حض الدين الإسلامي على التواد ومواصلة الأقارب لما فيه من فوائد جمة وفضل عظيم، ولكن ما فضل صلة الرحم؟ وجزاء قاطعه؟ حديث قدسي عن صلة الرحم وكما جاء في حديث قدسي عن صلة الرحم، عن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته" رواه الترمذي وأحمد وأبو داوود، وصححه الألباني والترمذي. وفي أحاديث آخر، قال نبي الإسلام- صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. ما فضل صلة الرحم؟ وبقي لنا أن نعرف ما فضل صلة الرحم؟ لكي لا نتبع ما أمر الله بهى ونترك ما نهى عنه في هذا الشأن لنيل الثواب والحصول على الحكمة من وراء ذلك. وفضل صلة الرحم تتضح في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي من بينها: زيادة الرزق والبركة في العمر، كما ورد في الحديث الشريف: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه- رواه البخاري. زيادة المحبة بين الأهل، كثرة المال وتترك أثرًا طيبًا لمن يصل رحمه، وهو ما يتضح من الحديث النبوي الشريف: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر.
5- عن عمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ جِهارًا غيرَ سِرٍّ: إنَّ آلَ أبي فلانٍ لَيسُوا بأوليائي، إنَّما وليِّيَ اللهُ وصالِحُ المؤمِنينَ، ولكِنْ لهم رَحِمٌ سأبُلُّها بِبَلالِها [1336] أبُلُّها ببَلالِها: أي: أصِلُها بصِلَتِها والإحسانِ إليها، والأصلُ في معناه أن يقالُ: أُنديها بما يجِبُ أن تُندى؛ لئلَّا تنقَطِعَ، وأصِلُها بما ينبغي أن تُوصَلَ به. ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (7/3081). ) [1337] أخرجه البخاري (5990). وَجهُ الدَّلالةِ: في الحديثِ دَليلٌ على أنَّ الأولياءَ هم أهلُ الإيمانِ والصَّلاحِ، وأنَ ذَوي الأرحامِ يُوصَلون على أيِّ حالٍ كانوا [1338] ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (7/3081). 6- عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه: ((أنَّ رَجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويَقطَعوني، وأُحسِنُ إليهم ويُسيئونَ إليَّ، وأحلُمُ عنهم ويَجهَلونَ عليَّ، فقال: لئِنْ كُنتَ كما قُلتَ، فكأنَّما تُسِفُّهمُ المَلَّ [1339] المَلُّ: الرَّمادُ الحارُّ. ومعناه: كأنَّما تُطعِمُهم الرَّمادَ الحارَّ، وهو تشبيهٌ لِما يَلحَقُهم من الألمِ بما يَلحَقُ آكِلَ الرَّمادِ الحارِّ مِن الألمِ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ.
[١٠] قاطع رحمه لا يدخل الجنة: فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحمٍ). [١١] حكم صلة الرحم صلة الرَّحم واجبةٌ شرعاً، وقد ثبت وجوبها بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، فمن كان له رحمٌ وجب عليه وصلها والإحسان إليها، إلا أن يكون في رحمه من يُجاهر في معصية الله ويعادي أولياءه، ويُظهر العداء للإسلام وأهله فحينها يجب مقاطعته حتى يعود عن ذلك، والرَّحم التي يجب وصلها هي: أصحاب الرَّحم المحرمة من جهة الأم والأب، وهم كل من يحرم التزواج بينهم لو كانوا إناثاً وذكوراً، كالرجل وعمته أو خالته أو أخته أو ابنة أخته أو ابنة أخيه، والرجال الأقارب الذين لو فُرض أحدهم أنثى حرُم التزاوج بينهما؛ كالرجل وعمه أو خاله أو شقيقه أو ابن شقيقه أو ابن شقيقته وهكذا. [١٢] فيديو عن صلة الرّحم للتعرف على المزيد شاهد الفيديو المراجع ^ أ ب عبد الرحمن بن عايد العايد، "صلة الرحم" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2017. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1396. ^ أ ب ت ث "صلة الأرحام تزيد في الأعمار وتبارك الأرزاق" ، طريق الإسلام ، 2013-06-09، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2017.