< وفيه ان الاستئذان ثابت في الشرع والعرف، ففي الرواية قوله: ان رجلا [استأذن] على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ائذنوا له». < قوله: «من تركه الناس اتقاء شره»، أي: المراد: قبيح كلامه. فوائد من الحديث: 1- هذا وصف ليُعلم حاله فيُتَّقى ويحذر منه، وليس من الغيبة. شرح حديث ائْذَنُوا له، بئس أخو العَشِيرَةِ؟. 2- «يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً»: فيه التنبيه على حُسْنِ أخلاقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكذلك فيه وحيٌ وتشريعٌ لاتقاء فحش الكلام، والحذر من ايذاء المسلمين، وأخذ الحيطة من الوقوع فيما يوجد الوحشة، ويفرّق الكلمة، وتصاب القلوب بداء الاختلاف. 3- وهذا فِعْلٌ سنَّه النبي صلى الله عليه وسلم، منهجا وطريقة وبياناً لكيفية التعامل مع من هذا وصفه وحاله، من سلاطة اللسان واطلاقه بلا ضابط ولا رابط. 4- قلت: وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم، وأظهر من الوصف وبيان الحال، للاحتياط من مسلكه وأمثاله، ومنهح المعاملة الشرعية مع المصاب بهذا الانحراف وأمثاله. 5- اياك ومجاراة (بئس أخو العشيرة)، فلا يناظر، ولا يجادل، ولا يناقش، فمن كان في أمر على غير سبيل المؤمنين، فاعلم أنه لاحيلة فيه، وعليك بالسنة مع من أُبْتُلي بهذا الحال.
السُنَّةُ: (احذروا بئس أخو العشيرة) الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ اما بعدُ: فقد روى البخاري (6131)، ومسلم (2591) في " صحيحيهما" من حديث عائشة رضي الله عنها، أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال " ائذنوا له، فلبئس ابن العشيرة، أو بئس رجل العشيرة " وفي رواية لمسلم قال: " بئس أخو القوم وابن العشيرة "، فلما دخل عليه ألان له القول، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! قلت له الذي قلت، ثم ألنت له القول؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً، إن شرَّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة؛ من ودعه، أو تركه الناس اتقاء فحشه ". وفي رواية للبخاري: "من تركه الناس اتقاء شره". وهذا الحديث ذكره محمد بن إسماعيل البخاري في "الصحيح" في كتاب الأدب في ثلاثة مواضع: (6032 ، 6054 ، 6131)، وكل موضع بوَّب له من فقهه، فذُكِرَت في ثلاثة أبواب هي: 1. نعم… بئس أخو العشيرة » صحيفة خبر عاجل. باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا 2. باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والرَّيَبِ 3. باب المُداراة مع الناس ويُذْكر عن أبي الدرداء إنَّا لنُكشِرُ في وجوهِ أقوام؛ وإن قلوبنا لَتَلْعَنُهُم. وما ذكره معلقا من قول أبي الدرداء: (إنَّا لنُكشِرُ في وجوهِ أقوام؛ وإن قلوبنا لَتَلْعَنُهُم)؛أي: نظهر البشر والابتسامة، والقلوب تبغضهم لأعمالهم.
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
- أنَّهُ اسْتَأْذَنَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ فَقالَ: ائْذَنُوا له، فَبِئْسَ ابنُ العَشِيرَةِ - أوْ بئْسَ أخُو العَشِيرَةِ - فَلَمَّا دَخَلَ ألَانَ له الكَلَامَ، فَقُلتُ له: يا رَسولَ اللَّهِ، قُلْتَ ما قُلْتَ، ثُمَّ ألَنْتَ له في القَوْلِ؟ فَقالَ: أيْ عَائِشَةُ، إنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَن تَرَكَهُ - أوْ ودَعَهُ النَّاسُ - اتِّقَاءَ فُحْشِهِ.