هناك مثل ياباني قديم يقول: لا تعبر الجسر حتى تأتيه، فأنت قد لا تصل إلى الجسر أصلاً، و قد ينهار قبل أن تصل إليه مثلما قد تعبره سالماً. لدينا جميعاً أمنية مشتركة، و هي أن نحيا سعداء، لكن هناك منّا من كان عزمه أكبر من خوفه فإستحق أن يكون سعيداً؟ و هناك منّا من لم يستطع تجاوز عتبة خوفه، و بقي يمني نفسه بما يسمى باللحظة المناسبة، لتمر اللحظات و معها السنوات دون أن تأتي هذه اللحظة المنتظرة، و دون أن ندرك أننا نحن من يصنعها فينتهي بنا المطاف بلا شيء. إنّ أوّل ما يسرقه منّا الخوف هو أعمارنا التي لا تتجدد أبداً، و أول ما يحرمنا منه هي أمانينا و أحلامنا التي تتبخر، لنتعلم في نهاية المطاف، و بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة هي في أن نحيا كل يوم منها، و كل ساعة بكل تفاصيلها، و بكل ما تحمله لنا من مفاجاءات جميلة كانت أم قبيحة، لأن هذه الأخيرة هي من يقوي عودنا و يمكّننا من مواجهة أعاصير الحياة، فعلى المرء أن يعزز ثقته و إيمانه بنفسه، و يتفاءل دائماً بما هو آت، و يتمسك بالأمل مهما كان مستحيلاً، و يهزم الخوف الذي يتسلل إلى قلبه، و يهمس لنفسه قائلاً: إن الله على كل شيء قدير. الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة في. إنّ لكلمة لا تخف، حينما تهمس بها في أذن من تحب مفعول كالسحر تمده بقوة عظيمة، و تشعره بطمأنية رائعة، فلا يعود للخوف مكان في قلبه، لأنه يعلم أنه ليس وحده فلا تخافوا.
يحكي عاطف نجل الشيخ مصطفى أنه بعد نشر حوار قديم للشيخ الطبلاوي يقول فيه إن زيارته للقدس مع السادات كانت من أسعد أيام حياته، اتصل برئيس تحرير المجلة وقال له إن الشيخ الطبلاوي لم يسافر مع السادات وإذا كان الطبلاوي يمتلك دليلاً واحداً على زيارته فليقدمه، وحين اتصلوا بالطبلاوي وطالبوه بتقديم الدليل سألوه بصراحة هل سافرت أم لم تسافر؟ فكانت إجابة الشيخ الطبلاوي غريبة للغاية: "هو أنا قولت حاجة تؤذي حد ولا أخدت حاجة من حد"، وبعد هذه المكالمة اتصل رئيس تحرير المجلة بنجل الشيخ مصطفى وقال له: "معاك حق تزعل.. هنعمل تصحيح". وأيضاً نشرت إحدى الجرائد أن الشيخ نصر الدين طوبار كان برفقة السادات وأخذ الشيخ يكبر تكبيرات العيد ويردد المصلون بعده في المسجد الأقصى، وتابع عاطف مصطفى إسماعيل أن كل ذلك محض خيال، فصلاة العيد من الأقصى قد نقلتها الإذاعة المصرية على الهواء مباشرة، ولم يكن هناك سوى صوت أبي الشيخ مصطفى إسماعيل. حادثٌ أليم صقل موهبته واصطحبه السادات ليؤم الناس في الأقصى.. الشيخ مصطفى إسماعيل – شبكة أهل السنة والجماعة. يمكنك تحميل واستماع القرآن الكريم بصوت الشيخ مصطفى اسماعيل عبر الضغط هنا يقول عاطف إنه لم يكن يعرف أن والده قد سافر مع السادات غير صدفة حين كان يتابع زيارة السادات على التلفاز وهو في ألمانيا، وجلس مع ابنته يشاهد هبوط طائرة السادات وفوجئ بوالده يسير مع الوفد المرافق للرئيس السادات، وبعدها قام بالاتصال بفندق "الملك داوود" المقيم فيه والده بالقدس، وطلب توصيله بالغرفة التي ينزل بها الشيخ مصطفى إسماعيل الذي وصل اليوم مع الوفد المصري، وبعد لحظات رد الشيخ مصطفى على الهاتف وسأل عن المتصل، فقال له: أنا عاطف، فسأله الشيخ بدهشة: عاطف مين يافندم؟ فقال: "عاطف مصطفى إسماعيل ابن حضرتك".
من جانب آخر فإن العرض أبرز طاقات تمثيلية وإبداعية هائلة لدى 30 شابا وشابة هم أبطال العرض، واستطاعوا أن يقدموا من خلال تجربتهم المسرحية الأولى -بخلاف مشروع تخرجهم "نظرة ومدد"-، رسالة صادقة ومعبرة عن اليأس الذى يتملك الشباب من الواقع العبثى، وحلم السعادة المفقود فى ظل سلطوية الآباء، وتشعر على مدار ساعتين هما فترة العرض بالإبداع الخالص، والأداء القوى والحركة المنضبطة والموسيقى والرقص والغناء والكوميديا والدراما، كما يظهر تنافس أبطاله الإيجابى فى التكامل والتفانى الذى يصب فى مصلحة الفريق جميعا. العرض جسد حالات إنسانية عبر بورتريهات شخصية رائعة، واستطاع من خلال قصص شخصيات مفترض إنهم أموات، أن يغوص فى أعماق مشاكل اجتماعية عدة، بأداء مميز، ورغم حالة الزحام التى قد تبدو أمامك، بسبب تواجد أكثر من 20 شخصية من شخصيات العرض، على خشبة المسرح فى نفس التوقيت، إلا أن كل شخصية قادرة أن تجذبك إليها، وتشعر وكأنها تخاطبك أنت بشكل مفرد، فقد ترى نفسك فى المشجع الذى انتظر فوز فريقه سنوات طويلة، أو الرجل الذى لم يقل لزوجته أى كلمة حب، رغم أنه أحبها للنهاية.