* * * قال أبو جعفر: وأولى القول في تأويل ذلك بالصواب عندي ما قاله ابن جريج وابن زيد ، لما قد ذكرنا قبل من العلة ، وأن ذلك ليس من صفة المنافقين. * * * قال أبو جعفر: فتأويل الآية إذا: ولو علم الله في هؤلاء القائلين خيرا ، لأسمعهم مواعظ القرآن وعبره ، حتى يعقلوا عن الله عز وجل حججه منه ، ولكنه قد علم أنه لا خير فيهم ، وأنهم ممن كتب لهم الشقاء فهم لا يؤمنون. ولو أفهمهم ذلك حتى يعلموا ويفهموا ، لتولوا عن الله وعن رسوله ، وهم معرضون عن الإيمان بما دلهم على صحته مواعظ الله وعبره وحججه ، معاندون للحق بعد العلم به. * * *
وجزاكم الله تعالى خيراً. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فليس معنى الآية أن الكفار ليس عندهم خير مطلقا، فبعض الكفار قد يعمل شيئا من أعمال الخير والإحسان، وسيجازون بها في الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته. رواه مسلم عن أنس. ولكن المراد بالآية قوم من أشرار الكفار علم الله أنه لا خير فيهم, ولا قابلية فيهم للهداية، فقد جاء في أيسر التفاسير للجزائري: وقوله تعالى: ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ـ أي لجعلهم يسمعون آيات الله وما تحمله من بشارة ونذارة وهذا من باب الفرض، لقوله تعالى: ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ـ هؤلاء طائفة من المشركين، توغلوا في الشر والفساد والظلم والكبر والعناد، فحرموا لذلك هداية الله تعالى، فقد هلك بعضهم في بدر، وبعض في أحد، ولم يؤمنوا لعلم الله تعالى أنه لا خير فيهم، وكيف لا! وهو خالقهم وخالق طباعهم: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. اهـ. وأما مسألة الهداية: فهي فضل من الله تعالى، ولها أسباب عدة وأمارات، ومنها نفع الخلق والإحسان والإنفاق عليهم، كما قال تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {البقرة:2ـ 3}.
قالوا: ومعناه ما:- ١٥٨٦٦- حدثنا به ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ﴿ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم﴾ ، لأنفذ لهم قولهم الذي قالوه بألسنتهم، [[في المطبوعة: " الذي قالوه "، وأثبت ما في المخطوطة، مطابقًا لما في السيرة. ]] ولكن القلوب خالفت ذلك منهم، ولو خرجوا معكم لتولوا وهم معرضون، [[كانت هذه الجملة الآتية في المخطوطة والمطبوعة هكذا: " فأوفوا لكم بشر مما خرجوا عليه "، وهو لا معنى له. وصوابها ما أثبت من سيرة ابن هشام. ]] ما وفَوا لكم بشيء مما خرجوا عليه. [[الأثر: ١٥٨٦٦ - سيرة ابن هشام ٢: ٣٢٤، وهو تابع الأثر السالف رقم: ١٥٨٦٢. ]] قال أبو جعفر: وأولى القول في تأويل ذلك بالصواب عندي ما قاله ابن جريج وابن زيد، لما قد ذكرنا قبل من العلة، وأن ذلك ليس من صفة المنافقين. [[انظر ص: ٤٦١. ]] قال أبو جعفر: فتأويل الآية إذًا: ولو علم الله في هؤلاء القائلين خيرًا، لأسمعهم مواعظ القرآن وعِبَره، حتى يعقلوا عن الله عز وجل حججه منه، ولكنه قد علم أنه لا خير فيهم، وأنهم ممن كتب لهم الشقاء فهم لا يؤمنون. ولو أفهمهم ذلك حتى يعلموا ويفهموا، لتولوا عن الله وعن رسوله، [[انظر تفسير " التولي " فيما سلف ١٢: ٥٧١، تعليق: ١، والمراجع هناك. ]]
وهم معرضون عن الإيمان بما دلَّهم على صحته مواعظُ الله وعبره وحججه، [[في المطبوعة: "... دلهم على حقيقة "، وفي المخطوطة: "... دلهم على حجته "، وهذا صواب قراءتها. ]] معاندون للحق بعد العلم به. [[انظر تفسير " الإعراض " فيما سلف ص: ٣٣٢ تعليق: ١، والمراجع هناك. ]]
• الآيات 20 - 23 - عدد القراءات: 3920 - نشر في: 04--2008م ﴿يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ 20 وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَيَسْمَعُونَ 21 إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَيَعْقِلُونَ22 وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لاََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ23﴾ التّفسير: الذين قالوا سمعنا وهم لا يَسمعُونَ! تتابع هذه الآيات البحوث السابقة، فتدعو المسلمين إِلى الطاعة التامة لأوامر الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في السلم أو الحرب أو في أي أمر آخر، وأُسلوب الآيات فيه دلالة على تقصير بعض المؤمنين في التفيذ والطاعة، فتبدأ بالقول: (يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله). وتضيف لتؤكّد الأمر من جديد: (ولا تولّوا عنه وأنتم تسمعون). لاشك في أنّ إطاعة أوامر الله تعالى واجبة على الجميع، المؤمنين وغير المؤمنين، ولكن بما أنّ المخاطبين والمعنيين بهذا الحديث التربوي هم المؤمنون فلهذا كان الكلام في هذه الآية الشريفة موجهاً إليهم.
ورقة ، سجل الصور ، الملمس ، ديكور ، الجرونج ، نسيج الورق ، ورق محكم ، خلفية ، خلفية ورقة ، بنى ، الصفحة Public Domain علامات الصورة: ورقة سجل الصور الملمس ديكور الجرونج نسيج الورق ورق محكم خلفية خلفية ورقة بنى الصفحة مسن ورق قديم اللون البيج
نت مرحب بك لتضمين هذه الصورة في موقعك على الويب / مدونتك! رابط نصي إلى هذه الصفحة: صورة متوسطة الحجم لموقعك على الويب / مدونتك: