روي عن الإمام الصادق عليه السلام في حديثٍ بليغٍ ومعبّرٍ للمفضّل بن عمر، جاء فيه: "واعلمْ يا مُفضّلُ أنّ رأس معاشِ الإنسانِ وحياتَهُ: الخبز والماء، فانظُر كيفَ دُبّرَ الأمرُ فيهما" (3). وما نشهده اليوم في الحرب الناعمة هو ضرب لصحّة الإنسان فيما يتعلّق بمفرَدَة الغذاء من خلال تأسيس لعلاقة ممسوخة مع الطعام قوامها اللذّة.
لذلك علينا الالتزام بما يلي: - أولاً: أن لا نكتفي بالحكم الفقهيّ، بل علينا بالورع عند الشبهات؛ لأنّ هذا العصر يتّسم برواج المفاسد وطغيان الترويج الإعلاميّ الكاذب الذي لا يشير إلى كلّ حقائق المنتوجات الغذائيّة المصنّعة، فيسهل جذب المستهلك الغافل عن خبايا هذه المسائل، ويقع فريسة لتناول طعام محرّم أو أقلّه ما يلحق الضرر به. - ثانياً: الاطّلاع على الواقع الغذائيّ بشكل مستمرّ ومعرفة ما يستجدّ عليه من تطوّر في الصناعات والمضافات لتمييز الطيّبات من السلع الغذائية عن الخبائث منها. فكلّ مسلم مطالب بالتمسّك بشريعته والحفاظ عليها والدعوة إلى تطبيقها من أجل التمهيد لدولة العدل الإلهيّ. (*) مجازة في التغذية. 1. المحاسن، البرقي، ج2، ص410. 2. وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج24، ص323. 3. التوحيد، المفضل الجعفي، ص45. 4. مستدرك الوسائل، الطبرسي، ج3، ص80. زيادة الشهوة عند المراة في. 5. في 1/11/2016: 6. في 1/11/2016، 7. في 1/11/2016، أضيف في: 2017-07-05 | عدد المشاهدات: 6828
قوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا. فيه سبع مسائل: الأولى: اختلف العلماء في تأويل قوله: لا يحل لك النساء من بعد على أقوال سبعة: الأول: أنها منسوخة بالسنة ، والناسخ لها حديث عائشة ، قالت: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء. وقد تقدم. [ ص: 199] الثاني: أنها منسوخة بآية أخرى ، روى الطحاوي عن أم سلمة قالت: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء من شاء ، إلا ذات محرم ، وذلك قوله عز وجل: ترجي من تشاء منهن وتئوي إليك من تشاء. قال النحاس: وهذا والله أعلم أولى ما قيل في الآية ، وهو وقول عائشة واحد في النسخ. وقد يجوز أن تكون عائشة أرادت أحل له ذلك بالقرآن. وهو مع هذا قول علي بن أبي طالب وابن عباس وعلي بن الحسين والضحاك. ص3 - كتاب تفسير المنتصر الكتاني - تفسير قوله تعالى لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج - المكتبة الشاملة. وقد عارض بعض فقهاء الكوفيين فقال: محال أن تنسخ هذه الآية ، يعني ترجي من تشاء منهن لا يحل لك النساء من بعد وهي قبلها في المصحف الذي أجمع عليه المسلمون ورجح قول من قال نسخت بالسنة. قال النحاس: وهذه المعاوضة لا تلزم ، وقائلها غالط ؛ لأن القرآن بمنزلة سورة واحدة ، كما صح عن ابن عباس: أنزل الله القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان.
[ ص: 200] السابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حلال أن يتزوج من شاء ثم نسخ ذلك. قال: وكذلك كانت الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم; قاله محمد بن كعب القرظي. الثانية: قوله تعالى: ولا أن تبدل بهن من أزواج قال ابن زيد: هذا شيء كانت العرب تفعله ، يقول أحدهم: خذ زوجتي وأعطني زوجتك ، روى الدارقطني عن أبي هريرة قال: كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي وأزيدك ، فأنزل الله عز وجل ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن قال: فدخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة ، فدخل بغير إذن ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عيينة فأين الاستئذان ؟ فقال: يا رسول الله ، ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت. قال: من هذه الحميراء إلى جنبك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه عائشة أم المؤمنين قال: أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق. فقال: يا عيينة ، إن الله قد حرم ذلك. لا يحل لك النساء من بعد. قال فلما خرج قالت عائشة: يا رسول الله ، من هذا ؟ قال: أحمق مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه. وقد أنكر الطبري والنحاس وغيرهما ما حكاه ابن زيد عن العرب ، من أنها كانت تبادل بأزواجها.
السؤال: أي الآيتين تنسخ الأخرى: قوله تعالى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ.. [الأحزاب:52]، وقوله تعالى: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ.. [الأحزاب:51]؟ الجواب: ليس بينهما تعارض، يُرجي من يشاء، ويُطلق من يشاء، وقد حرَّم الله عليه النِّساء بعد التسع اللاتي كن عنده، لكن تقول عائشة رضي الله عنها أنه أُبيح له بعد ذلك. س: والراجح؟ ج: الله أعلم. فتاوى ذات صلة
[ ص: 368] قوله - عز وجل -: ( ولو أعجبك حسنهن) يعني: ليس لك أن تطلق أحدا من نسائك وتنكح بدلها أخرى ولو أعجبك جمالها. قال ابن عباس: يعني أسماء بنت عميس الخثعمية امرأة جعفر بن أبي طالب ، فلما استشهد جعفر أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخطبها فنهي عن ذلك. ( إلا ما ملكت يمينك) قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ملك بعد هؤلاء مارية. ( وكان الله على كل شيء رقيبا) حافظا. وفي الآية دليل على جواز النظر إلى من يريد نكاحها من النساء. إسلام ويب - المصنف - كتاب النكاح - في قوله تعالى لا يحل لك النساء من بعد- الجزء رقم3. روي عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ". أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني ، أخبرنا محمد بن محمد بن علي بن شريك الشافعي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم ، أخبرنا أبو بكر الجوربذي قال: أخبرنا أحمد بن حرب ، أخبرنا أبو معاوية ، عن عاصم هو ابن سليمان ، عن بكر بن عبد الله ، عن المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة ، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هل نظرت إليها ؟ " قلت: لا قال: " فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ". أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا حامد بن محمد ، أخبرنا بشر بن موسى ، أخبرنا الحميدي ، أخبرنا يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة أن رجلا أراد أن يتزوج امرأة من الأنصار ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " انظر إليها فإن في أعين نساء الأنصار شيئا " قال الحميدي: يعني الصغر.