يُقال أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، وتبدأ في التعارف فيما بينها على حسب ما قدر الله لها، وعندما يحين وقت الرجوع إلى الجسد مرة أخرى تهم جميع الأرواح بالرجوع. فيمنع الله سبحانه وتعالى أرواح الأموات عن الرجوع الى اجسادهم مرة أخرى ويحبسها عنده، بينما يُرسل أرواح الأحياء كي ترجع إلى أجسادها مرة أخرى حتى يحين وقتها بعد انقضاء أجل مُسمى عند الله. استدل الإمام على ذلك مما حدّثنا به ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله لتفسير الآية الكريمة (الله يتوفى الأنفس حين موتها) فقال: الله يجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات، فيتعارف منها ما شاء الله لها أن تتعارف، فيُمسك التي قضى عليها الموت، ويُرسل الأخرى إلى أجسادها مرة أخرى. كذلك حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط عن السدي في قوله: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) قال: تُقبض الأرواح عند نوم النائم، فتُقبض روحه في منامه. التفريغ النصي - تفسير سورة الزمر [42-46] - للشيخ المنتصر الكتاني. ثم تلتقي الأرواح بعضها بعضاً (أرواح الموتى وأرواح النيام)، قال: يُسمح لأرواح الأحياء، بالرجوع إلى أجسادها مرة أخرى. عندما تريد الأخرى أي (أرواح الأموات) أن ترجع، يحبسها الله عنده، ويُرسل الأخرى إلى أجل مُسمى قال: إلى بقية أجلها.
ويهدف مشروع القانون إلى الاهتمام والدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية لقطاع السياحة بمختلف أنواعها.
كما ذهبت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أن الله تعالى خلق أعوانا لملك الموت؛ وذلك مصداقا لقول الله تعالى في سورة الأنعام: " حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون". وقوله تعالى في سورة محمد: " فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم " ، وقوله تعالى في سورة الأنعام: " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم ".
قضية عقدية والحق سبحانه وتعالى حين يطرح قضية عقدية للعقول فيها عمل، لكن قد تقف العقول في أشياء منها يكمل ما تقف فيه العقول بالسماع، السماع مِمَّنْ؟ ممن اعتقدتَ به بعقلك، إذن: ليس بالضرورة أن يقتنع عقلك بكل شيء إنما يترك لك مسائلَ لا تقتنع بها إلا لأنها خبر ممَّنْ اقتنعت به. لذلك قلنا في أول سورة (يس): إن المسائل كلها عقائد وأمور لسانية وأمور وأحكام، كل منها تأخذ العمل العقلي والعمل الغيبي، لكن العمل الغيبي دليله من العمل العقلي. الحق سبحانه وتعالى حينما أخبرنا عن قصة الخلق قال: إن الإنسان خُلِقَ من تراب اختلط بالماء فصار طيناً، ثم صار هذا الطين حمأ مسنوناً، ثم صار الحمأ المسنون صلصالاً كالفخار، ثم نفخ فيه الحق سبحانه من روحه فدبَّت فيه الحياة وتحرك. هذه أطوار الخَلْق التي أخبرنا بها الخالق سبحانه ونحن لم نرها، لكن أوجد في مُحسَّاتنا وفي مُدركاتنا ما يؤدي الصدق بهذه المراحل، وعلينا نحن أنْ نأخذ مما نشاهده دليلاً على صدق ما غاب عنَّا. كيف؟ الخالق سبحانه كما خلق الحياة خلق الموت، ولما أخبرنا بهما جعل الموت أولاً فقال: { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ} [الملك: 2]. كيف يقول: ﴿تَوَفَّيْتَنِي﴾ .. وهو لم يمت؟ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. وقدَّم الموت حتى لا نستقبل الحياةَ ببطر وغرور، إنما نستقبلها ونحن نعلم أننا صائرون إلى الموت، منتهون إليه.
فهذه هي الصفة التي وصفهم بها خالقهم، ولذلك فهم الرجعيون حقاً والمتخلفون حقاً، فآباؤهم وأجدادهم وأولياؤهم من الكفار السابقين، هم الذين اتصفوا بهذه الصفات، ينفرون إذا سمعوا ذكر الله، ويحصل لهم اشمئزاز في النفوس والقلوب، ويستكبرون في أنفسهم ويقولون: دعنا من ذكر اسم الله. الله يتوفى الأنفس حين موتها - مجتمع رجيم. وأعلم شخصاً هلك قريباً، كان وزيراً كاتباً وابن رجل صالح، جاءني يوماً بمقال قال لي: ألا ترى؟ كتبت عدة أوراق ولم أذكر اسم الله قط، وأنت تكتب ولا يكاد يمر سطر إلا وفيه باسم الله، والحمد الله، وإن شاء الله، وإذا أراد الله، فقلت له: (تلك شكاة ظاهر عنك عارها! ) وهلك قريباً، ولا أدري على أي حال هلك، وإن كان من بيت كريم ينتسب للشرف والعلم والصلاح، ولكن الشيطان -ونعوذ بالله من وساوس الشيطان- إذا عادى عالماً، وعادى صالحاً، وعجز عن الإضرار به وإفساده طمع في أن يصل إلى أولاده، فنعوذ بالله أن يقدره علينا أو على أولادنا أو على أسباطنا. فقوله تعالى: وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ أي: من دون الله، وهذه صفة هؤلاء الأوساخ ممن ينتسبون للبشر، هذه صفتهم القديمة والمحدثة، ومن عجيب الأمر أن يقولوا مثل هذا ويجاهروا به مع قلة أدبهم وقلة حيائهم مع الأساتذة وقت محاضراتهم، ولا يجد هؤلاء رادعاً من الدولة، لا من كبيرها ولا من وزراءها، ولا من حكامها، فكلهم يؤيدون الكفر ويشجعونه، وينافحون عنه، فلو قام هذا، ولطم هذا، وطرد هذا لقامت عليه الدنيا: أنت محدث أو جبار.
فيقال استوفيتُ وديعتي من زيد أي تسلَّمتها منه وقبضتُها.
ومِن ذلك يتَّضح أنَّ التوفِّي ليس هو الموت وليس هو النوم وإنَّما هو أمرٌ يقعُ عند الموت ويقعُ عند النوم، ويُؤيِّد ذلك قولُه تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ (4) فالموتُ يقعُ على الإنسان فإذا وقع توفَّته رسلُ الله وهم الملائكة، فالموتُ شيءٌ آخر غير التوفِّي، فالموتُ هو تلك الحالة التي يفقدُ معها الإنسان الحياة، وأمَّا التوفِّي فقد يقعُ عند فقدِ الإنسان للحياة وقد يقعُ دون أنْ يفقدَ الإنسانُ حياتَه في هذه الدنيا كما في النائم فإنَّه متوفَّى ولكنَّه لم يمُتْ ولم يفقدْ حياته. وعليه لا يكونُ بالضرورة معنى قوله: ﴿تَوَفَّيْتَنِي﴾ هو أمتني فلا يكونُ ذلك منافيًا لما هو معروف من أنَّ عيسى (ع) لم يمُت حين فارق قومه وإنَّما رُفع إلى السماء وسوف يعودُ إلى الأرض ثم يموتُ بعدها. ولمزيدٍ من البيان نقول: التوفِّي في الإستعمال اللُّغوي -من الإستيفاء- يأتي بمعنى الإنهاء والإتمام فيُقال استوفى السجينُ مدَّته أو عقوبتَه أي أنَّه أنهى وأتمَّ مدَّة الحكم والعقوبة المقرَّرةِ عليه، ويأتي الإستيفاء بمعنى أخْذِ الشيء تامًّا كاملًا غير منقوص فيُقال: استوفى زيدٌ حقَّه أو دينَه من غريمِه بمعنى أنَّه أخذه تامًّا كاملًا غير منقوص، ويُقال لمَن قبضَ بضاعته أو بيتَه الذي اشتراه أنَّه استوفاه وتسلَّمه، فالتوفِّي والإستيفاء يأتي بمعنى القبض والتسلَّم.