فالمسكين يصل إلى درجة انكسار النفس والذلة والقهر إلى درجة السكون *وانقطاع الأمل لقصر اليد و لعدم مقدرته على توفير ما يقيته ويسد ضروريات وحاجيات الحياة الأساسية وحاجته المستمرة للناس. والفقير يملك ما ينفق على نفسه وعلى أهله *ويستطيع الكسب والعمل في الأرض ولكن الكسب لا يكفي ولا يفي ضرورياته وجميع حاجاته ، والفقير يستطيع الكسب اختيارا *مع وجود مانع شرعي مؤقت لطلب الرزق كالجهاد أو طلب العلم أو وجود عدو أو مرض يرجى من بعده برئه وشفائه حيث يكون المانع مؤقتا للكسب وطلب المعاش ، والفقراء في الغالب لا يسألون الناس تعففا [د]. طعام الفقير وحلوى الغني وزاد المسافر والمغترب - عيون العرب - ملتقى العالم العربي. فالفقير عوزه و حاجته مؤقتة [ه] فقد يكون غنيا ثم أصبح فقيرا وقد يرجع غنيا[و] [ز] والإطعام والفدية والكفارة في القرآن لا تكون في الغالب إلا للمسكين في حين لم يذكر إطعام الفقير في القرآن الكريم إلا مرة واحدة (في موسم الحج) [ح] ، لأن المسكين لا يقدر على تأمين طعامه *فكيف بتكاليف الحج أما سبب إطعام الفقير في ذلك الموقف أن الفقير أنفق كل ماله على تكاليف الحج إلى درجة لم يعد يملك ثمن الطعام ، فيمكن أن ترى فقيرا في الحج ولكن لن تجد فيه مسكينا واحدا من خارج أهل مكة. والفقير أشد حاجة من المسكين من الصدقات [ط] فالإسلام يحاول دائما عدم تمدد شريحة الفقر واتساعها وذلك لاستمرارية أصحاب هذه الشريحة بالعمل وعدم توقفها فهم في الغالب أصحاب المهن والزراعة والصناعة والتجارة *بعكس المساكين الذين لا يقدرون على العمل البتة *- فالإسلام يُبَدّي مصلحة الأمة على مصلحة الفرد – *ولو توقفوا عن العمل لأصاب المجتمع الشلل *ولو تحسن حال الفقراء فهم بدورهم سيساعدون من هم دونهم *ويقدموا لهم الصدقات والفقير أخفى من المسكين في المجتمع لتعففه بين الناس فالمسكين معروف ومشهور والكل يتصدق عليه.
وأما عن قرائته فهذه مشاهد تدل على مدى حبه للقراءة: 1 / يقول صديق شوقي في كتاب "شوقي أو صداقة أربعين سنة" أنه رأى شوقي - أثناء دراسته في فرنسا - في باريس وكان يحمل معه ديوان المتنبي. فوائد وأنواع التمر طعام الفقير وحلوى الغني. 2 / يقول ابن شوقي في كتابه "أبي شوقي" أنه لما كان يدرس في فرنسا كان والده يحثه على قراءة جريدة "الطان" الفرنسية وأنه - أي والده - كان مواظبا على قرائتها أيام دراسته هناك. 3 / تقرأ في كتاب "اثني عشر عاما في صحبة أمير الشعراء" أن شوقي في آخر حياته كان يقرأ في الصباح كتاب وفي العصر كتاب آخر وفي الليل كتاب غيره ويتخلل هذه الأوقات قراءة الجرائد ( وجرائد ذلك الوقت تعادل كتب اليوم). شوقي و الشعراء وهذه آراء ثلاث شعراء كبار في شوقي رأي مصري ، ورأي سوري ، ورأي لبناني: أما المصري ف حافظ ابراهيم فيقول: أمـير القـوافـي قد اتيت مبايعـا ** وهذي جموع الشرق قد بايعت معي أما السوري ف بدوي الجبل فيقول: لا الأمس يسلبك الخلود ولا الغد ** هيهات أنت على الزمـان مخـلد ولك الإمارة في البيان ، يـقرهـا ** أمس الزمان ولا يضيق بها الغد أما اللبناني ف بشارة الخوري فيقول: أتمنى لو أكون ريشة من جناح شوقي. شوقي و الرافعي يقول الرافعي: ( وبشوقي وحده استطاعت مصر أن تقول للتاريخ: شعري وأدبي).
عروس الصحراء والحقول: أرى شجراً في السماء احتجب وشق العنان بمرأىً عجب-1 البيت الاول: الشاعر بدأ قصيدته بالفعل (رأى) وهذا دليل على نفسه الحاضرة ويقول بأنه يرى شجراً قد علا علواً شاهقاً حتى يكاد يحتجب في السماء بشق سحابها في منظر يثير الدهشة، تعليق: على الرغم من أن القصيدة تتحدث عن النخلة إلا أن الشاعر فضل أن يبدأ قصيدته بكلمة (شجراً) وليس نخيل أو نخلة وذلك ليجذب انتباه القارئ ويشوقه ويثيره لمعرفة ماهية هذه الشجرة المجهولة وليعطينا صورة كلية عن هذه الشجرة ثم يبدأ بالتفصيل *احتجب وشق العنان: تدل على مدى طول هذه الأشجار وعلوها بحيث تصل إلى السماء فتشق السحب وكلمة تشق فيها نوع من القوة. ----------------------------------------------------------------------------------------- البيت الثاني والثالث: مآذن قامت هنا أو هناك ظواهرها درج من شذب-2 وليس يؤذن فيها الرجال ولكن تصيح عليها الغرب-3 في هذين البيتين يشبه الشاعر النخيل بالمآذن ويوازن بينهما فيقول بأن النخلة كالمآذن منتشرة في جميع الأرجاء ولها درج من شذب ويكون من الخارج ولايؤذن فيها الرجال وإنما تصيح عليها الغرب.. فهي أوكارها. طعام الفقير وحلوى الغني والأب الفقير. وجه التشابه والاختلاف بين المآذن والنخلة: - كل منهما يتميز بطوله المرتفع.