2- عدم الانقطاع عن الطاعات من شأن الأسحار أن تتسبب في عدم رغبة المسلم في إقامة شعائر الله والامتثال إلى أوامره، كإقامة الصلاة والعمل على الطاعات وما إلى ذلك، لكن على المسلم في تلك الحالة أن يكبح ذلك الشعور ولا يعطي له بالًا، على الرغم من أن الأمر قد يبدو صعبًا في بعض الأحيان، إلا أنه يساعد على التخلص من السحر. اقرأ أيضًا: دعاء لحرق السحر والانتقام من الساحر 3- قراءة القرآن بعد أن تعرفنا على حكم حل السحر بسحر مثله، وخلال ذكر كيفية تخطي السحر، ولأنه من الممكن أن يتسبب السحر في بغض المسلم لقراءة القرآن، إلا أنه عليه أن يقاوم ذلك الشعور، وإن لم يستطع فعليه أن يقوم بتشغيله في المنزل قدر المستطاع، فهو شفاء له من كافة أنواع الأذى الذي يكون بفعل الإنسان أو الجان، فلا أقوى من كلمات الله عز وجل في ذلك الأمر. ينبغي على المسلم أن يتأكد أن أمره كله له خير، فعليه أن يصبر ويحتسب، فيكفيه أن الله عز وجل يؤجره في مصيبته في الدنيا والآخرة وهو من يتولى أمره، وذلك بعد أن أشملنا المعرفة بحكم حل السحر بسحر مثله.
ومن الأوجه أيضا:- أن النبي صلى الله علبه وسلم قد وصف هذا العمل بأنه من عمل الشيطان وذلك في قوله لما سئل عن النشرة قال " هي من عمل الشيطان " وهذا أبلغ من مجرد النهي عنها فهي من عمل الشيطان ، وما كان من عمل الشيطان فإنه لا يكون إلا ممنوعا ، فكيف تطيب النفس بتجويز شيء من عمل الشيطان ؟ فالله المستعان. ومن الأوجه أيضا:- أن القول بتجويز حل السحر بالسحر فيه فتح لباب تعلم السحر ، لأن ثمة من سيتعلمه بهذا القصد ، فيفضي هذا إلى كثرة الشر وانتشار الشرك ، وإضلال الناس بحجة الاستشفاء فينفتح باب السحر ، وتظهر قرون الوثنية ، ويفرخ الشيطان في عقول الناس وقلوبهم وتكون له السيطرة ، ويحتل منصب القوة على بني آدم ، فالشريعة قد أغلقت باب السحر ، ومن ذلك إغلاق باب تعلمه ، والقول بتجويز حل السحر بالسحر مما ينفتح به هذا الباب ، فلابد من سد بابه بمنع تعلمه مطلقا ، ولو كان يراد به نفع الناس بحل السحر عنهم. ومن الأوجه أيضا:- أن المتقرر أن سلامة المقاصد لا تسوغ الوقوع في المخالفات ، فالذهاب لهم وإن لم يقصد به صاحبه إلا نفع نفسه بالعافية ، ولا يريد به إضرار أحد ، والساحر وإن نوى نفع هذا المريض ، إلا أن ذلك كله لا يسوغ الوقوع في المخالفات ، فالسحر حكمه التحريم ، بغض النظر عن مقاصد تعليمه وعمله ، ولا يجوز لأحد أن يترخص في الذهاب إلى السحرة والكهان بحجة أن قصده سليم ، لما قررناه لك.
