لذا سؤالي هو: هل غضب الأم حول الأعمال المنزلية يعتبر عقوقا؟ وهل يجب أن أتوقف عن مجادلتها؟ وكيف أبرها ؟ علما أني أكبر أخواتي، وأحب أمي كثيرا. كيفية بر الأم بعد موتها - موقع الاستشارات - إسلام ويب. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الابنة الفاضلة/ فتاة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبًا بك بنتنا الفاضلة، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالدة والسعي في بِرِّها، ونسأل الله أن يرزقنا جميعًا البر والإحسان لآبائنا وأُمَّهاتنا في حياتهم وبعد مماتهم، فالإنسان لا يملك أغلى منهم بعد إيمانه بالله العظيم، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. حقيقة أوَّل ما نُطالبك به – وهو من البِرِّ – إيقاف الجدال مع الوالدة، خاصة إذا علمت أن الجدال يزيد من غضبها ويزيد من توترها، وأصلاً نحن لا نريد الجدال مع الوالد أو الوالدة، حتى لو قالوا كلامًا في غير مكانه، فينبغي أن نُحسن الاستماع ثم ننصرف للبِرِّ، فإن الصبر على الوالد والصبر على الوالدة هو بابٌ من أبواب البِرِّ بهم، والبِّرُّ عبادة ينبغي أن نطلب منها رضا الله تبارك وتعالى. ومعلوم أن البيت الذي فيه إخوة وأخوات تُوجد مثل هذه الاحتكاكات، وهي من الأمور الطبيعية، ولكن أرجو ألَّا نتمادى فيها، وأرجو أن تُراعي أنت - ويظهر أنك الكُبرى – رضا الوالدة، فلا تحتكّي مع إخوانك، ولا تفعلي الأشياء التي تعلمي سلفًا أن الوالدة لا ترضاها، لأن هذا هو الممنوع، لكن إذا فعلت شيئًا، إذا سقط منك شيئًا وغضبت الوالدة فهنا ينبغي ألَّا تُجادلي، وتجتهدي في إرضائها، أو على الأقل تجتهدي في السكوت حتى تهدأ الوالدة.
أعانك اللهُ على بِرِّها، ودفَع عنك غضبَها، وأَلَانَ قلبَها. وَالله المُوَفِّق، وهو الهادِي إلى سَواء السبيل
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمي تُسَبِّب لي أذًى كبيرًا، لم أعدْ أحتمل أذاها، مع أنها سيدة متديِّنة، تحفَظ كتاب الله، وتدرسه وتُذاكره، ومع تديُّنِها فهي للأسف شتَّامة لعَّانة، تدعو على أولادها بالشلَل والأمراض الخبيثة والمصائب لأتْفَهِ الأسباب! تربَّيتُ على القوة والقسوة والضرب، وبالرغم مِن ذلك أحمل لها شكرًا عظيمًا لأنها كانتْ سببًا في حفظي القرآن، كانتْ تَعِدني بالمكافآت عند الحفظ، والعقوبة عند التقصير! أصبحتُ الآن في أواخر العشرينيات مِن عمري، وتقدَّم لي الكثيرُ مِن الخُطَّاب، منهم مَن رأيتُ فيه الصلاح، ومنهم مَن لم أرَ فيه الصلاحَ والتدينَ الذي أُحِبُّ أن يكونَ موجودًا في زوجي. مِن هنا نشأتْ أكبر مشكلاتي مع أمي؛ فهي كأيِّ أمٍّ تُحبُّ أن تُزَوِّجَ ابنتها، لكن لا يهمها مَن يكون؟ وكيف هي أخلاقه؟ تقبل المدخِّنَ، وتارك الصلاة، والمتزوِّج، وغير المتعلِّم، وإذا رفضتُ تضربني وتُعنفني، وتدعو عليَّ بالليل والنهار لرفْضي هذا الخاطب! كيف ابر امي تفي. كانتْ تُسَلِّط عليَّ أبي وأخي ليضرباني، بعد أن تخبرهما عني بالشائعات والأكاذيب وأني فتاة غير صالحة، مع اتهامي في ديني وشرَفي، ثمَّ تدعو عليَّ بالمرض الخبيث والموت!
وحين قال - تعالى -: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]. فلم يكنِ الأمر بالمصاحبة بالمعروف لعَدَم عدْل الوالدين في الهِبة والوصيَّة والعطاء بين أبنائهم، بل جاء الأمر بعد قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [لقمان: 15]، وأيُّ ذنبٍ أعظم من الشِّرْك؟!
أسألُ الله أن يكتبَ هذه الاستشارة في ميزان برِّكِ وإحسانكِ بوالدتكِ، وأنْ يُعينكِ على برِّها، ويُصلح نيَّتكِ وعملكِ وحالكِ، ويَرزقكِ حنوَّ والدتكِ وعَطْفها وعَدْلها في معاملتكِ، اللهم آمين! دمتِ بألف خير، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.