الوصف أعلنت عليك الحب – غادة السمان هكذا تأتي كلمات غادة السمان… في إعلانها الحب عليه فتحت آفاق للكلمة الشعرية سطرتها نموذجاً مبدعاً لأدب البوح العاطفي… وطرقت أجدار الوهم الفاصل بين النثر والشعر من الكتاب: "أيها الغريب حين أفكر بكل ما كان بيننا أحار.. هل علي أن أشكرك ؟ أم أن أغفر لك؟"
الفراق لا بدَّ من مشاعر الفراق عند الحديث عن الحب، أشارت غادة السمان إلى قسوة مشاعر الفراق على العاشق، من خلال العديد من القصائد، فالفراق هو آخر مسمار في نعش القلب كما عبَّرت عنه، حيثُ يحمل القلب إلى مثواه الأخير جاعلة منه فجيعة تشبه فجيعة الموت. الحرية لا تستطيع غادة السمان تحييد مشاعر الحرية التي تتفجر داخلها في كل لحظة، فهي في الحب وفي كل شيء تنشد الحرية بأقصى حدودها، كما تشير إلى حالة التشرد التي تجسد الحرية في تنقل الكاتبة بين المقاهي والشواطئ حرةً دون قيد لا يحكمها إلا قيد الحب والعشق والشوق. السفر تشير غادة السمان إلى السفر في كثير من كتاباتها سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، فهي طائر حر يعشق السفر بشكل دائم ومستمر، دون التقيد بحدود أو قيود، ودون تحديد زمان أو مكان. أعلنت الحب عليك - الحرملك. الشوق موضوع الشوق من المواضيع اللصيقة بالحب، وطالما أنَّ الحب هو الإعلان الأول في الديوان فلا بدَّ للشوق أن يتغلغل في قصائد الكتاب، فقد عزفت في بعض القصائد على عود الشوق وترنمت بنغماته الحزينة. الأساليب الفنية في كتاب أعلنت عليك الحب تمكّنت غادة السمان من تقديم أدب مميز عندما خرجت من إطار المرأة الضيق في المجتمع العربي وخرجت إلى آفاق بعيدة، وفيما يأتي الأساليب الفنية في كتابها: [٥] كتابة الشعر النثري اعتمدت غادة السمان في كتاباتها على أسلوب الشعر النثري، وهو الشعر الذي لا يلتزم بوزن محدد كما في الشعر التقليدي أو شعر التفعيلة، ولكنها تُتقن اللعب على التراكيب البديعة ، غير أن هذه التراكيب بعيدة عن الموسيقى نوعًا ما، أو في معظمها تخلو من الموسيقى الشعرية.
ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى الليبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. أعلنت عليك الحب يجعلنا نبكي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه.