من الأدعية المأثورة والجميلة التي كثيراً ما نرددها " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " وكم من المعاني العظيمة التي تحملها تلك الكلمات والتي تجبرنا على الوقوف عندها والتأمل فيها.
، ومن الناس وما أكثرهم في زماننا هذا: من عرفوا الباطل وأوغلوا فيه لما عظّموا عقولهم ، يأتيهم الدليل من الشرع واضح بين على ما هم فيه من الضلالة فيستكبروا ويعاندوا ويردوه بعد احتكامهم لعقولهم الخاوية وقلوبهم المريضة ولهم في ذلك أسوة في معلمهم الأول إبليس لعنة الله عليه لما أبى الامتثال لأمر ذي الإكرام والجلال حسدا من عند نفسه ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين) ( الأعراف: 12) اللهم أرنا الحق وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
لا قانون الانتخاب بذاته لا يفعل لكنه يطلق «ميكانيزمات» التغيير ويفتح الطريق لحراك سياسي اجتماعي غير مسبوق ويطلق الطاقات الكامنة في المجتمع حيث تتحول العملية الانتخابية من سباق محلي شخصي بائس على المناصب الى سباق وطني بين الأفكار والبرامج والتوجهات يصنع بالضرورة طرازا جديدا من القيادات جدير بها اردن المئوية الثانية للدولة. لا نلوم المشككين والمتشائمين فالتجارب السابقة تزكي موقفهم ولا وسيلة لإثبات خطأهم الا أن تأتي النتائج نفسها بالخبر اليقين. وعلى ما ارى في اوساط اللجنة من الرئيس الى آخر عضو هناك عزيمة ثابتة وارادة قوية للخروج بأقوى النتائج فلا تخذل الملك ولا طموحات الأردنيين. لكن الموجة الأخيرة من الهجومات كانت تحمل شيئا غريبا مختلفا! اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه - طريق الإسلام. ليس تشاؤما واحباطا من عمل اللجنة بل تخويفا وتهويلا بأن شيئا خطيرا يطبخ كمشروع معاد لهوية الدولة وعقيدة الأمّة وثوابت المجتمع وأعرافه وتقاليده الخ الخ! وكما لاحظنا فإن الضجّة على عضوين في اللجنة استمرت – من بعض الأوساط – بعد إستقالتهما تلوح بمتابعة آخرين والتشهير بهم وتتجاوز موضوع المنشور أو المقال الى حملة شرسة تشيطن اللجنة وعملها وتضع توصيفات تخلط الحابل بالنابل وتقرن – مثلا – تعابير معروفة ومألوفة في الحياة السياسية مثل «الليبرالية» و»المدنية» بالأوصاف الأكثر فحشا من الإباحية الى المثلية الجنسية الى الالحاد وووو.
المعنى الثالث: ( وارزقنا إتباعه) يا لحظ وسعادة من أراه الله الحق حقاً ثم رزقه اتباعه، ولنا القدوة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما جاءهم الحق من ربهم إلا آمنوا به وصدّقوا النبي واتبعوه، اتباع المستسلم المسلّم لأمر الله ورسوله، لا اتباع العقلانيين!! فكان اتباعهم في القول والفعل، وفي الشكل والمضمون، وفي الجوهر والمظهر وفي كل صغير وكبير ولم يكن من النبي شيء صغير، أما غيرهم مما عرفوا الحق من ربهم ورأوه حقاً ولكن لم يوفقوا لاتباعه فكان اتباعهم للهوى أكبر ومن اتبع الهوى هوى... ادعية – دعاء اللهم.. ارزقنا حبَّك وحبَّ من ينفعنا حبُّه عندك – الله اكبر واذكار الصباح واذكار المساء. { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26]. الشطر الثاني: " وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " المعنى الأول: ( الباطل) إن الله هو الحق، ومن سننه كما سبق وقلنا أنه وفي كل أمر كما يوجد الحق يوجد الباطل فالضد بالضد يعرف، والحق قوي والباطل ضعيف لذا ما دخل الحق على باطلا إلا زهقه... { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18]، وكما أن للحق أئمة يدعون له فإن للباطل دعاة وأئمة نسأل الله أن يحفظنا من شرورهم... { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ} [القصص: 41].
اللهم كما حسَّنت خَلْقنا فحسِّن خُلُقنا، اللهم إنَّا نعوذ بك من مُنكرات الاخلاق، ومنكرات الأعمال والأهواء. اللهم أنزل علينا مِن خيرات السماء، وأنبت لنا مِن بركات الأرض، واسقِ عبادك العطشى.. يا رب العالمين.. اللهم.. استقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، ولا تُهلكنا بالسنين، ولا تؤاخذنا بفعل المسيئين، يا رحمن يا رحيم. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردُنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر. اللهم أغننا بالعلم وزيِّنا بالحلم، و أكرمنا بالتقوى وجمِّلنا بالعافية، وطهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة. اللهم أغننا بالافتقار إليك، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك. اللهم إنَّا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، ومن الخوف إلا منك، نعوذ بك من عُضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء. اللهم.. صُن وجوهنا باليسار، ولا تبذلها بالإقتار، فنسترزق من دونك، ونسأل شر خلقك، ونُبتلى بحمد مَن أعطى وذمِّ مَن مَنع، وأنت من فوقهم وليُّ الإعطاء. وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء.. اللهم.. اللهم ارنا الحق حق وارزقنا اتباعه. إنَّا نبرأ من الثفة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكّل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الصبر إلا على بلائك.
قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله: « وأمّا أهل الحق؛ فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبوا الدين من قبلهما، وما وقع من معقولهم وخواطرهم، عرضوه على الكتاب والسنة؛ فإن وجدوه موافقاً لهما قبلوه، وشكروا الله عز وجل، حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه، وإن وجدوه مخالفاً لهما تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة، ورجعوا بالتهمة على أنفسهم؛ فإن الكتاب والسنة لا يهديان إلا إلى الحق، ورأي الإنسان قد يرى الحق، وقد يرى الباطل ».
والله أعلم.