وقد جاء الشرع بتحصيل المصالح وتكميلها ، ودفع المفاسد وتقليلها. ومع يقيننا أنه لو أمكن ـ عمليا ـ دفع مفاسد الأفلام بمجرد التحذير منها لم نستجز عمل البديل لمجرد التسلية والمتعة، ولكن الواقع ينطق بغير ذلك. رابعا: أن الأفلام الخالية من صور النساء المتبرجات ومن الموسيقى ، ذات الأهداف الخيرة في مضامينها وإخراجها ؛ كالتعليم وتصحيح المفاهيم المغلوطة ، وذكر وقائع التاريخ والإشادة بأعلام الإسلام.. وما شابه ذلك من المعاني والمقاصد الصحيحة. هذه الأفلام تترك أثرا طيبا على النشء وعلى المشاهد عموما ، في زمن اختفت فيه القدوة الصالحة من وسائل الإعلام إلا ماندر فيه، وأصبح المهرجون والمغنون واللاعبون ـ ذكورا وإناثا ـ هم وجوه الناس ومثلهم العليا!! خامسا: أن إيجاد البديل المناسب جزء من إقامة الحجة على القائمين على القنوات الفضائية وأجهزة التلفاز ، وأصحاب محلات الفيديو ، من جهة ، وعلى المشاهد والمستهلك من جهة أخرى.. هل مشاهدة الأنمي حرام – الفنان نت. الذين يجلبون إلى الناس وإلى بيوتهم الأفلام الماجنة ، وإذا قيل لهم في ذلك ، قالوا: هذا هو الموجود!. ومع تسليمنا بخطأ هذا المنطق ، إلا أنه ـ ومرة أخرى ـ لايكفي أن يكون منطقهم هذا نقطة مفاصلة بيننا وبينهم ، فالدمار والعقوبات الإلهية والفوضى والانحلال سوف نكتوي بنارها جميعا ، كما أننا يجب أن نقف من الناس موقف الأطباء من المرضى ، فنعمل على حجب أسباب المرض ، ونؤخر ما أمكن أسباب الهلاك وموجبات العقوبة.
الرسوم المتحركه. فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤال اتاني من احد الأخوان واحببنا ان تفتينا فيه حفظكم الله. السؤال: ما هو حكم شراء اشرطة الرسوم المتحركه ( الكرتون) التي يطلق عليها مجازآ أشرطه إسلاميه. وما هو حكم الأشتراك في قناة خصصت لهذه الرسوم؟ سائلين المولى ان يطيل عمركم على طاعته ويزيدكم من علمه. لا بأس بشراء أشرطة الرسوم المتحركة للأطفال ، بشرط أن تكون خالية من المؤثِّرات الموسيقية ؛ لأن بعض أشرطة الأطفال تشتمل أحيانا على الدفّ أو على الموسيقى ، فإذا اشتملت على ذلك فلا يجوز شراؤها. وأذكر أن شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله سُئل عن أشرطة الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال فأفتى بالجواز ، لكنه لَحَظ عليها إبراز بعض الشخصيات دون بعض ، ومثّل لذلك بأشرطة صلاح الدين أو محمد الفاتح ، وذكر أن هناك من هو أفضل منهم وأعظم أثرا في الإسلام. وأما الاشتراك في القناة الخاصة بالأطفال فالذي يظهر أن المقصود قناة ( مجد) التابعة لقناة المجد ، فإذا كان الأمر كذلك فلا أرى بها بأساً. وينبغي التنبه إلى تربية الصغار على حب القرآن وقراءته بدلا من الإغراق في الرسوم المتحركة.
وبين ماتكون الحكمة حجز الناس عنه بالرفق واللين، وإعطائهم بعض مايحبون حتى ينكفوا عما وراءه مما هو أعظم منه ، كما فعل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في حمل الناس على الأمر الأول ، وقد بعدوا عنه بعض الشيء! فكان يعطيهم الحلوة من الدنيا رجاء أن يقبلوا معها مايريده رضي الله عنه منهم من أمر الدين. ولاشك أن مانحن بصدده هو من جنس الأمر الثاني.