ومن مشايخ المؤلف الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل ، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما. ومنهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وقروعه وعلوم العربية ، وهو أكثر من قرأ عليه المؤلف ولازمه ملازمة تامة حتى توفي رحمه الله. ومنهم الشيخ عبد الله بن عايض ، ومنهم الشيخ صعب القويجري ، ومنهم الشيخ على السناني. ومنهم الشيخ على الناصر أبو وادي ، قرأ عليه في الحديث ، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك. ومنهم الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في ذلك الوقت ، وقد قرأ عليه المؤلف في عنيزة. ومن مشائخه الشيخ محمد الشنقطي (نزير الحجاز قديماً ثم الزبير) لما قدم عنيزه وجلس فيها للتدريس قرأ عليه المؤلف في التفسير والحديث وعلوم العربية ، كالنحو والصرف ونحوهما.
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعودي هو فقيه أصولي من بني عمرو أحد البطون الكبار في قبيلة بني تميم ، وكان يتميز بعفة اليد ، ونزاهة العرض ، وصلاح ذات البين ، فعرف عنه أنه من عرض عليه مشكلة إلا وسعى في حلها من جميع الأطراف ، وفي السطور التالية نستعرض باستفاضة حياة الشيح عبد الرحمن السعدي. نشأة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في عام 1120هـ انتقلت أسرة الشيخ من بلدة المستجدة الي عنيزة ، والدته من آل عثيمين ، وولد الشيخ عبد الرحمن في 12 من محرم في مدينة عنيزة عام 1307هـ ، وتوفيت أمه في عام 1310هـ ، أما والده توفي في عام 1313ه وكان فقط يبلغ من العمر ستة سنوات ، فعاش يتيم الأب والأم. فعاش الشيخ عبد الرحمن مع زوجة أبيه التي أحبته مثل حبها لأولادها ، فنشأ نشأة صالحة ، وتربي على الصلاح والتقي ، فأدرك في صباه ما لا يدركه غيره في زمن طويل. وفي الدراسة كان من الطلاب الذين يأخذون العلم على محمل التعلم والحب ، فلاحظ الجميع عليه تفوقه ونبوغه ، وصار يسألونه وهو ما زال في سن البلوغ ، وما أن تقدم في دراسته حتى صار أكثر علما وتميزا ، فعرف عنه الخروج عن المألوف ، فصار يعمل على الاطلاع على كتب الحديث والتفسير ، فكان يعمل على التطوير وليس التقليد.
[٢] المراجع [+] ↑ "ترجمة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف. ^ أ ب "عبد الرحمن بن ناصر السعدي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف. ↑ "ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
فقال عنه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (كان رحمه الله كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل ، وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ، وكان يرجح ما قام عليه الدليل ، وكان قليل الكلام إلا فيما ترتب عليه فائدة ، جالسته غير مرة في مكة والرياض ، وكان كلامه قليلاً إلا في مسائل العلم ، وكان متواضعاً ، حسن الخلق ، ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه ، وعنايته بالدليل ، فرحمه الله رحمة واسعة). أعمال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي كان الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي معروف عنه أعماله العظيمة ودوره العظيم مع العامة فكان بعضا منها: 1- قام بتأسيس الأعمال الخيرية وتشجيعها. 2- كان مرجع بلدة عنيزة في كل الأمور الفقهية. 3- كان المدرس ، والواعظ ، وإمام الجامع ، وخطيبه. 4- أصبح المفتي ، وكاتب الوثائق ، ومحرر الوصايا. 5- كان مختص بعقد النكاح. 6- كان مستشارا للناس فيما يتخاصمون به. 7- في عام 1373ه كان يتولى الاشراف على المعهد العلمي في عنيزة دون مقابل. فكان يعمل كل ذلك في وقت واحد ، فكان يتساءل الناس عن من أي يأتي بالوقت لفعل كل ذلك ، وكان يقيم بكل هذا بدون أي مقابل مادي ، حتي أنه عرض عليه تولي القضاء في عام 1360هـ ، ولكنه رفض ، فكان من قلة الطعام والنوم يغمى عليه كثيرا.
حيث حرص على جمع العلم من متخصصيه ومعرفة أدق المعلومات من أكبرها إلى أصغرها مما جعله مُعلم للدين عند بلوغه سن الـ 23 عامًا، وكان يتخذ وقتها المذهب الحنبلي كمرجع له كما عمل وقتها على تنظيم رجز في 400 بيت ليختصر شرحه ويسهل تعليمه، فيما بعد اتجه للاستفادة من علم الأصول والتوحيد من ابن تيمية وابن القيم. وعندما أتم ابن السعدي حفظ جميع الأحاديث النبوية الصحيحة وتفسيرها، بالإضافة إلى التعمق في الدين ومحاولة الرد على الملحدين بتسهيل فهم مزايا الإسلام وأحكامه، بدأ في تفسير القرآن الكريم ليضع كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الذي يعد أشهر كتب التفسير على مر التاريخ تظرًا لكونه سهل الفهم وخالي من أي كلمات معقدة أو أي تطويل في السرد، بالإضافة إلى إدخاله أحكام الدين في الشرح ليكون الكتاب بمثابة معلم للدين ككل وليس فقط القرآن الكريم، ويكون هذا الكتاب من 4 أجزاء. وبسبب علمه الواسع وأخلاقه الحميدة تتلمذ على يده الكثير من العلماء الذين أصبحوا منارة للعلم من بعده ومنهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي انتهج نفس خطى معلمه وبات يعلم التلاميذ مثلما يفعل السعدي بنفس الطريقة، والشيخ عبدالله بن عبد الرحمن البسام الذي أصبح قاضيًا بمحكمة الطائف.
الرئيسية » مجموعة مراسلات نادرة للشيخ السعدي
وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله ، وكان من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً ، مرتباً لأوقات التعليم ، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشخذ أفكارهم ، ويجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون ، وكل من حفظه أعطى الجعل ولا يحرم منه أحد. ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة ، ويجرع ما عليه رغبة أكثرهم ومع التساوي يكون هو الحكم ، ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته ، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير. مكانة الشيخ العلمية: كان ذا معرفة تامة في الفقه ، أصوله وفروعه. وفي أول أمره متمسكاً بالمذهب الحنبلي تبعاً لمشائخه ، وحفظ بعض المتون من ذلك ،وكان له مصنف في أول أمره في الفقه ، نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحاً مختصراً ، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولاً. وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة ، وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي ، بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي.