فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بفعلها، ويندم على ما مضى من تقصيره، ويعزم ألا يعود، هذا هو الواجب عليه. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصيًا معصية كبيرة، وجعلوا هذا كفرًا أصغر، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا، لكنها لا تدل على المطلوب، فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام، ومن ذلك أمر الصلاة، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين. ولو أن إنسانا قال: لا إله إلا الله، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر، ولا ينفعه قوله: لا إله إلا الله، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة، فهكذا من تركها تساهلًا وعمدًا وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة.
الحديث رواه الإمام مسلم في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا صار عليه] والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حذرنا أن نقول لمسلم يا كافر أو يا عدو الله وبين لنا أن من قال ذلك لمسلم يعود عليه وبال هذه الكلمة إلا أن كان قالها لسبب شرعي فليس عليه حرج وكذلك إن كان قال ذلك متأولا فلا يكفر، والتأويل هو أن يفعل هذا المسلم فعلا يشبه فعل الكفار فيظن به أنه لا يحب الإسلام أو لا يعتقد الإسلام فكفره بناء على هذا الظن لما رأى منه من قول خبيث أو فعل خبيث.