تحتاج الدولة أعوام كثيرة من أجل أن تثبت حكمها وسط باقي دول العالم، وهذا يتطلب نمو اقتصادي وتكنولوجي ووعي مجتمعي وخطة تعليمية وتنموية ممنهجة. خلال عام 1139 هجرياً الموافق لتاريخ 1727 ميلادياً كان هذا التاريخ بداية قيام الدولة السعودية الأولى. استمرت الدولة السعودية الأولى حتى تاريخ 1233 هجرياً، وتم تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود الذي كان يتولى زمام أمور الدولة خلال تلك الحقبة. قام الإمام محمد بن سعود بتنمية الدولة السعودية والاهتمام بمستقبل الدولة من جميع النواحي. كان يسمى الحاكم باسم الإمام وهذا لإن عقيدة الدولة هي السلفية، وكانت تقوم على نظام الشورى. الفرق بين العدل والمساواة - حكمة بلس. جعل الإمام من حي الطرفية هي مركز الحكم وذلك بدلاً من حي غصيبة الذي كانت يتواجد فيه الحاكم فترات طويلة سابقة. حرص الإمام على تعليم أبناء الدولة أصول الدين لإنها تقوم على الحكم الإسلامي، وبدأت الدعوة الإصلاحية للتركيز على شئون الدولة الداخلية. في ظل محاولة الحكام لتأسيس الدولة السعودية الأولى كان يوجد بعض الصراعات والحروب التي وقفت كعائق أمام الأستقرار المجتمعي، وكان هذا بسبب الدعوة الوهابية التي حاول نشرها البعض في الدولة. على صعيد آخر كانت الحكام يقوموا بتوسعات في الكيان السعودي، وذلك من خلال التوسع في مدينة نجد واقليم العارض وكذلك إقليم الخرج وسدير.
بل إنَّ "الاتِّجاه الأوَّل" يُصادم النُّصوصَ الشَّرعيةَ الصَّريحة الواضحة التي تنفي المساواة بين بعض الأشياء ؛ كالمؤمن والكافر، والظُّلمات والنُّور، والذَّكر والأنثى، ونحوها. قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ ﴾ [السجدة: 18]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ ﴾ [فاطر: 22]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36]. وما أحسن ما قرَّره الشَّيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في هذا الشَّأن، إذ قال: «أخطأ على الإسلام مَنْ قال: إنَّ دين الإسلام دين المساواة! بل دين الإسلام دين العدل، وهو الجَمْع بين المتساويين، والتَّفريق بين المفتَرِقَين... ولم يأت حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبداً، إنَّما يأمر بالعدل» [3]. الفرق بين العدل والمساواة – المحيط التعليمي. أيها الأحبة.. وبناءً على هذه القاعدة المُحْكَمة، التي قرَّرها هذا العالِمُ الحكيم، يُمكننا أن نُقَرِّر - وبكلِّ ثقةٍ: أولاً: المساواة العادلة تجمع بين المتساويين، وتُفَرِّق بين المفتَرِقَين. ومن أمثلة الجَمْع بين المتساويين: مساواة الرَّجل بالمرأة في الخصائص الإنسانيَّة، والتَّكاليف الشَّرعية، والثَّواب والعقاب.
أمَّا (المساواة) فهي منفيَّة في بعض المواضع ؛ كقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ ﴾ [فاطر: 22]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36]. ما الفرق بين العدل والمساواة. 2- (العدل) يشمل التَّسوية والتَّفريق، وأمَّا (المساواة) فهي تشمل التَّسوية فقط ، وقد عبَّر النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم - في بعض المواضع - عن المساواة بالعدل، في قوله - للذي أعطى ابناً له عطيَّةً دون سائر وَلَدِه: « فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ » فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ [8]. فمن العدل: التَّسوية بين الأولاد في العطيَّة [9] ، ومن العدل: التَّسوية بين الزَّوجات في المبيت والنَّفقة، ومن العدل: التَّفريق بين الرَّجل والمرأة في الميراث، والشَّهادة، ونحوها من الأمور التي جاء الدَّليل الشَّرعي بالتَّفريق بينها. إذاً ، الإسلام دينُ عدل، وليس دينَ مساواةٍ؛ لأنَّ العدل يقتضي الموازنة بين الأطراف بحيث يُعطى كلٌّ منهم حقَّه دون بخسٍ ولا جَوْر عليه ، وفي ذلك يقول الشَّيخ ابن عثيمين - رحمه الله: «من النَّاس مَنْ يستعمل بدل العدل: المساواة! وهذا خطأ، لا يُقال: مساواة؛ لأنَّ المساواة قد تقتضي التَّسوية بين شيئين، والحِكْمَةُ تقتضي التَّفريق بينهما.