ولكن ما أثقل فؤاد النبي واقض مضجعه وهدم ركنه، سرعة ارتحال عمه أبو طالب عن دار الدنيا في عام أسماه النبي بعام الأحزان.. وهو العام الذي توفي فيه أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله، وزوجته خديجة بنت خويلد في العام العاشر للبعثة وقبل الهجرة بثلاث سنين.. إنه عام تجمعت فيه سُحب الألم في سماء النبي، فأمطرته بوابل آهاتها ولوعاتها وعَبَراتها، حتى غدا بلا ظهير ولا ملاذ ولا جدار إليه يتكئ أو يستجير. عام قد مرّ على قلب النبي كأصعب وأثقل ما يكون من أعوام.. فيه ضحك سن العدو وانفرجت أساريره عن خبث ولؤم دفينين، ولطالما شحنت صدور أعداء الله بغلٍ ليس له حدود، وهم يرون النبي في كنف عمه قد احاطه برعايته، ودفع عنه كل ما يعكّر أجواء رسالته الفتيّة. ايات القران التي تتكلم عن: فضل المؤمن علي الكافر. وها هو نبي الإسلام يعلن حداده بفقده الملاذ الآمن، بوفاة نصيره الأول وحامي رعيله أبو طالب، بنفس راضية بقضاء الله وقدره ليبدأ شوطا جديدا في مرحلة عصيبة من مراحل الدعوة إلى الله الواحد.. لتتشكل حركته فيما بعد إلى نواة آخذة بالإتساع شيئا فشيئا، إلا إن غياب العم النصير قد ترك ندبة في حياة النبي لا تبرأ.. وثلمة لا تُسد أبدا.
فالظاهر أنه يختلف عن الكافر الأصلي ، مع ما ذكرناه من الخلاف في الكافر الأصلي. ولعله لو قيل: إن المرتد الذي طال زمان ردته ، حتى نبت فيها شعره ، وصار ينسب ذلك إلى حال الكفر ، أو صار شعره ، شعارا للكفر ، كما ذكر في شأن "شعار الكفار": لو قيل إن مثل هذا يؤمر بحلق شعره ، كالكافر الأصلي ، دون من لم يكن حاله كذلك ، ممن قربت مدة ردته لعله لو قيل ذلك ، أن يكون له وجه ، إن شاء الله. قال العيني: " وإنما أمر النبي عليه السلام بالحلق زيادة لتنظيفه ، وإزالةَ للشعر الذي رباه في الكفر" انتهى من " شرح سنن أبي داود " (2/183). والحاصل: أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في أمر من أسلم بحلق شعر رأسه ، والأحاديث الواردة في هذا الباب لا تخلو من ضعف - وإن كان قد حسنها بعض المتأخرين -. وقد استحب جمهور العلماء لمن أسلم أن يحلق شعر رأسه ، وذهب بعضهم إلى أن هذا الحكم خاص بمن كان شعره على صفة أو هيئة من الهيئات التي تختص بالكفار ، ففي هذا الحال - فقط - يؤمر بحلقه ، وهذا هو الأقرب. عم يتساءلون : من هو الكافر وكيف تعامل معه النبي ؟ - YouTube. وللفائدة ينظر جواب السؤال: ( 14051). والله أعلم.
ومن المؤكّد أنّه لو لا هذه الحماية الطالبية للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، لما استطاع أن يكمل دعوته، ويقف بصلابة أمام المتربصين به من عتاة قريش وكفارها، مستهيناً بهم محتقراً لعقولهم التي تدين بالعبودية لأصنام يصنعونها بأيديهم. تلك كانت حمايته لشخص النبي الأكرم، أما حمايته للدعوة الإسلامية فكان هو الأول في نصرة دين النبي ونصرة أتباعه في بدء الدعوة.. ولمّا أعلن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعوته الخالدة الهادفة لتحرير الإنسان من عبادة الأوثان، هبّت قريش عن بكرة أبيها فزعة، ومحشّدة كل مكائدها لإطفاء شعلة التوحيد، ووضع العراقيل أمام النبي كي تثنيه عن المضي في نشر مبادئه، فحاربوا أصحابه وعذبوهم أشد التعذيب فكانت مرحلة عصيبة من حياة الدعوة.
أهو إنسان عادي أم نبي مرسل فإنَّ اللهَ خَصَّ منها شَفاعةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعَمِّه أبي طالبٍ فقَبِلَها, أي يفهم منها مخصوصة للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية كفيلة بالرد عليه " قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا) 64 ما هو اللعن اليس الطرد من رحمة الله فكيف يستقيم ترحم المسلم على كافر وهو مطرود من رحمة الله على كفره
مات زميل لي نصراني من أحسن الناس خلقاً وأمانة وصدقاً فهل يجوز لي تعزية أهله وحضور جنازته وتشييعها حتى ولو كانت في الكنيسة ؟ عماد - بروكسيل اتفق أهل العلم على عدم جواز تعزية الكافر المحارب للإسلام. أما الكافر غير الحربي فجمهور أهل العلم على جواز تعزيته ، ومن أهل العلم من توقف فيها ، ومنهم من منعها ، أو أذن فيها للمصلحة أو رجاء إسلامه. والصحيح هو رأي جمهور أهل العلم القائل بالجواز مطلقاً لأن ذلك من البر الذي لم ننه عنه كما قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) وهو أشبه بزيارتهم عند المرض وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم زيارة المريض الكافر ودعوته وانظر تفصيل ذلك (عيادة الكافر ورقيته والدعاء له).