وإن كان سبأ جبلا أجري؛ لأنه يُراد به الجبل بعينه، وإن لم يجر فلأنه يجعل اسما للجبل وما حوله من البقعة. ------------------------ الهوامش: (4) استشهد المؤلف بهذا البيت مرة قبل هذه في (الجزء 14: 117) وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 172). ثم استشهد المؤلف به هنا مرة ثانية، على أن كلمة "سبأ" إن كان اسم قبيلة من اليمن، فهو ممنوع من الصرف، للعلمية والتأنيث. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النمل - قوله تعالى فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين - الجزء رقم21. وإن لوحظ فيه أصله، وهو اسم أبي القبيلة، فهو مذكر مجرى.
وذكر كلاما كثيرا عن النحاة وقال في آخره: والقول في ( سبإ) ما جاء التوقيف فيه أنه في الأصل اسم رجل ، فإن صرفته فلأنه قد صار اسما للحي ، وإن لم تصرفه جعلته اسما للقبيلة مثل ثمود إلا أن الاختيار عند سيبويه الصرف وحجته في ذلك قاطعة; لأن هذا الاسم لما كان يقع له التذكير والتأنيث كان التذكير أولى; لأنه الأصل والأخف. وفي الآية دليل على أن الصغير يقول للكبير والمتعلم للعالم: عندي ما ليس عندك ، إذا تحقق ذلك وتيقنه. هذا عمر بن الخطاب مع جلالته رضي الله عنه وعلمه لم يكن عنده علم بالاستئذان. وكان علم التيمم عند عمار وغيره ، وغاب عن عمر وابن مسعود حتى قالا: لا يتيمم الجنب. وكان حكم الإذن في أن تنفر الحائض عند ابن عباس ولم يعلمه عمر ولا زيد بن ثابت. وكان غسل رأس المحرم معلوما عند ابن عباس وخفي عن المسور بن مخرمة. ومثله كثير فلا يطول به.
[٦] إِنَّ الْبُكاءَ هُوَ الشِّفَا ءُ مِنَ الجَوَى بَيْنَ الْجَوَانِح إنّ الجناس هنا هو جناس ناقص ، ولكنّه اختلف بزيادة أكثر من حرف بين اللّفظين، فقد تمّ زيادة حرفين في كلمة الجوانح على أحرف كلمة الجوى، ولهذا النوع من الجناس اسم آخر، وهو الجناس المُذَيّل. [٦] قال الله تعالى: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ). [٨] إنّ الجناس في الآية الكريمة السابقة هو بين كلمة (ينهون وينأون)، وهو جناس غير تام، ونوعه جناس ناقص، وذلك لأنّ الكلمتين في المثال السابق تختلفان بحرف واحد، والحرف هو في الوسط، بيد أنّهما يتفقان في المخرج الواحد للكلمة، فلم يتباعدا مخرجًا. [٦] لقراءة المزيد من الأمثلة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أمثلة على الجناس التام والناقص.