وقد فهم بعضهم من تجويز الإمام أحمد للنشرة أنه أجاز حل السحر بالسحر ، وإنما كلامه رحمه الله في الرقية الشرعية المباحة. قال الشيخ سليمان بن عبد الله في "تيسير العزيز الحميد" (419): "وكذلك ما روي عن الإمام أحمد من إجازة النشرة ، فإنه محمول على ذلك -أي النشرة بالرقية الشرعية- وغلط من ظن أنه أجاز النشرة السحرية ، وليس في كلامه ما يدل على ذلك ، بل لما سئل عن الرجل يحل السحر قال: قد رخص فيه بعض الناس. قيل: إنه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه ، فنفض يده وقال: لا أدري ما هذا! ص19 - كتاب كيف تتخلص من السحر - حكم حل السحر بسحر مثله - المكتبة الشاملة الحديثة. قيل له: أفترى أن يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا. وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف وهو الذي روى الحديث (أنها من عمل الشيطان) ، لكن لما كان لفظ النشرة مشتركا بين الجائزة والتي من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز التي من عمل الشيطان ، وحاشاه من ذلك" انتهى. وقد صرح كثير من العلماء بتحريم حل السحر بالسحر ، وأن الضرورة لا تبيح ذلك. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والمسلمون وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير ، فلا يتنازعون في أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال ، لأن ذلك محرم في كل حال ، وليس هذا كالتكلم به عند الإكراه ، فإن ذلك إنما يجوز إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان ، والتكلم به إنما يؤثر إذا كان بقلب صاحبه ، ولو تكلم به مع طمأنينة قلبه بالإيمان لم يؤثر ، والشيطان إذا عرف أن صاحبه مستخف بالعزائم لم يساعده ، وأيضا فإن المكره مضطر إلى التكلم له ولا ضرورة إلى إبراء المصاب به لوجهين: أحدهما: أنه قد لا يؤثر أكثر مما يؤثر من يعالج بالعزائم ، فلا يؤثر ، بل يزيده شراً.
والنشرة هي حل السحر بالسحر ؛ ولأن حلها بالسحر يتضمن دعوة الجن والاستعانة بهم ، وهذا من الشرك الأكبر ؛ ولهذا أخبر الله سبحانه عن الملكين أنهما يقولان لمن يريد التعلم منهما ما نصه: ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) البقرة/102 ، وقبلها قوله تعالى: ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمـَا أُنـزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِـلَ هَـارُوتَ وَمَـارُوتَ) البقرة/102. ثم قال سبحانه: ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِـهِ أَنفُسَهُـمْ لـَوْ كَانُـوا يَعْلَمُـونَ *وَلَـوْ أَنَّهُـمْ آمَنُـوا وَاتَّقَـوْا لَمَثُوبَـةٌ مِـنْ عِنْـدِ اللَّهِ خَيْـرٌ لَـوْ كَانُـوا يَعْلَمُونَ) البقرة/102،103.
منذر ادريس 19-12-2008 10:48 AM ومن الأدلة أيضا:- أن الساحر لابد له في حال حل السحر أن يتصل بالشياطين ، وهذا الاتصال بهم من قبله لابد وأن يتضمن أمرا ينافي التوحيد ، لابد من ذلك ، لأن الشياطين لا تخدم الساحر من أجل سواد عيونه ، بل تخدمه على حسب كفره وشدة إجرامه في جانب الحق والخلق ، فإن جوزنا الذهاب للساحر بقصد التداوي فإننا نجوز ضمنا هذا الاتصال ، فانظر كيف أفضت الحال بالقول بالجواز إلى القول بإقرار الاتصال الشركي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن أوجه المنع أيضا:- أن القول بتجويز حل السحر بالسحر يفضي إلى تسلط الساحر على الناس في سحرهم ليضطروا له في الحل عنهم ، فيأخذ عليهم الأموال الطائلة ، قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى ( ولهذا ترى كثيرا من السحرة الفجرة في الأزمان التي لا سيف فيها يردعهم يتعمد سحر الناس ممن يحبه أو يبغضه ليضطره بذلك إلى سؤاله حله يتوصل بذلك إلى أموال الناس بالباطل فيستحوذ على أموالهم ودينهم نسأل الله تعالى العافية) فلابد من سد هذا الباب السد المنيع ، ولا يتأتى هذا إلا بالقول بمنع الذهاب لهم المنع المطلق ، وهو الحق الذي لا يجوز القول بغيره في هذه المسألة.
قراءة فاتحة الكتاب كاملة. قراءة أوائل سورة البقرة. قراءة قول الله تعالى في سورة البقرة الآيتين رقم 163، 164: " وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ". قراءة آية الكرسي على أن يكرر الأمر سبع مرات. قراءة الآية رقم 257 من سورة البقرة، وهي قول الله تعالى:" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ". قراءة خواتيم سورة البقرة. سورة آل عمران من السور القرآنية التي من شأنها أن تكون قاضية على السحر بأمر الله، إذ يجدر بالمسلم خلال القيام بالرقية الشرعية أن يقرأ منها الآيات التالية: 1 إلى 5، الآية رقم 18، 26 إلى 28.