في السنوات الخمس الماضية تداول اليمنيون أربع صورٍ للنرجسية اليمنيه المُنجَرِحة. الصورة الأولى لحِذاء قديم عمره 2700 عام، تم العثور عليه مع أحد المومياوات. وطبعا كان جانب الفخر أن اليمنيين عرفوا صناعه الاحذيه قبل 27 قرنا بينما هناك دول حديثه لم تتاسس إلا قبل 40 سنة! الصورة الثانية للنرجسية اليمنيه المُنجرحة هي صورة "عمارات المعلا" التي بناها الاستعمار البريطاني في عدن. اضحك من قلبك | صاحب صورة بسكويت ابو ولد🤩👉 حي يرزق😁 - YouTube. وطبعا كان الفخر اليمنى كالعادة هو أن اليمن عرفت ناطحات السحاب بينما الخليج يسكنون في الخيام والبيوت الطينية! أما الصورة الثالثة للنرجسية اليمنية فهي صوره مثيرة للسخرية والاستهزاء لكنني ساذكرها هنا من كثر تداولها وهي صوره بسكويت"أبو ولد". وهو نوع مشهور في اليمن ورديء الصناعة وغالبا ما يعطى للأطفال في السنة الأولى بسبب رخص ثمنه وسهولة بلعه وهضمه! وطبعا كان جانب الفخر اليمني الأصيل أن بسكويت أبو ولد أقدم من دولة الامارات! أما الصورة الرابعة للجرح النرجسي اليمني النازف والطويل فهي صور منحوتات "خط المسند" التي غالبا ما تنشر مع عبارات فخر من امثال: "نحن علمنا العالم الكتابة"، أو "نحن اخترعنا المسند بينما العالم يغط في الأمية والجهل"!
اضحك من قلبك | صاحب صورة بسكويت ابو ولد🤩👉 حي يرزق😁 - YouTube
إضحك من قلبك| صاحب صورة بسكويت ابو ولد - YouTube
يعيش اليمني اليوم في دولة هي الافقر في المنطقة والاكثر أُميّةً، والمحرومة حتى من أبسط الخدمات الصحية مما جعلها بؤرة لأسوأ الأوبئة والامراض في العالم. في مثل هذه الظروف يصبح استدعاء الماضي للفخر والتبجح ممارسة خطرة. إنها تعيق قدرة اليمني على معرفة واقعه المزري، وتجعله قانعا بمخدرات الأوهام وراضياً بالسكن في قاع العالم. الماضي المجيد كفيل بتبرير اي شيء والتغطية على كل بؤس. وعندي تعليقات سريعة على صور النرجسية المتغرغرة السابقة (متغرغرة مشتقة من غرغرينا): ** أولا: من المخجل ان تتفاخر بحذاء قديم كان في الاغلب مملوكا لأحد الملوك او الامراء وتنسى أن الآلاف من أطفال اليمن حتى اليوم يمشون حفاة نصف عراة لا يمتلكون قيمة حذاء جديد أو زي مدرسي. لا تسخروا من الدول التي تتفاخر بسروال المؤسس وانتم تتفاخرون بحذاء المؤسس! صورة بسكوت ابو ولد النبي. إن قمة البؤس أن تتفاخر بحذاء أثري مهتريء بينما لا يوجد في بلدك حتى معمل صغير لصناعة الأحذية. امشوا قليلا في الحارات الشعبية وشاهدوا الأطفال الحفاة أو الذين يرتدون أحذية مقطعة وستفهمون ما أقصد. ** ثانيا: من المخجل أن نتفاخر منذ 1967 حتى اليوم بطرد المستعمر البريطاني ثم لا نجد شيئا نفتخر به اليوم الا العمارات التي بناها الاستعمار.