تفسير ابن كثير لآية و جنى الجنتين دان يفسر ابن كثير قول الله تعالى في سورة الرحمن: "وجنى الجنتين دان" حيث بربطه بقول الله عز و جل في الآية الثالثة و العشرين من سورة الحاقة: "قطوفها دانية"، فثمر الجنة قريب لمن شاء أن يأكل منه، أي أن ثمرهما قريب إلى أهل الجنة، و متى شاءوا تناولوا منه قدر ما يشاؤون، و على أي صفة كانوا فيها، و ذكر ايضا قول الله عز و جل في الىية الرابعة عشر من سورة الإنسان: "و دانية عليهم ظلالها و ذللت قطوفها تذليلا" أي لا تمتنع ممن تناولها من أهل الجنة بل تنحط إليهم من أغصانها ليسهل عليهم قطفها.
الرسم العثماني مُتَّكِـِٔينَ عَلٰى فُرُشٍۢ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ الـرسـم الإمـلائـي مُتَّكِـــِٕيۡنَ عَلٰى فُرُشٍۢ بَطَآٮِٕنُهَا مِنۡ اِسۡتَبۡرَقٍؕ وَجَنَی الۡجَـنَّتَيۡنِ دَانٍۚ تفسير ميسر: وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما، متكئين على فرش مبطَّنة من غليظ الديباج، وثمر الجنتين قريب إليهم.
يعني بالحسان الحور العين. ( ومن دونهما): أي من دون تينك الجنتين في المنزلة والقدر ، ( جنتان) لأصحاب اليمين ، والأوليان هما للسابقين ، قاله ابن زيد والأكثرون. وقال الحسن: الأوليان للسابقين ، والأخريان للتابعين. وقال ابن عباس: ( ومن دونهما) في القرب للمنعمين ، والمؤخرتا الذكر أفضل من الأوليان. يدل على ذلك أنه وصف عيني هاتين بالنضخ ، وتينك بالجري فقط; وهاتين بالدهمة منشدة النعمة ، وتينك بالأفنان ، وكل جنة ذات أفنان. ورجح الزمخشري هذا القول فقال: للمقربين جنتان من دونهم من أصحاب اليمين ادهامتا من شدة الخضرة ، ورجح غيره القول الأول بذكر جري العينين والنضخ دون الجري ، وبقوله فيهما: ( من كل فاكهة) ، وفي المتأخرتين: ( فيهما فاكهة) ، وبالاتكاء على ما بطائنه من ديباج وهو الفرش ، وفي المتأخرتين الاتكاء على الرفرف ، وهو كسر الخباء ، والفرش المعدة للاتكاء أفضل ، والعبقري: الوشي والديباج أعلى منه ، والمشبه بالياقوت والمرجان أفضل في الوصف من خيرات حسان ، والظاهر النضخ بالماء ، وقال ابن جبير: بالمسك والعنبر والكافور في دور أهل الجنة ، كما ينضخ رش المطر. وعنه أيضا بأنواع الفواكه والماء. ( ونخل ورمان) عطف فاكهة فاقتضى العطف أن لا يندرجا في الفاكهة ، قاله بعضهم.